مختارات ..
=-=-=-=-=-=
اضطراب الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder (OCD) ..
د.علي أحمد جديد
إضطراب الوسواس القهري المعروف باسم (الوسواس القهري) هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety) ، وتتميز بأفكار وبمخاوف غير منطقية تؤدي إلى تصرفات قهريّة .
كما يُعرّفُ الوسواسُ القهري بأنّه فِكْرٌ متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويستحوذ عليه فلا يستطيع مقاومته رغم وعيه بغرابته وبعدم فائدته .
يتميَّز اضطرابُ الوسواس القهري بوساوس أو اندفاعات قهرية أو كليهما . والوَساوس القهرية هي أفكار أو صور أو رغبات متكرِّرة أو مستمرّة .
إذاً فإن الوسواس القهري بطبيعته اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءاً من الوعي والشعور لديه وذلك بشكل إلحاحٍ قهري ، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها ، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر ، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر ، أو أن تسيطر فكرة ما على الذهن بحيث لا يمكن التفكير بغيرها . كما يُعرَّفُ الوسواسُ القهري بأنّه فِكْرٌ متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته رغم وعيه بغرابته وبعدم فائدته ، فيشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه ، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به .
ويلاحظ تكرار هذه الأفكار أو الممارسات بشكل دوري وعلى فترات طويلة نسبياً ، وتشمل أعراضه الظاهرة التأكد من الأشياء مراتٍ ومرات ، مثل غسل اليدين أو تعداد النقود و الأشياء أو تفحّص قفل الباب وإحكام إغلاق النوافذ والقيام بعمليات الحساب بشكل مستمر . وتكون الصور التي تنبثق في الذهن بصورة فجائية ذات طبيعة مقلقة ، وكذلك الصعوبة التي يواجهها البعض عند التخلّص من الأشياء ورميها خارجاً . وعادةً ما تؤثّر هذه الأفكار والعادات والممارسات بشكل سلبي على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب حيث تستلزم منهم الساعات في اليوم الواحد للقيام بشكل دوري بما يخطر في ذهنهم .
وتترافق مع ممارسات الاضطراب
الوسواسي القهري عادةً تشنّجاتٌ لاإرادية واضطراباتُ القلق وزيادةٌ في خطورة احتمالية الانتحار . ويعتبر الوسواس القهري أحد الأعراض المرتبطة بالقلق إذْ تسبب الوساوس قلقاً نفسياً ينتج عنه الحاجة إلى أداء الأعمال بشكل قهري وهو ما يوفر إحساساً مؤقّتاً بالراحة .
هذا وما تزال أسباب الاضطراب الوسواسي القهري غير معروفة بشكل وافٍ وكامل من الناحية البيولوجية بالرغم من احتمالات وجود عوامل وراثية مؤثّرة . أمّا العوامل النفسيّة فتتضمّن سجلّاً من التعرّض إلى إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو أي حوادث أخرى مسبّبة للتوتّر النفسي المرضي .
ويتمّ التشخيص بناءً على الأعراض وهو مايتطلّب إقصاء أيّة مسبّبات طبّيّة أو دوائيّة أخرى . ويمكن استخدام مقاييس مثل مقياس (ييل-براون) الوسواسي القهري (Y-BOCS) للمساعدة في تمييز درجة الاضطراب عن الاضطرابات الأخرى التي لها أعراض مشابهة للاضطراب الوسواسي القهري ، كاضطراب القلق ، والاضطراب الاكتئابي ، واضطراب الأكل ، واضطراب الشخصية الوسواسية ، واضطراب التحكم في الاندفاع ، والاضطراب الجيني .
ويصيب الاضطراب الوسواسي القهري حوالي 2.3% من الناس في مرحلة معيّنة من حياتهم ، ويكون معدّل الإصابة في سنّ محدّدة حوالي 1.2% ، وهو اضطراب منتشر في كافّة أنحاء العالم . ولكن من غير المألوف أن تظهر أعراض الاضطراب بعد سنّ الخامسة والثلاثين من العمر ، في حين أنّ حوالي نصف الناس الذين لديهم مشاكل الوسواس القهري ، تظهر لديهم الأعراض قبل بلوغهم سنّ العشرين نساءً ورجالاً على حدٍّ سواء .
وقد تطول الحالة إلى عقود من السنوات دون الالتفات للمعالجة مما يتطلّب إجراء علاج نفسي للمصابين بالاضطراب الوسواسي القهري ، كعلاج السلوك المعرفي (CBT) ، وذلك بالاعتراض لمسبّب المشكلة مع عدم السماح للسلوك المتكرّر بالحدوث . وقد يلزم في بعض الأحيان استخدام عقاقير مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وكذلك المضادات غير النمطية للذهان ، إلّا أنّ العقار الأخير له آثار جانبية كبيرة .
ولأن اضطراب الوسواس القهريعبارة عن مجموعة أفكار غير منطقية وتصرفات إجبارية ناتجة عن القلق . فتتفاوت أعراضه بين شخص وآخر ،
إذْ يتميز اضطراب الوسواس القهري بأنه يعوق أداء المهام اليومية ويهدر الكثير من الوقت .
وهناك نوعان أساسيان متبعان في علاج اضطراب الوسواس القهري ، وهما العلاج النفسي والعلاج الدوائي . كما أنه هناك العديد من أساليب تعامل المريض نفسه مع حالته ، وتعاون الآخرين معه .
