ماأطيب عيون الفقراء …
.(. عيد الخس )
وإجتمعنا ليلا وما بين كحل عينيه واشفار جفونه للذهاب إلى (دينيت)والتخطيط للرحله خلسة نهار غد…
دينيت هي ممثل الربيع لحظة سقوطه من رحم الفصول ضيعة صغيره تشتهر بزراعة الخس حصرا ففي اليوم الأول تعقد حلقات الدبكه والتبوله والتاج الوحيد على مسرح اللهو الخس .
حيث رتبنا أمورنا وبشكل سري كأطفال في الصف السابع بحيث نكتم الخبر عن أهلنا.. بحجة الدراسه في البريه بين الحقول وعلى الطرقات
وإستيقظنا باكرا وحملنا كتبنا بين أيدينا بعد أن أخفينا متاعنا وطعامنا ليلا في حمام جانب منزل سليمان حامدي.. إنه مكان مهجور.. وشاهدت أمي كتابي بيميني .. وخارج للدراسه بدون وخز ونخز فإنبهرت وتعجبت.. ودعت لربها بأن الله هداني لرشدي ولم تعلم ما أضمر وإلتقينا عند الحمام .. ..
وكل حمل متاعه بيد وكتابه باليد اﻻخرى وتباعدنا بين بعضنا البعض مسافة 100 م.. ونقرء تارة ونسهى أخرى على الطريق الترابي الذي يصلنا إلى دينيت مارا بأرض فلاة اسمها المسفرات قاطعا وادي أبو حشيشي ..
وبعد ساعة مشي إجتمعنا قبل وادي السدود تحت شجرة زيتون. .
وإذ تلوح لنا عن بعد عربه يجررها حمار.. وإقتربت أكثر لتصل لمحازاتنا..
إنه العم كشو ابو احمد وصهره علي مرعي. .
-السلام عليكم
-سعدنا كأطفال ..من سلام رجل علينا. ..
وعليكم السلام. . . علما أن السلام كان في ذاك الزمن عاده موروثه والحب كان زاد الناس …
كان يعرفنا ونعرفه وأبناء حارة واحده..
-اهلين عمي أبو أحمد
-أهلين بالشباب وين رايحين
-ع .. دينيت . . منسبح ومناكل خس وتبوله ومندرس ومنرجع
-طيب.. تعوا طلعوامعي . أنا رايح ع ..دينيت..
وصعدنا فرحين وعلى طول الطريق كان الكلام مابين الترحيب والموال من عمنا أبو أحمد.
وتوطدت علاقتنا معه ومع صهره علي مرعي منذ ذاك التاريخ..
وسبحنا وأكلنا خس وتبوله ورقصنا والناس كثيره ومبتهجه وحلقات الشبكه منصوبه على أنغام التلاوي و صباح فخري .
وأمضينا الشطر اﻷكبر من يومنا هناك ..بعد أن ملئنا كروشنا خسا طازجا وفرحة مع الناس الطيبه .. وعدنا لتستقبلنا خيزرانة والدي على مؤخرتنا بعد أن أعلمه الجار الطيب .. كشو.. أبو أحمد بأنه قد ركبنا معه ونقلنا بعربته لدينيت من أجل تبيض وجه مع والدي والتقرب منه أكثر . وبحجة عمل الخير والجيره والمحبه.. وخوفا علينا من الغرق..
المهم أكلنا قتله وعمي أبو أحمد قال لي تاني يوم أنا ما قصدي أبو شعبان مكبرا من رأسي ونافشني بكلمة.. أبو شعبان ..
المهم زحطت أكلنا نصيبنا وصرنا أصحاب من يومها إلى اﻵن
ويوم اللي كنت بالبلد يوم اللي ماشوف فيه عمي أبو أحمد أو صهروا علي أو ابو إسماعيل سنقر . ما ينحسبش من عمري.. عقولة( أم كلثوم)..
حتى وصرت أحب أغاني التلاوي والشاي الثقيله والفرح التي يتمتعون بها ويطربون.. للتلاوووي و شركاه… وخاصه عند اللي بيصدح .. ياتلاوي وياأبو حسين.. من قللك تاخود تنين.. طول عمرك عايش بالدين وهنا تختمر أرواحنا وتصبح ثمللى.. ونقوووول بصوت واحد آه.. آه.. زيد… أعطيها أبو مرعي ونقووي عيار المسجله ومكبررررة الصوت حتى تسمع كل الحاره بأننا مطررررروبون ومترنمون.. ونحن جالسين على عربة الثلاث عجلات ﻷبو مرعي ومزينه بكل أنواع الزينه وعليها من الخلف فردة حذاء معلقه حتى ﻻأحد يصيبها بالعين ..
أو متسردحون غرب الحائط على التراب ونضحك بمحبه وبدون حقد وأمامنا شاي ثقيله ودخان الحمراء الطويله او الشام الطويله ..
وكلما صاااااح التلاوي آه… نقول جميعا آه … آه… آه
نعم يبقى مزاجي معكرا..
ﻷني أحب أبناء حارتي بشكل ﻻيوصف وأحب مجالستهم وضحكتهم وعيونهم .. إنهم رمز الوفاء.. وأكره جلسة اﻷغنياء.. وخاصه المتعجرفين.. تشمئذ نفسي منهم لدرجة التقيؤ.. فلا أعطيهم أية أهميه مع أصدقاء حارتي وننظر لهم بأنهم نكره على إيقاع كأس شاي مخمر وسيكارة ثقيله.. من صنع أبو مرعي ..
كان ذلك قبل أن تهطل سماء الوطن نار وحمم ويبلع الزمن بفم من قذيفة علي مرعي وهو مختبئ في حفره خوفا من طائرة تحوم فوق سماء البلد ..
ارسلها جندي في ظرف رساله تحملها يد قذيفه تظن أن تيك الجوره يختبئ بها احد الارهاببين .
رحمهم الله
/ملاحظه ../
إنه الطريق الذي مشينا به .. ولثمت قدماي منه عدد شعر رأسي وانا ادرس بكتابي ماشيا .. وأكثر الأوقات بعد الفجر ..إنه طريق دينيت
Discussion about this post