قراءة في قصيدة امام شباك بيتها للدكتور حمد حاجي بقلم الشاعرة فائزة بنمسعود تونس

===========================
قراءة في قصيدة(امام شباك بيتها)
للشاعر الدكتور حمد حاجي
بقلم الاديبة الشاعرة فائزه بنمسعود
ا=========== أمام شباك بيتها =====

وعشقي كبالونة في الهواء
وعشقك طفل يداعب وجه السماء
نظلّ نتابع خيطه أنى مشى..

وكنتُ انتظرتُ طويلا .. قليلا …
متى عاشق بالسويعات
يكترثُ؟!

وكنت أتيتُ مع الريح …
مع النوء… في عرف نورسة
في ضجيج المجاز وصمت الجملْ

وكانت تداعب قطتها
حين تلهو بكبة صوف
وينفش أشواقِيٓ الغزلُ

وأسأل كل شراشف حيطانها
أ أنا لعبة في يديها؟ أم العشق
عاد؟ .. فما العملْ!؟

أراها تقوم وتلبس شبشبها
تذرع البهو…
تمشي لشباكها وتُطلْ…

ومنتظرٌ …
والأولي عشقوا
ليس يدرون كم مكثوا؟

وكنت قبالتها بالسقيفة
تحت المزاريب بلّلني الشوق
منتظرا أن تطلْ…

ترفع وجه الستائرِ
تقرب فصّ الزجاج
تلمح وجهي وصلْ

تفيق أناملها من نعاس
وتمسح بلورها
فأسافرُ في يدها ياسمينا وفلْ

وأحسب لما تجيء
ستنفخ في الكف أحلى قبلْ
ولكنها يا ويلتي! مسحت بالأنامل كل أمل!

ولما أويتُ سمعتُ أنينٓ الكمان..
تُدٓندِنُ: دٓنْدٓنْ…ودٓنْ…دٓندٓنٓهْ
وحزن الهوى في غُناج المقلْ

مكثت طويلا .. طويلا
كأنيٓ من فتية الكهفِ
لا يدرك البعض كم لبثوا؟

ا========= حمد حاجي======

============================
يقول دانييل خارمس الكاتب الروسي :القصيدة العظيمة،هي تلك التي ترميها نحو الشباك لتهشم الزجاج.

وهذا ما فعله الشاعر هنا حيث ألقى بقصيدته
ولكنها ما حطمت الزجاج بل حطمت الرقم القياسي في جمالية الشعر وقدرته على تحريك وجدان المتلقي
وكثيرا من الشعراء كتبوا (للنوافذ والشبابيك)
كالشاعر الألماني ريلكه كتب(النوافذ)والسياب كتب(شباك وفيقة)
ويمكن ان نقول اننا امام شعر (الشباك)
واستعمل الشباك في العنوان(أمام شباك بيتها)

فالشباك هنا استخدم بمعناه العاطفي اي الذهاب الى الاخر والاتصال به شعوريا
والعلاقة بين الكائن ومحيطه
امراة تطل عبر نافذتها
ومع هذه الاطلالة يتكرر فعل الاسئلة
الشاعر الذي يرقب الشباك
متى شاعر بالسويعات يكترث؟
أأنا لعبة بين يديها؟
فما العمل؟
لا يدركوا البعض كم لبثوا ؟
والشاعر من خلال الشباك يعيش مزيجابين العناصر الرائية والمرئية
حركية في الداخل ومراقبة بالم وجذل من الخارج ،وحالة انتظار يكبر فيها الغيـــاب في الحضور
قصيد يملك الشموخ الذي تنطوي عليه كل كتابة باللغة الأم اذ نعيش الرفاهة المذهلة وغرابة أصواته وايقاعاته الداخلية
وشخصيا أجد فرحا بنمط جمالية وشاعرية هذا القصيد السلسبيلي المعاني لما المسه من قوة خصائصه الشعرية اذ يدخل بنا في حقل الطرافة وتشكل وحدة نصية معتبرة
ونحن امام شاعر متنوع المواهب اللغوية في حلبة لغة بعيدة عن العقم والعقوق (اللغة العربية)
شاعر يقول الشعر مداورة وعبر الصور المتواصلة الصادمة والمذهلة
وكان المراة التي يحبها تكون أجمل وأكثر جاذبية من وراء ستار الشباك وتمتلك أبجديات العشق وهي مؤطرة بالشباك
فالشاعر يعرف ادوات فنه لقول ما لا يستطيع النثر قوله
هذا الشاعر يعانق كثيرا قصيدته يحنو عليها
وهي تتشكل جنينا في رحم وجدانه
يتعالق مع كلماتهاوبلمسة سحر الشعر
وفي موكب الحروف البهيج يرسلها للنور
فنراها وتحيطنا بهالة من الجمال العفوي
وتبحر بنا الى شواطئ بكر
قبلنا ما وطأتها اروح ولا حلقت في سمائها
فراشات
فنترشف معانيها على مهل حتى الثمالة
ونعود ممتلئين بالشعر والجمال الى حين
ميلاد قصيدة آخرى في زمن آخر

شكرا على هذا الجمال الشاعري دكتور حمد الشاعر