مختارات ..
=-=-=-=-=
الصداع Headaches ..
(2)
د.علي أحمد جديد
3) – الصداع العنقودي
cluster headaches .
الصداع العنقودي ، هو الذي يحدث بأنماط دورية أو فترات عنقودية ، وهو أحد أكثر أنواع الصداع قسوةً و إيلاماً . وعادةً ما يُوقظ الصداع العنقودي الشخص في منتصف الليل مع شعوره بألم شديد في عين واحدة أو حولها في أحد جانبَيْ الرأس .
ويُمكن لهجمات من النوبات المتكرِّرة ، (الفترة العنقودية) أن تستمرَّ من أسابيع إلى شهور تتبعها فترات تَعَافٍ طويلة بعد توقُّف الصداع . وأثناء فترة التعافي ، لا يُعاود الصداع الظهور لفترة طويلة قد تمتد إلى شهور وأحياناً إلى سنوات .
والصداع العنقودي نادر ولا يُهدِّد الحياة و يُمكن أن تُساهم العلاجات في تخفيف حدة نوبات الصداع العنقودي وتقصير مدة المعاناة منه . كما يُمكن للأدوية أن تُقلِّل من عدد نوباته المعروفة .
إذْ أن نوبة الصداع العنقودي تأتي مفاجئة وبسرعة ولا يسبقها أي إنذار . ولكن هناك علامات تصاحب حدوثه كالألم الشديد المتركز في إحدى العينين أو خلفها أو حولها ومن الممكن أن ينتشر ليصل إلى مناطق أخرى من الوجه والرأس والرقبة ويكون ألماً على جانب واحد فقط ومترافق بزيادة إفراز الدموع واحمرار العين في الجانب المتأثر بالصداع مع انسداد أو سيلان الأنف على الجانب المتأثر أيضاً ، وكذلك تعرق الجبهة أو الوجه وشحوب الجلد أو زيادة احمرار الوجه مما يسبب التهاب المنطقة المحيطة بالعين في الجانب المتأثر وارتخاء الجفن وذلك على النقيض من المصابين بالصداع النصفي ، ومن المحتمل أن يتمهل المصابون بالصداع العنقودي أو يجلسون مع تحركهم للأمام والخلف . ويمكن أن تصاحبه بعض الأعراض الشبيهة بالصداع النصفي بما في ذلك الحساسية للضوء والصوت .
وعلى الرغم من وجود الصداع العنقودي على جانب واحد فإن الفترة العنقودية هذه تستمر بصورة عامة من عدة أسابيع إلى شهور ، وقد يكون تاريخ البدء ومدة كل فترة عنقودية متسقين بين فترة وأخرى ، كما يمكن أن تحدث الفترات العنقودية بشكل فصلي أو موسمي مثل كل ربيع أو كل خريف .
ومن الطبيعي أن يتعرض معظم الأشخاص لصداع عنقودي عرضي . الذي تستمر أعراضه العرضية لمدة تتراوح بين أسبوع واحد وقد تمتد إلى سنة تتبعها هدأةٌ خالية من الألم تستمر لثلاثة شهور أو أكثر قبل أن يحدث صداع عنقودي آخر . وتستمر فترات الصداع العنقودي المزمن لأكثر من عام ، أو قد تقل الفترات الخالية من الألم عن شهر واحد وتعاود نوباته المصاب مرةً ثانية .
ويحدث الصداع عادة كل يوم ، وأحياناً عدة مرات في اليوم الواحد وتستمر النوبة الواحدة من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات ،
وتحدث النوبات غالباً على شكل منتظَم و في التوقيت نفسه من كل يوم . كما تحدث معظم النوبات ليلاً وعادةً بعد أن يخلد المصاب إلى النوم بساعة إلى ساعتين ، وينتهي الألم فجأة كما بدأ فجأة مع تناقص سريع في شدته . وبعد حدوث النوبات ، لا يشعر معظم الأشخاص بأي ألم ولكن ينتابهم الشعور بالإنهاك . ولذلك يجب زيارة الطبيب مع بدء الشعور بنوبات الصداع العنقودي لاستبعاد وتخفيف الاضطرابات الأخرى والتوصل إلى أفضل علاج سريع و فعال .
