مدينة النساء ثورة روائي فهم عصره
مقال نقدي للاستاذة سمية بن عمر
حول رواية “مدينة النساء” للروائي التونسي الامين السعيدي
قطعت مدينة النساء مع الاسلوب القديم والتصورات الكلاسيكية للأدب عموما وللرواية خصوصاً.حيث تمكن الروائي الأمين السعيدي من اقتحام عالم المنسي والمسكوت عنه حين درس نفسية الشخصية العربية في صراعها اليومي مع مشاغل الحياة من ناحية وصراعها الذاتي من ناحية أخرى.فالانسان الذي يتوق للحرية وينشد السعادة يحتاج عالما آخر يثير فيه الشك والحيرة من أجل التهديم واعادة البناء،بناء عالما فنيا يستجيب لرغباته وتطلعاته.فكان الأمين السعيدي في روايته “مدينة النساء” قد تفطن الى تلك التفاصيل المكونة للريف والمدينة في قراءة مختلفة ورسم عجيب يدفع الانسان إلى التعايش والانسجام مع المكان في علاقة حب نتيجة لذلك الجمال الذي أضفاه على المكان وهو العليم بنفسيات شخوصه في علاقة بالزمان الذي يفترض تغيير المناهج لقطعه مع ماض عاجز على التعايش من انسان العصر.
فكانت هذه الرواية مستجيبة لفن هذا العصر في الاسلوب واللغة والتصور لتنحت كيانا جديدا يساهم في استقرار الانسان المعاصر للرواية وتفتح نحو استشراف قادم يتواصل مع زماننا المعيش.
فالمرأة في مدينة النساء ليست امرأة هذا العصر وانما هو توقع من الكاتب لمستقبل تقود فيه المرأة المجتمعات نحو التحرر والعدل والكمال ايمانا منه بأن المرأة هي مصدر ولادة لكل جديد.
فبين رحيل البداية الذي مثله صفوان وزهور ورحيل النهاية الذي مثله مجموعة من النسوة رفقة صفوان ترسم المرأة عوالمها لتنتهي الرواية بفكرة وحلم مصبوغ بحكمة فيلسوف يتوقع مستقبلا يسوده العدل والمساواة والجمال والتحرر بقيادة المرأة في الكون.
هكذا قطع الروائي التونسي الأمين السعيدي بمدينة النساء مع الماضي بكل أشكاله وفتح فتحا جديدا في الرواية وفي الادب عموما .
Discussion about this post