في حارتنا ( عصفوريه )
هل سمعتم ..
بحارة المزن ..
وهل سمعتم بخزان شاهق الطول يمد يده ليمشط شعر رأس حارته وعينيه ما فتئت تنهمر فوقهم والريح تلاعب تلك الدموع كما تلعب ثلة من أبناء الحاره في ظله وبمحازاة قدميه بلعبة ..الضوما ..
الضوما هي من نسل الشطرنج كان شيخ كارها رجل علكته سنين الايام ونام في بطنها منذ أمد بعيد يدعى أبو عبد اللطيف السيد كنا صغارا يومها كأصبع الخنصر في اليد تحوم عيوننا مندهشه حول صيحات اللاعبين ..
لم نعلم شيئا يومها عن بطل العالم في الملاكمه محمد علي كلاي عندما كان يمتص الضربات من خصمه ويجمعها في كيس الانتقام لحظة يريد ..
عندما تكبر الضربات وتنتفخ وتكاد تنفجر كما إنفجر كل الوطن ولكن بدون أن يرد الضربات لجزاريه ..
ضربة واحده في النهايه يفجر ويبلع كل الآلام التي نالها من خصمه وينتصر ..كذلك شيخ الضومه أبو عبد اللطيف يخدع خصمه ..
يضع له طعما بطعم جبنة في قالب( مصلاة) تنتظر فأرة لتنال منها ..
يطعم خصمه جل أحجاره وما إن يصل للحظة الانفجار يبلع أحجار خصمه كلها بالضربة القاضيه وينهال عليه التصفيق وتلمس رأسه يد الخزان لتباركه
في الجهة المقابله بٱتجاه الاسفل كان اللعب بطريقة أخرى ..
إنه أحمد حميدي هكذا كان أهل الحارة تعرفه ..
عبقرية بدون معلم ..باردة كلماته وكأنها خرجت للتو من ثلاجة النفس ..
هز برأسه وهو متكئ على حجرة عندما سمع صفير يثقب المكان عن بعد وصياح لا قرار له فتذوق طعم الصوت بلسان سمعه في صيوان إذنيه .. فعلم بأن طعام الصوت هذا طبخه أبو هاشم الحميماتي وهو فوق السطح يكش حمامه ويضرب برميلا بيده عصا كي تحلق ..
ذاك البرميل كحالة الشعوب المستضعفه التي يتحكم برقابها عشرات أبو هاشم
فهز برأسه احمد حميدي وبيده قضيب صغير رسم دائره فوق التراب وقال لأترابه ..
_هل تعلمون بأننا لو قمنا ببناء سور حول حارتنا ( حارة المزن ) ما الذي سيكون ..
الكل ينتظر ميلاد الشظايا البارده من فمه وقالوا
_ وما الذي سيحصل
_سيكون عندنا عصفوريه ومشفى للمجانين من الطراز الأول
ضحك القوم لكنه هز رأسه بحكمة وأغمض عينيه وتركهم في غيهم يضحكون
كان أحمد حميدي يحول البراميل المعدنيه لعربات جر يقودها حمير تحت إثر ضربات قويه من ساعديه ..من دائريه لمستطيله مطأطأة الآذان تغض ببصرها أرضا تهز برأسها منكسرة الرقبة
وتمر الايام والليالي لتغدو تلك البراميل العربيه التي روضتها مطرقة العالم لتكون مركبه وعربه يجرها حمير ولتغدو تحت ضربات أبو هاشم البان كيموني ..حمام وعصافير تطير في أصقاع الأرض وفوق مياهها ضائعه لا تعرف أين ترثوا وأين تحط تلك الحمامات العربيه المهاجره عنوة ..
أنشؤا سورا شائكا وعاليا حول تلك البقعة في هذا العالم رسمه أحمد حميدي العالمي ما بين الخليج والمحيط ليتحول لمارستان وعصفوريه تجر عربتها الحمير ..
تراها تضرب عناق بعضها البعض ولماذا لا تعلم ؟
وعبث يهيمون واللاعبين هناك تحت خزان الأمم المتحدة يثملون وتسمع ضربات الكؤؤس وهم يضحكون على تلك الحمامات .. والعصافير وأحجار الضوما ..
سكان ذاك المارستان كزوبعة تديرها عاصفه …
منهم يحلل الأمور السياسيه والدوليه ..والآخر يقاتل ببيت شعر وعيون ضائعه وبراميل تدور في مكانها تصطدم ببعضها البعض وعربات يجرها سماسره ..
وبراميل تطير في السماء محملة حمم وجحيم ..
الشعب يضرب النظام
النظام يقتل الشعب
المرأة تضرب زوجها والأطفال تبعثرت ..
الجار الذي كان يشرب بالأمس مع جاره إبريق شاي ومته ..صار يشد شعر جاره ويضربه بدون مبرر ..
الاستاذ تحول لمجرم والطالب الفاشل لمعلم وقائد ..
مدير الناحيه إستلمها أبو القعقاع وأبو هاشم وأبو صياح
كل شيئ تحول
مارستان كبير يقطنها هياكل بشر بطعم البراميل يعلمون كل شيئ ..
يعلمون الطب والسياسيه وعلم المجرات والموسيقا ومن في النار ومن في الجنه ومتى يأتي المسيح الدجال ووووو إلا..!!!
من يحكمهم ويستعبدهم ويضحك عليهم ويلهو بهم ولا يحلو له شرب النبيذ إلا بحضرة جنونهم لا يعلمون ..!!!!!!
فأين عينيك يا أبا محمد لتثبت نظريتك للعالم بأننا مجانين ..
وأن مشروع العصفوريه قد تم بنجاح لحارتنا
بقلم طارق حامدي







Discussion about this post