إن ألم الصداع العنقودي ، حتى وإن كان حاداً، لا يكون عادة ناجماً عن أحد الأمراض الكامنة ، ولكن ، قد تشير نوبات الصداع العنقودي إلى حالة طبية أساسية خطيرة ، مثل ورم الدماغ أو تمزق أحد الأوعية الدموية الضعيفة (تمدد الأوعية الدموية). وبصورة خاصة إذا كان
صداعاً مفاجئاً وشديداً يشبه الرعد ، أو كان صداعاً مصحوباً بحمى أو غثيان أو قيء أو تيبس في الرقبة أو تشوش عقلي أو نوبات صرع أو خدر أو صعوبات في التحدث ، وكلها علامات تشير إلى وجود عدد من المشكلات الخطيرة كالسكتة الدماغية أو التهاب السحايا أو التهاب الدماغ أو ورم في الدماغ .
والصداع الذي يحدث بعد الإصابة في الرأس ، حتى وإن كانت صدمة خفيفة أو ارتطام بسيط ، لا سيما إذا كان صداعاً فجائياً شديداً ومختلفاً عن أي صداع سابق فقد يزداد سوءاً بمرور الأيام مع تغيّر نمطه .
إن السبب الدقيق للصداع العنقودي غير معلوم حتى اليوم ، ولكن أنماط الصداع العنقودي تشير إلى أن الاضطرابات التي تصيب الساعة البيولوجية للجسم (المهاد) تلعب دورًا في ذلك .
وعلى النقيض من الصداع النصفي وصداع التوتر ، فإن الصداع العنقودي غير مرتبط بأيٍّ من المثيرات له ، كالأطعمة أو التغيرات الهرمونية أو الضغوط .
وحالما تبدأ نوبة الصداع العنقودي فإنه من الممكن أن يؤدي شرب المشروبات الكحولية بسرعة إلى حدوث نوبة صداع نصفي . ولهذا السبب يتجنب العديد من المصابين بالصداع العنقودي تناول المشروبات الكحولية أثناء نوبة من نوباته .
وهناك محفزات للصداع العنقودي من ضمنها استخدام أدوية مثل النيتروغليسرين المستخدم في علاج أمراض القلب .
وتشمل خطورة الإصابة بالصُّداع العُنْقودِيّ الرجال بشكل خاص و هم أكثر عُرضةً من النساء للإصابة بالصُّداع العُنْقودِي .
وتتراوح أعمار معظم الأشخاص الذين يُصابون بالصداع العنقودي ما بين 20 و 50 عاماً على الرغم من أن الحالة قد تحدث في أي عمر غير ذلك .
وقد لوحظ أن أكثر المصابين بنوبات الصداع العنقودي مدخنون ، ومع ذلك فإن الإقلاع عن التدخين عادة لا يكون له أي تأثير على الصداع . وإن شرب الكحول خلال (الدورات العنقودية) قد يزيد من احتمالية التعرض لنوبات الصداع وبشكل مؤلم أكثر من الحالات الطبيعية .
4) – الصداع النومي :
هو الصداع الذي ينشأ أثناء النوم وهو أحد أنواع الصداع نادرة الحدوث ، ولكنه محبط ومزعج حيث أنه يمنع صاحبه من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ويصعب تشخيصه لأنه يشابه في أعراضه العديد من الحالات الأخرى لذلك يُشار إليه في كثير من الأحيان باسم (الصداع المنبه) ويؤثر هذا الصداع على الأشخاص فقط أثناء النوم ، وغالباً ما يحدث في نفس الوقت تقريباً لعدة ليالٍ من الأسبوع . وغالبًا ما يكون عند الساعة الثالثة صباحاً ، ليستمر مدة تتراوح ما بين 15 دقيقة إلى 4 ساعات . وأكثر من نصف الأشخاص يعانون منه كل يوم، بينما الآخرون يعانون منه حوالي 10 مرات على الأقل في الشهر الواحد .
وكما هو الحال مع باقي أنواع الصداع فإن العَرَض الرئيس لصداع النوم هو الألم ، وعادةً ما ينتشر هذا الألم عبر جانبي الرأس ، ويتراوح هذا الألم بين الألم الخفيف إلى الألم الشديد ، وعادة ما يكون مزعجاً ويؤدي للإيقاظ .