وللتعريف باضطراب الوسواس القهري ، فإنه نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق ، المتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تكرار بعض التصرفات إجبارياً (قهرياً) ، مما يعوق الحياة اليومية .
ويكون الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري واعين لحقيقة أن تصرفاتهم وسواسية وغير منطقية ويحاولون تجاهلها أو السيطرة عليها لتغييرها ، لكن هذه المحاولات تزيد من شعورهم بالضيق والقلق ، وتعتبر هذه التصرفات بالنسبة إليهم إلزامية للتخفيف من الشعور بالضيق .
وعلمياً فإنه ما من مسبب صريح وواضح لاضطراب الوسواس القهري حتى اليوم ، ولكن النظريات بشأن العوامل المحتملة للتسبب باضطراب الوسواس القهري فهي :
1) عوامل بيولوجية :
فقد يكون المرض نتيجة تغير كيميائي يحصل في أداء الدماغ .
2) عوامل جينية ووراثية .
3) عوامل بيئية :
إذ يكون بسبب عدوى أوالتهابات .
وتتفاوت أعراض الوسواس القهري – وهي الأفكار المزعجة والتصرفات القهرية – من شخص إلى آخر . وتم حصر أكثر الأفكار المزعجة انتشاراً بين المصابين باضطراب الوسواس القهري في كلٍ من :
– الخوف من الاتساخ أو التلوث .
– الخوف من الإصابة بالأمراض .
– الخوف من التسبب بالضرر للنفس وللآخرين .
– الخوف من الأخطاء .
– الخوف من الإحراج أو من الفشل والتورط بسلوك غير لائق على الملأ .
– الخوف من الأفكار السيئة أو الشعور بالخطيئة .
– الشعور المبالغ بالحاجة للتنظيم ، والدقة .
وتم رصد أكثر السلوكيات القهرية انتشاراً فكانت :
– الاستحمام أكثر من مرة ، أو غسل اليدين بشكل متكرر .
– الامتناع عن مصافحة الآخرين أو ملامسة مقابض الأبواب .
– تكرار التحقق من الأمور بشكل مفرط ، مثل الأقفال و مواقد الغاز .
– العد بشكل متواصل خلال القيام بالأعمال اليومية العادية .
– التشديد على ترتيب وتنظيم الأغراض الشخصية بشكل دائم ، وبصورة ثابتة .
– تناول مجموعة معينة وثابتة من الأغذية وفق ترتيب ثابت .
– التلعثم خلال الحديث ، وذلك بالإضافة إلى تخيلات وأفكار مزعجة لا تختفي من تلقاء نفسها ، واضطرابات النوم . وكذلك
تكرار بعض الكلمات ، أو المصطلحات .. والشعور بضرورة القيام بنفس المهام عدة مرات ، والاحتفاظ بأغراض لا قيمة لها .
وقد يصاب الأغلبية ببعض التصرفات الوسواسية في مرحلة ما من حياتهم أو قد تكون جزءاً من تكوين شخصياتهم ، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم مصابون باضطراب الوسواس القهري ، لأن ما يميز المرض هو أنه يعوق أداء المهام اليومية ويهدر الكثير من الوقت .
ويمكن التأكد من الإصابة بعد الخضوع إلى الفحص السريري والتحالي المخبرية ، وكذلك الخضوع إلى التقييم النفسي باستخدام قياسات ومعايير الاضطرابات النفسية .
ويختلف العلاج بحسب شدة الحالة ومدى تأثير الوساوس في حياة المريض .
فالعلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري يكون في الحالات غير الشديدة باستخدام طريقة (التعريض ومنع الاستجابة) ، أي جعل المريض يواجه مثيرات الوساوس ومنعه من إصلاحها أو وضعها بالشكل الصحيح .
وهنالك طريقة أخرى تسمى (العلاج المعرفي أو الإدراكي السلوكي) وتعتبر الأكثر نجاحاً بين الأطفال والبالغين على حد سواء .
وقد يستغرق العلاج عدة أشهر لتظهر آثاره .
أما العلاج الدوائي لاضطراب الوسواس القهري فيتم فيه اللجوء إلى استخدام الأدوية في الحالات المتقدمة ، وغالباً تكون البداية بمضادات الاكتئاب ، ولكن مع تقدم الحالة يتم اللجوء إلى المهدئات ومعالجة آثار القلق . ومن الضروري الحذر من إيقاف الأدوية بدون استشارة الطبيب حتى لو ظهر تحسن في الحالة ، والحرص على استخدامها بانتظام كما وصفها الطبيب . ومن المفيد توجيه المريض وتشجيعه على التعبير عن المشاعر بالتحدث مع شخص مقرب ، أو اللجوء إلى الكتابة ، وقضاء وقت أطول مع العائلة والأصدقاء لتوطيد العلاقة معهم والتحدث عن الأفكار الوسواسية بدون حرج وهو ما يخفف من شدتها ويتيح التحكم بالضغوطات النفسية لأنها تزيد من حدة الوسواس ، ويمكن تخفيفها باللجوء إلى ممارسة تمارين الاسترخاء والحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم لتزويد الجسم بالقوة اللازمة للتعامل مع صعوبات الحياة . وكذلك الحرص على تناول الغذاء الصحي والمحافظة على مستوى السكر في الدم لأنه يتحكم بكلٍ من المزاج وطاقة الجسم .
كما أن ممارسة رياضة الركض والمشي بانتظام مفيدة جداً للصحة النفسية .
Discussion about this post