“تعاويذ مواسم العشق”
تبعثرني رياح الشمال
مثل أوراق الشجر حين يحل الخريف البائس…
تنثرني على دروب الأشواق
تنتظر العودة إلى جذورها
تلك التي نالها سبات عميق
في أحراش أديم أرض عطشى
فيا أيها الغائب في الدنى القصية
متى العود إلى أحضان فؤاد
قد شفه النوى وارهقه الجوى؟؟
كيف تراني اهزج بأغنية
انكسرت مقاطعها وصوتي
بات في البعد نشازا
تاه مني إذ تاهت الكلمات
و القصيدة ما اكتملت
تبعثرت حروفها في طي الكتمان
فهي صماء بكماء خرساء
والأحرف تزاحمت… ويكأنها
تخط أساطير الغابرين كالخرافة
تتنسم أخبار حدائق بابل
ورياض قصور الأندلس الخالية
فهل أقرأ عليها تعاويذ مواسم العشق
حتى تسترجع معانيها
أم ارتل أسفار المريدين
على ناصية الليالي العابسة ؟؟
ايا ايها المسافر في المدى النوراني
امتشق سيفك البتار
كي تنازل شيطان الوادي
ولا تستسلم لقدر سطره لك
ذاك المارد الساكن في ثنايا الزمن
حيث لا طريق للعودة
الى أوطان الهوى العذري
باتت تنخرها اوجاع الحنين
الساكن بين الضلوع
تكتوي منها الروح صبابة
تظل باحثة عن خل
يلملم شظايا مهجة حرى
في فصل من فصول الحياة
قد يحط على دروب الأشواق
وشحتها ادمع ترقرقت على
وجنات، حدائق النور
كم عاقرت خفقات التجلي
وزرا تنوء به نفسي الثكلى
أترنم بأغنية النوارس في الفجر
مع رحيل سفن المغتربين
إذ تناشدهم أن عودوا إلى المرسى
محملين بهدايا البحر السخي
(الدكتورة الشاعرة مفيدة الجلاصي)
Discussion about this post