في مثل هذا اليوم 26 فبراير1975م.
اندلاع تظاهرة شعبية مناهضة للحكومة اللبنانية في صيدا لدعم الصيادين أدت إلى وقوع أعمال عنف أصيب فيها مؤسس التنظيم الشعبي الناصري النائب معروف سعد.
خروج تظاهرات حاشدة للصيادين في عدد من المدن الساحلية في لبنان احتجاجا على منح شركة “بروتيين” امتيازا لمدة 99 عاما لصيد الأسماك على طول الساحل اللبناني بواسطة سفن صيد حديثة، وهو ما أعتبره الصيادون تهديدا لمصيرهم وقطعا لأرزاقهم رافضين التعويضات التي عرضتها الشركة عليهم.
.
كانت “بروتيين” تتمتع بنفوذ كبير، ومن أهم المساهمين بها كان رئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون الذي شكل الواجهة السياسية لمؤسسها “أمين عور” واحد كبار تجار المواد الغذائية حينها. كانت اهم تلك التظاهرات في صيدا التي دعا اليها صيادو الأسماك والأحزاب الوطنية والتقدمية، وخرج على رأسها نائبي المدينة السابق معروف سعد والحالي نزيه البزري حينها. أطلقت عناصر الجيش اللبناني النار على المتظاهرين واصابة عدد منهم من ضمنهم معروف سعد نفسه الذي توفي متأثرا باصابته في 6 آذار 1975 م. بعد ذلك أجتمعت الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في منزل الزعيم كمال جنبلاط وأصدرت بيانا أتهمت فيه السلطة بمحاولة اغتيال معروف سعد ودعت للإضراب.
.
فيما صدر بلاغ رسمي عن الجيش اللبناني أشار الى انه “ظهر مسلحون بعضهم مزوّد بقذائف “آر بي جي” ملثمين بكوفيات مزركشة على سطوح المنازل، وأخذوا يطلقون النار باتجاه قوة الجيش”. شهدت صيدا في اعقاب ذلك العديد من التظاهرات والاحتجاجات، فيما اعتبر العديد من الوزراء انه من الضروري الغاء الامتياز الممنوح للشركة “بروتيين” التي نُسفت مكاتبها في بيروت في 28 شباط 1975 م، فيما عقد رئيس مجلس ادارة الشركة “كميل شمعون” مؤتمرا صحافيا للدفاع عن الاتفاق التي توصلت اليه الشركة مع الصيادين. تجدر الاشارة الى ان تظاهرة الصيادين في صيدا ذلك اليوم تعتبر البداية الفعلية للحرب الأهلية في لبنان.
معروف سعد (1910- 6 آذار 1975)، سياسي قومي عربي من لبنان، كان يعد من أبرز شخصيات مدينة صيدا قبل أن يتوفى إثر إطلاق النار عليه أثناء تظاهرة مناهضة للحكومة.
ولادته ونشأته
وُلد معروف سعد سنة 1910 لأب مزارع في أسرة شعبية تعمل بالبساتين. درس في مدرسة الفنون الإنجيلية بصيدا، وتخرج سنة 1929 من مدرسة عاليه الوطنية.اشتُهر في شبابه بحبه للرياضة والفروسية وعُرف كبطل رياضي. عمل في التدريس بين 1930 و1936 في كل من لبنان وسوريا وفلسطين.
مشواره في الكفاح
ربط معروف سعد بين مفاصل النضال الثلاثة: الوطني، والقومي، والاجتماعي. فناضل على كل الصعد ضد الاستعمار والاستبداد.
نظم هجومات مسلحة على قوافل التموين المتوجهة إلى قوات الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية في فلسطين.
سنة 1936قاد تظاهرات غاضبة ضد الانتدابين الفرنسي والبريطاني، واعتقل بعد اقتحامه قشلة صيدا انتقاماً لاستشهاد عدد من المناضلين الصيداويين برصاص الدرك.
· بين سنتي 1941 و1945 أنشأ فرقة عسكرية مكونة من العرب اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين، ودربها في غوطة دمشق، وقادها في العديد من العمليات ضد المستعمرين الفرنسيين والإنكليز، فاعتقل في سجن قلعة راشيا لأكثر من سنة.
عُين ناظراً داخلياً في كلية المقاصد في صيدا فحولها مصنعاً للحركة الوطنية والقومية العربية المناضلة.
في 26 شباط 1975 بينما كان يقود تظاهرة لصيادي الأسماك ضد تشريع الدولة لاحتكار شركة بروتيين صيد السمك على طول الساحل اللبناني، أطلق على قلب معروف وأردته شهيداً في 6 آذار 1975.
«من انجازاته»: مشروع تعمير عين الحلوة بعد زلزال 1956 كان معروف وراء بناء بيوت التعمير في عين الحلوة، وسهر شخصياً على اتمام المشروع ووقف يراقب عمليات صب الباطون خوفاً من تلاعب المتعهد. حرص على التعويض على المتضررين المستحقين من دون محسوبيات، ومرة اضطر شخصياً إلى اقتحام عدد من تلك البيوت بعد أن استولى عليها بعض مناصريه من غير المستحقين فطردهم بالقوة ورمى بأثاثهم من الشرفات. أنجز معروف التعمير وجاهد لإيصال الحق لأهله – منزل بثمن مقبول لكل متضرر فقد منزلاً، إطمأن وفرح لفرح الناس، لكنه رفض أن يُخلد اسمه على مباني التعمير، ورفض أن تتقاطر الوفود إلى منزله لشكره على ما كان يعتبره واجباً وطنياً وانسانياً. وأنشأ فوج الإطفاء، وأنار الشوارع، وفتح المدارس ودار المعلمين ومهنية صيدا، ووفر مياه الري للبساتين، وأكمل تجهيز مستشفى صيدا الحكومي، وشجع تأسيس النوادي والجمعيات الرياضية والثقافية والكشفية، ودافع عن قيام النقابات العمالية والزراعية، وأسس مكتبة شعبية للقراءة، عدا عن انجاز بناء بيوت التعمير وحي رجال الأربعين.!!
Discussion about this post