معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (أمام شباك بيتها)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
قصيدة
=== أمام شباك بيتها ===
وعشقي كبالونة في الهواء
وعشقك طفل يداعب وجه السماء
نظلّ نتابع خيطه أنى مشى..
وكنتُ انتظرتُ طويلا .. قليلا …
متى عاشق بالسويعات
يكترثُ؟!
وكنت أتيتُ مع الريح …
مع النوء… في عرف نورسة
في ضجيج المجاز وصمت الجملْ
وكانت تداعب قطتها
حين تلهو بكبة صوف
وينفش أشواقِيٓ الغزلُ
وأسأل كل شراشف حيطانها
أ أنا لعبة في يديها؟ أم العشق
عاد؟ .. فما العملْ!؟
أراها تقوم وتلبس شبشبها
تذرع البهو…
تمشي لشباكها وتُطلْ…
ومنتظرٌ …
والأولي عشقوا
ليس يدرون كم مكثوا؟
وكنت قبالتها بالسقيفة
تحت المزاريب بلّلني الشوق
منتظرا أن تطلْ…
ترفع وجه الستائرِ
تقرب فصّ الزجاج
تلمح وجهي وصلْ
تفيق أناملها من نعاس
وتمسح بلورها
فأسافرُ في يدها ياسمينا وفلْ
وأحسب لما تجيء
ستنفخ في الكف أحلى قبلْ
ولكنها يا ويلتي! مسحت بالأنامل كل أمل!
ولما أويتُ سمعتُ أنينٓ الكمان..
تُدٓندِنُ: دٓنْدٓنْ…ودٓنْ…دٓندٓنٓهْ
وحزن الهوى في غُناج المقلْ
مكثت طويلا .. طويلا
كأنيٓ من فتية الكهفِ
لا يدرك البعض كم لبثوا؟
ا========= حمد حاجي======
( ومن شباك غرفتها تلفحك النار)
وربّ السماءِ,
أراكَ اعترفتَ
بأنّ عشقكَ كبالونة حلقتْ في الفضاءِ,
ثمّ هوتْ وتفرْقعتْ ,
وتحولت إلى أشلاء
انتثرتْ في كلّ الأرجاءِ …
وكم كنت في الليل وفي النهار
تطوف مثل المجانين
أمام الباب وحول جدران الدار …
وتنظر إلى ألأعلى حتى تراها …
وتمرّ الدقائق والساعات
ولن تراها …
ويطول انتظارك ,
وكم كنت تحلم باللقاءِ …
وتوهم النفس بأنكَ لم تحبّ سواها …
وكانتْ تطلّ عليكَ منْ شباكِ غرفتها ,
وبين الحين والحين
كانت ترشك بالماء ..بالأحجار
من خلف ستارتها …
وأنتَ تصرّ على لقاها …
حتى إذا جنّ الليل ,
وهبت عليك رياح المساء ,
وتعبت قدماك
من الوقوف والإنتظار …
جلست على ركبتيك ,
وأسندت ظهركَ للجدار …
ومن بعيد بعيد
يأتيك مواء هرّ تها
وهي تطعمها و ترعاها …
وكانت تغني فقط ,
ليصلك صوتها ولنْ تراها …
تقول ولا تودّ منك اقترابَا :
فقط أخيرا طرقتَ بابي ..
وما انتظرتَ مني الجوابَ ؟..
وقد عرفتَ من العذاب,
ما يستزيدُ لك العذابَ ..
فكمْ حريما بدون اذن انتهكتَ ؟..
وكمْ خلبت بمكركَ الألبابَ ؟..
ترشفْ عصيركَ ,
وتخمرْ بمنْ تشاءُ من النساء..
فما كنتُ يوما عصيركَ والشرابَ ..
ترشفْ عصيرك وتخمرْ ,
فمحالٌ أن تملأ بعواطفي الأكوابَ ..
ومحالٌ أن تلمسَ أظافري بيديكَ ,
وتقشعَ ريحُ الهوى غضبَ الغضابَى..
أحببتكَ منْ قبل أن تسكنكَ الغواني..
ما حيلتي ؟
وحبكَ لا يعرف الصوابَ ..
انتظرتكَ لعلكَ في لحظة تتوبُ ,
لغير الله كنتَ دائما توابَا ..
وكم رجوتكَ
أن تعود بما لك من حياء,
وتدخل المحرابَ ..
ولكم كرهتُ مجونكَ ,
وفجوركَ ,
وعلقت على الصدر
تميمة وكتابا ..
لكنك تهتَ حولا مع النساء ,
ثم عدتُ وما اعتبرت الحسابَ ..
فكم سكرتَ بعطرهن مساء ؟.
وكم أسال عصيرهن اللعابَ ؟.
وكم فرشتَ نهودهن وسادا ؟.
وكم سقيت بدمعهن الترابَ ؟.
ترشفْ عصيركَ وتخمرْ ..
حياتكَ بادت ْ,
وانتهى العمرُ جيئة وذهابا ..
ومحال اليوم
أن أودّ منك اقترابا …
Discussion about this post