المحكمة(نثر)
بقلم:ماهر اللطيف
حكمت محكمة جسدي على هذا الكيان
بالسجن والعزلة والوحدة والنسيان
حتى لا يضر اي كائن او انسان
بما أنه في حالة ثورة وصدمة وهيجان….
حكم عليه القاضي بالتداوي من هذا الإدمان
والابتعاد عن الثرثرة والشكوى والهذيان
والبكاء على الأطلال ورد الغلط الي الزمان
والقدر والإنسان والمكان…
حكم عليه بالصمت والاغتراب خلف هذه الجدران
وترك العقل يعمل نيابة عنه في هذا البنيان
ويسيطر على كل كبيرة وصغيرة بما فيهم الوجدان
والمشاعر والأحاسيس التي دمرته في الابان
ما إن خانه الحبيب وسرّع في داخله الخفقان
والخوف والرهبة والفاجعة والغثيان
إلى أن وهن واعتل وكاد يندثر وينساه اللسان
لولا تدخل المحكمة واعفائه من كل نشاط في الابان
وتكليف العقل بالمهام حتى تلتحم جراحه التي ابكت الولدان وتجف دموعه التي اغرقت الأنهار والوديان…
أركن إلى الراحة ايها القلب الولهان،
نم وابتعد عن الضوضاء وتمتع بالامن والامان
واترك العقل يقارع شرور ومساوئ الإنسان
وأولها الخيانة والنفاق والكذب و الهيجان
على الصدق َالوفاء والمحبة التي خلّد صدقها الزمان
حتى صارت مقدسة ومطوبة كالإيمان
واستشهد بها الشعراء والكتاب في كل عصر ومكان….
Discussion about this post