خاطرة
جريمة…
======
لم أكن عاديّةً أبداً، منذُ طفولتي وأنا أتقاسمُ الجدران معظمَ الوقت، أملُّ الجلوسَ طويلاً بين من لا يشبهونني…
أقفزُ مبتعدةً عن أيّ مصدرٍ يعزّزُ من وحدتي ، أتهيّبُ الجلوسَ بعيدةً عن ظلّي الخفيّ الذي يسبغُ على روحي غِطاءً من طُمأنينة ….
باختصارٍ هذهِ جريمتي…
لم أحبّ أحداً، ولم أكره أيضاً، لا أتقنُ فنَّ التَّمثيل والمجاملات ، ولكن ليسَ بالمعنى الذي ستفهمونهُ ،جُرمي الشّنيع الّذي لايغتفر كانَ الكتابة …
كلُّ الجرائم عندنا لها فتاوى إلا هذه ،سمعتُ مرّةً همسة وأنا أعبرُ الشّارع …
– مسكينة سيصيبها داءُ التّوحد ،ضحكتُ في سرّي وأكملتُ طريقي أُلاحقُ بنظري فراشةً تطيرُ أمامي، وعندما عُدتْ ، ضحكتُ بصوتٍ عالٍ وأكملتُ قراءة روايةٍ على أنغامِ مقطوعةٍ لتشايكوفيسكي ، حلَّقتُ معها حتى استقرّت روحي وسكنَ ظلّي…
نعم أنا مسكينة ، أحلامي بسيطة …
أريدُ اكتشافَ لغةٍ لايعرفها جاهل ولا يتبنّاها مهووس…
أريد أن أتابع جرمي دون إزعاج …
بريتُ القلم ، وأذكر أني كتبت وكتبت حتى ارتجفت أصابعي …
ثم أغمضتُ جفني على سطرٍ أذكرُ آخرهُ فقط …
ماذا لو نبتَ لي عينٌ ثالثة وأجنحة ؟!
تمت
ريم
Discussion about this post