نساء مميزات
إمرأة من سوريا
《 ام قتيبه 》
حمص يومها تحمل بيدها مشط من دف وتغمسه في ماء العاصي وتمشط شعرها .
يومها استيقظ بن الوليد من رقاده على دقات ساعة في منتصف الساحه بمحازاة نادي الضباط .
كنت يومها عارم النشوة وثمل إثر كأس من نبيذ خمرته صروف الدهر وركعته حتى آخر شفطة من فمه.
هناك أنثى بطعم النبيذ أرنوا إليها وكأنها ثملى مثلى فاالارواح الشريره تناغي بعضها لاسلكيا.
إنه الشيطان الذي يعقد قران تيك أرواح طاهرة ثملى.
هي عضت على شفتها السفلى فأوحى لي كأسي ما أوحى وكأن كل حلاوة الجبن في حمص تكتنزها تلك الشفه سال لها لعابي لاسلكيا ودخلت فمي لتنام ما بين شريانين تحت اللسان معجونة برضاب نذ من مرقده للتو.
نسيت يومها بأن زوجتي حبلى بشيئ هرهر مني في أرحام بستانها يوم ما وأينعت تيك ثمرة ألقيت بذرتها في أرض بستانها وأينعت وحان قطافها.. لولا أن شق صوت المؤذن من جامع بن الوليد وبن الوليد يومي بيديه قم ايها المغضوب ..حممت شطر وجهي بماء الآذان ونفضت رأسي من بقايا خدر نبيذ وألقيت بحصى المعوزات في عيون الشيطان فحمل بين زراعيه تلك المرأة وتوارى.
خبأت خزلاني يومها وعصياني في جيب الأيام ويممت شطري بإتجاه باب الدريب..
كان عمر بن عبدالعزيز يقف فوق قبة المسجد ينتظرني ويحجبني عنه جبانة كبيره كانت ترقد بمحازاة بيتي ..كان شواهد أحياءها من في القبور شاهقة.
يومها كانت فيروزه وما تحبل بساتينها من عقابيه..هم المتحضرون يدلعوها بشجرة اللوز..
تمسك بيد باب الدريب وحي السباع وجب الجندلي وشارع العشاق والسوق العتيق وحي الزهره والبياضه ينصبون الدبكه ويرقصون على أنغام مطرب لبناتي طازج المنبت ..اللي بتقصر تنوره ..
على اغنية التنوره..
قبل أن تحرقها قنابل الموت وقبل أن تتحول حلاوة الجبن لحلاوة من دم .
وقبل أن يقطعوا لسان الساعه في تلك الساحه..
كان ذلك قبل أن يغتالوا بن الوليد ويغتالوا صوت المؤذن والاذان.
صوت طفل طازج سقط للتو من عالمه وبكاء لا ينقطع ..
طعمة البكاء ذاك ليس غريب عني صوته .. كان يوما ما مخبئه صندوق ظهري ..
كان يسبح ويتحمم ويقفز في محيطات ظهري وغاباته.. أذكر تماما عندما عصرته مرغما وبدون قصد وإصرار مسبق لحظة ساعة لهو جبانه بكى والصوت نفسه هو هو لم يتغير طعمه ..
إنه قتيبة إبني من صلبي أتى .. إنه نفس الصوت .
مشفى الحياة في منتصف قلب حمص يقبع .. مد يده وسحب قتيبة من عالمه الرحب وألقاه في غياهب سجن هذه الحياة .
الإسم لم يعجب المرأة الصالحة زوجتي .
حملته ببن زراعيها وألقت السلام على حمص وسافرت إلى منبتها الأول إدلب
إدلب مدت زراعيها من زيتون وعانقتها.
كان ذاك الزيتون يتبختر ويرقص على كل أنواع الدبكات ففي بطنه البركه وفي عيونه الجمال قبل أن تفر البركه منه ويفقؤا عيونه الأغراب وتحترق جدائله وقبل ان تذروه رياح الحرب المجنونه .
عانقها وألقى بها في بيت أهل زوجها ..
وإن كيدهن لجدا عظيم .
ألقت بوليدها الذي سماه أبيه قتيبه في حجر عمها وهي تمتم :
– أأعجبك يا عمي ما فعله إبنك الناكر للجميل
– وماذا فعل هذا الوغد .. هل أزعجك
– نعم ألحيت عليه بل ترجيت أن يسمي أبننا الأول على أسمك فأبى..حاولت معه المستحيل إكراما لوالدك لكنه أبى
– عادي عين عمك عادي إبني وبعرفوا ناكر للجميل بعدين اسم قتيبه لا بأس به .
هي تتزلف لا أكثر .
حتى يتم حسم الموضوع تمت تسميته أحمد قتيبه.
ويموت عمها ولا حاجة للتزلف الآن فتتمرد وتشفط أسم قتيبه لتضعه عقد في رقبة عمرها ولتتبختر به ويكون الأجمل من بين الاسماء التي تتفاخر به فهو صحابي جليل وترمي لي بالشق الأول أسم والدي كي ألبسه طيلة عمري.
وها هي أم قتيبه ترنوا إلى حمص وما فيها من حكايا ديك الجن وشارع العشاق وناسها الطيبون الذين بلعهم طوفان الحرب و ما فعلته إخوة يوسف الأعراب بيوسف كيف ألقته في غياهب القهر والموت والنار..بل أن سوريه اجمل من يوسف .
ترنوا إلى إدلب وكيف تحول طعم الشعيبيات لحنظل ودم كما تحولت شقيقها حلاوة الجبنه وكيف تبخرت أنفاس الزيتون حتى بدى بلا روح .
ترنوا إلى مشفى الحياة وقد فارقت روحها تيك مشفى وآثار الممرضه التي حملت قتيبه بين زراعيها ..
إلى عمها الذي عانقها لأنها أصرت أن تسمي على إسمه وهو حي كي تخلده بعد أن يطير إلى السماء ..
لتقول له ..
غيرت أسمك يا عمي كي لا يغتاله الأعراب وتجار الاوطان كما اغتالوا وطن بأكمله.
بدلت أسمك كي يبقى مطمورا في قلبي كما الجواهر في باطن الأرض..وأهديته لزوجي يحمله فهو جدير بأن يحميه .
ترنوا إليه وهي بين إخوتها في بلد غريب وراء بحااار وجبال وانهار ..
ترنوا لتقول :
صحيح اننا فقدنا وطن وأهل وبيت لكن عوضنا الله بوطن يأوينا وأهل تكرمنا وبيوت تسترنا.
شكرا لأنهم كرموني بكل كرامه . ناس بمنتهى الحب والكرامه يحبون وطنهم واهلهم .
يحبون سوريه .
لقد اطعمت وطني لقمة من روحي أبني فعوضني الله بالكثير من أبناء.
هو اخي الدكتور تمام كيالي وأخي الذي ليس أشد به أزري فحسب بل ظل الروح نقي السريره جميل المحيى الأستاذ عدنان أبو ناصر..
هو أكبر من الالقاب .
لقد كرموني مع متميزات من وطني بوجود الأحبه من الاخوه النمساويين والعرب .
سيشفى وطني يوما ما ويذوب الاغراب في أسيد الحقد والكره والكفر .
بقلم
طارق حامدي ..ابو احمد
زوج ام قتيبه
Discussion about this post