إضافةً لذلك يُصاب بعض الأشخاص بأعراض أخرى شبيهة بأعراض الصداع النصفي ، مثل :
– الغثيان .
– الحساسية للضوء .
– الحساسية تجاه الأصوات .
ويزداد تأثير صداع النوم على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ، وقد يحدث أيضاً لدى الشباب . أما بالنسبة لتأثيره على الجنسين فهو بالتساوي بين الرجال والنساء .
ولا يعرف الخبراء على وجه التحديد ما الذي يسبب الصداع أثناء النوم ، ولكنه قد يكون مرتبطاً مع الحالات الآتية :
* خلل في التقليل من الألم إذ تلعب أجزاءٌ من الدماغ دوراً في التقليل من الألم ، لذلك فإن أي مشكلة تطرأ على أحد تلك الأجزاء ستؤثر على نسبة تقليل الألم .
* خلل في إنتاج الميلاتونين ولأن الدماغ ينتج هرمون الميلاتونين للحث على النوم ، فإنه مع تقدّم الأشخاص بالعمر ينخفض إنتاج الميلاتونين ممايسبب لهم الصداع النومي .
و في أحد مراحل النمو تتحرك العينان بسرعة في اتجاهات مختلفة ، وتكون هناك ارتباطات بين التأثيرات الفيزيولوجية التي تحدث أثناء النوم وبين الصداع .
ويعتمد تشخيص الصداع النومي على عدة أمور منها :
1. استبعاد بعض العوامل
لتشخيص الحالة إذْ يقوم الطبيب أولًا باستبعاد الأسباب المُحتملة الأخرى للصداع ، وتشمل الأسباب الأخرى التي قد يرغب الطبيب باستبعادها ما يأتي :
اضطراب رئيس آخر للصداع ، مثل:
* الصداع العنقودي .
* الصداع النصفي .
* توقف التنفس أثناء النوم .
* ارتفاع ضغط الدم الليلي ، أو انخفاض مستويات السكر .
* أورام الدماغ.
* السكتة الدماغية.
* إصابة الرأس أو نزيف الدماغ.
* الإفراط في استخدام بعض الأدوية.
2 – إجراء الفُحوصات اعتمادًا على الأعراض والتاريخ المرضي وقد يقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات من أبرزها الآتي :
= فحوصات الدم وذلك للتأكد من عدم وجود أي عدوى أو اختلال في توازن الكهارل (Electrolytes) في الجسم أو مشاكل في التخثر ، وللتأكد من مستويات السكر بالدم .
= قياس ضغط الدم
وهذا يساعد في استبعاد ارتفاع ضغط الدم ، حيث يُعدُّ ارتفاع ضغط الدم سبباً شائعاً لحدوث الصداع النومي خاصة عند كبار السن .
= التصوير المقطعي
وهو سلسلة من الأشعة السينية المأخوذة من زوايا مختلفة ويتم تجميعها معاً لإظهار صورة أكثر اكتمالاً ودقة للدماغ تساعد الطبيب على رؤيةٍ أفضل للعظام والأنسجة والأوعية الدموية في الدماغ .
= التصوير بالرنين المغناطيسي
وتستخدم هذه الطريقة موجات الراديو والمغناطيس لعمل صورة للدماغ ، ويتم إجراء هذا التخطيط في المستشفيات لمراقبة مستويات الأكسجين ، وأنماط التنفس ، ونشاط الدماغ أثناء النوم .
لا توجد علاجات مُحدَّدة لعلاج صداع النوم ، ولكن هناك بعض العلاجات التي قد يوصي بها الطبيب للتخفيف من حدة الصداع ، أهمها ما يأتي :
* الكافيين :
إذ يعد الكافيين خياراً جيداً لأنه لا يتعارض مع نظام نوم المرضى ، وغالباً ما يتم استخدامه كعلاج من الدرجة الأولى لهذا الصداع .
* الليثيوم .
* الإندوميثاسين (Indomethacin) ، لكن قد يسبب كلاهما العديد من الآثار الجانبية لذا تجب مناقشة خيارات استخدامها كعلاج مع الطبيب .
Discussion about this post