يومُ خارجِ حساباتِ الزمنِ في تركيا وسوريا ؟ !
“””””””””””
بقلمً ؛ – محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ؛ – مصر ؛ –
في الساعاتِ الأولى منْ يومِ الإثنينِ الماضي ؛ – شهدتْ منطقةَ جنوبَ وشرقَ تركيا، وشمالِ وغربِ سوريا كارثةً منْ الكوارثِ الطبيعيةِ ، منْ أكبرِ الكوارثِ في القرنِ الحاليِ ، بسبب اتساعُ المساحةِ الجغرافيةِ للزلزالِ ، رغمَ أنَ منطقةَ مركزِ الزلزالِ الذي وقعَ فيهِ ضمنَ المناطقِ( الْ 7 ) في العالمِ المعروفةِ بنشاطها ولكنَ هذا الزلزالِ ضربَ الكتلةِ السطحيةِ الهشةِ منْ القشرةِ الأرضيةِ الممتدةِ جغرافيا في مساحاتٍ شاسعةٍ سهليةٍ ووديانٍ وامتدادٍ لكتلٍ متجانسةٍ وفواصلَ صخريةٍ انكساريةٍ تمتدُ منْ أخدودِ البحرِ الأحمرِ والقرنَ الأفريقيِ إلى جبالِ طوروس وزاجروسْ معَ كتلةِ أوراسيا حيثُ الفواصلُ الجيولوجيةُ المعقدةُ للمنطقةِ فمنذُ حواليْ مئةِ عامٍ لمْ تشهدْ المنطقةُ هزةً عنيفةً مثل التي حدثتْ يومَ الإثنينِ وسجلتْ حسبَ مقياسِ “ريخترَ 7,9 ” درجات ، ثمَ هزاتٌ متعاقبةٌ ارتداديةٌ بنفسِ الدرجةِ ساعدتْ على كارثةٍ أخرى أعقبتها هزاتٌ منْ النوعِ الأكثرِ تدميرا للبنيةِ التحتية ،ِ والطرقِ والبناياتِ الحديثة، ِ منْ تصدعاتِ التي لمْ تسلمْ منْ السقوطِ نتيجةَ الهزاتِ المتعاقبةِ إننا أمامَ مأساةٍ في شمالِ غربِ سوريا بالنسبةِ للوضعِ الإنسانيِ منْ عدمِ وصولِ المساعداتِ الإنسانيةِ والدعمِ اللوجستيِ للدولِ والمنظماتِ الدوليةِ وحتى منْ النظامِ في” دمشقَ ” بسببِ الوضعِ بعضَ المناطقِ تحتَ سيطرةِ فصائلَ منْ المعارضةِ السوريةِ وقد ضرب الزلزال محافظاتِ “ادلبْ وريفَ حماهِ وحلبُ ومدن الساحل بشدة وهي الأكثر تضررا ، في غيابِ دورِ الأممِ المتحدةِ التي قالتْ إنها لديها مساعداتٌ قبلَ الزلزالِ في هذهِ المناطقِ ، الأسوأِ أنَ هذهِ المناطقِ تشهدُ طقسا وتساقطَ ثلوجٍ وانخفاضٍ حادٍ في درجاتِ الحرارةِ وصلَ صباحَ اليومِ التالي لوقوعِ الزلزالِ إلى” 5 درجاتٍ تحتَ الصفرِ” ، ورغمُ قلةِ معداتِ الدفاعِ المدنيِ في شمالِ غربِ سوريا رغمَ ذلكَ يسارعونَ معَ الزمنِ للإنقاذِ المئاتِ تحتَ الأنقاضِ في ظروفِ طقسٍ سيئٍ . ولا يوجدُ معبرٍ حدوديٍ دوليٍ إلا معبرُ “بابِ الهويِ” بينَ تركيا وسوريا رغمَ ذلكَ هذا طريقُ تأثرِ منْ الزلزالِ وحدثَ بهِ انهياراتٌ أرضيةٌ ؛ – أننا أمامَ ازدواجيةٍ في المساعداتِ الإنسانيةِ في المناطقِ المنكوبةِ في الشمالِ الغربيِ لسوريا ، منْ جميعِ الدولِ والمنظماتِ التي سارعتْ بالمساعداتِ إلى تركيا وتركتْ الشعبَ السوريَ وحيدا للمصيرِ المحتومِ تحتَ الأنقاضِ وفي العراءِ منْ الخوفِ والجوعِ ونقصٍ في الأدويةِ في هذا الطقسِ الباردِ حيثُ تتعرضُ المنطقةُ لسقوطِ الثلوجِ حتى للأولِ مرةٍ تغطي الثلوجُ معظمَ اليونانَ . إننا نناشدُ الضميرُ العالميُ بفتحِ معابرَ منْ الأراضي التركيةِ لوصولِ المساعداتِ والمعداتِ للإنقاذِ ما تبقى منْ الأهالي تحتَ الأنقاضِ أحياءٌ أوْ موتا .إن التغييرات الجيوفيزيائية والاجتماعية والاقتصادية هائلة من شأنها أن تكون وبالًا على الجميع. المستقبل أسوأ للبشرية، من حروب، ومناخ ، وأوبئة وصراعات ، ومجاعات ،وشح مائي وتصحر؛ رغم أن البشرية استطاعت أن تتكيف مع التغيرات الجيو فيزيائية. ولكن الكرة الأرضية تشهد دورة جديدة من تغييرات من
