( السادة والعبيد )
عام 2015 كتب كريستوف ورليكوفسكي الكلمة الخاصة باليوم العالمي للمسرح، لم تلامسني هذه الكلمة التي كتبها هذا المخرج البولندي المبدع في حينها، تحدث هذا المخرج عن واقع حال المسرح في بولندا والدول الأوربية، عن فقد المتعة والشغف بالنسبة للمسرحيين والجمهور.
نظراً لعدم وجود هذه الأسباب عام 2015 بالنسبة لي كمسرحي، في عام 2015 كنت أمارس المسرح بمتعة، بحيوية، بنشاط، بحب، أمارس المسرح من القلب ومقتنع تماماً أن ما يخرج من القلب يصل إلى قلب الجمهور بكل أريحية بعيداً عن التكلف والتصنع.
نحن نمر بنفس هذه الظروف في مسرحنا الحالي، قوالب متكررة ممجوجة، حيث لا أبداع، حيث لا خلق جديد، يثبت مدى التطور الحقيقي للممارس المسرحي، ويرفع من ذائقة الجمهور فكرياً وجمالياً، أصبح الغالب في المسرح عبيداً للمال يحركهم المال في اتخاذ قوالب جامدة دون أن يحثهم هذا المال لخلق عوالم مسرحية جديدة تعبر عن عمق مشاعر الجمهور بطريقة مسرحية فنية مميزة، 2015 كنا سادة يا سادة لم نشعر بكلمة كريستوف، هذه الأوقات نحن نبتعد عن خشبة المسرح بيننا وبين هذه الخشبة صحاري وقفار، آنه وقت عبيد المال في المسرح حتى لو تم تجريد المسرح من الفن، الإبداع، الابتكار، الشغف، فهم لا يمانعون مقابل المال.
أورد لكم هنا جزء من كلمة المخرج كريستوف التي أستشرفت وتنباءت بمستقبل المسرح وللأسف لم نقراءها بعناية:
” سادة المسرح الحقيقيون تجدهم ببساطة بعيدين كل البعد عن خشبة المسرح , فقدوا المتعة في ممارسة المسرح عامة لأنه اصبح ممجوجاً كالألة يكرر و يستنسخ القوالب بعضها من بعض .
سادة المسرح الحقيقيون يبحثون عن مصدر النبض الذي يبعث الحياة في المسرح , يعيشون داخل تيارات تحاول أن تتخطى قاعات العروض وحشود الناس العازمين على التكرار واستنساخ العوالم , اصبحنا ننسخ العوالم بدلاً من خلق عوالم جديدة لديها القدرة على التركيز والتماهي مع عمق مشاعر الجمهور التي تطفو على السطح , وفي الواقع لا يوجد أفضل من المسرح لكشف و اطلاق المشاعر الخفية “.
سامي الزهراني
مخرج وممثل
Discussion about this post