عواقب الاحترار العالمي، أو اقتراب العصر الجليدي القادم، أو توقيت الانفجار البركاني الهائل القادم، أو الاصطدام بأحد الكويكبات؛ قد يولِّد لدينا قلقًا عابرًا. إلا أن التفكر الجماعي في الأخطار المستقبلية التي تهدد كوكبنا وجنسنا البشري كفيل تمامًا بأن يصيبنا بنوبات اكتئاب حاد. وفي الوقت نفسه يتأرجح كوكبنا على حافة العصر الجليدي القادم، الذي قد يحل قبل أوانه بسبب الاحترار العالمي، ولكن من المرجح أن يبدأ في غضون” 50 سنة” المقبلة حتى وإن لم نساهم نحن في ذلك. وهناك كويكبات تبلغ من الحجم ما يكفي للقضاء على رُبع الجنس البشري لا تزال تندفع بسرعة عبر مدار الأرض دون أن نرصدها، بينما لا يدري أحد متى سنكتشف المُذَنَّب الكبير التاليَ المتجه نحونا. أعطتنا كارثة ” تسونامي” في المحيط الهندي لمحة عن مدى التأثير المفزع للطبيعة على عالمنا الذي لا يزداد إلا ازدحامًا، حتى أن موجة تسونامي العملاقة القادمة أو الانفجار البركاني الهائل المقبل سيؤدي كلٌّ منهما حتمًا إلى وفاة الملايين وإحداث اضطراب هائل في مجتمعنا العالمي المتقدم المزعوم ، وقد بلغت بنيتنا الاقتصادية والاجتماعية مبلغًا من الترابط والتشابك نتيجته أن زلزالًا واحدًا يضرب منطقة جغرافية كفيلا بأن يؤديَ إلى كارثة اقتصادية عالمية؛.
وهناك توجهات أخرى أيضًا من شأنها أن تُنهيَ العالم الذي نعرفه، من التهديدات بشن حرب نووية في شرق أوروبا:؛
إنَ وقوعَ زلزالِ تركيا الأكبرِ والكارثةِ التي لمْ تشهدها تركيا عبرَ تاريخها، رسالةً للعالمِ . وعودةُ إلى تعاليمَ والمعتقداتِ الدينيةِ منْ الأديانِ الثلاثةِ ؛ سوفَ تتعرضُ البشريةُ حتما لحادثينِ . كما جاءَ في القرآنِ الكريمِ
“إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) وَأَخْرَجَتْ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) ومن شدة الهول والفزع تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا؛ لأن بعد البعث لا يكون حملا. وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا أي تسقط ولدها من هول ذلك اليوم (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حمله) ولذلك تذهل المراضع وتسكر الناس؛ كما قال القرآن: وترى الناس سكارى أي من هولها ومما يدركهم من الخوف والفزع. (وما هم بسكارى) هذا بيان للناس” الهروب منْ الموتِ !(قلَ إنَ الموتَ الذي تفرونَ منهُ فإنهُ ملاقيكمْ) هربوا منْ جحيمِ الحربِ الأهليةِ في سوريا واستقروا في إحدى المدنِ التركيةِ ، الهروبُ منْ النهايةِ الحتميةِ التي غابتْ عنْ الكثير و الساسةِ وأمراءِ الحربِ والحكوماتِ السلطويةِ في دولِ الخوفِ عائلاتٍ كاملةً منْ سوريا قتلتْ تحتَ الأنقاضِ من جراء الزلزال في تركيا ، وليس منْ جحيمِ الحربِ الأهليةِ والهروبِ منْ الموتِ ؛ ونسينا قولُ اللهِ في كتابهِ العزيزِ ( أينما تكونوا يدرككمُ الموتُ ولوْ كنتمْ في بروجٍ مشيدةٍ ) وهنا نتذكرُ قولُ الشاعرِ العربيِ ؛ ابنْ نباتهْ السعدي ( ومنْ لمْ يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرهِ . . . تعددتْ الأسبابُ والموتُ واحدٌ ) .!!!”
” محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ” كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ ” ” ”
saadadham 976 @ gmail. com
Discussion about this post