علي السادة القراء الانتباه وربط الأحزمة
فإننا علي وشك الإقلاع علي طائرة الأحلام.
كتبت فريدة الحسيني
علي طائرة الأحلام التقينا بالشيخ حامد الذي استطاع لفت الانتباه من خلال عباءته الفضفاضة ومسبحته التي يمسكها في يده، يجلس بجانب إحدى زوجتيه التي اعتلى وجهها ابتسامة الانتصار علي بقية زوجات حامد بأنه اختار انتصار زوجته الرابعة والجديدة والتي كان لها الأثر الجديد عليه، ومن الشيخ حامد وفي المقعد الخلفي يجلس كابتن صلاح الشاب الممشوق القوام وقوي البنيه كمدرب لكمال الأجسام والذي لم يحالفه الحظ في الحصول علي وظيفة مقبولة ليبدأ حياته فحاول أن يسافر كي يحصل علي فرصة في مكان آخر.
جلستْ بجانب صلاح فوزيه الممرضة التي سافرت من أجل الوظيفة ولحياة أفضل من أجل أبنائها ظلت صامتة بسبب حزنها علي الفراق تحاول أن تنظر إلي الوشوش المحيطة بها في الطائرة الي أن وقعت عيناها علي الشيخ حامد وزوجته وهي تتمتم بداخلها: يالا الحظ…
إلى أن وقعت عيناها علي شابة فاتنة الجمال، يبدوا عليها التواضع، ورأت الشابة وهي تكتب في أجنده كأنها مذكرات تدون فيها بوحها وهي تبكي وكأنها تفارق أهلها لتذهب وحيدة لكي تجد فرصة عمل جيدة ولا تعلم ما تلاقيه ومع اللحظات الأولي للإقلاع وربط الأحزمة صاحت مريم من الخوف وهي تشهق في رعب، وامسكت بيد أختها وهي تغمض عينها وبينما هي في رعب شديد وإذا بطفل صغير بجانبها يضحك بصوت عالٍ وتلتفت إليه ولبعض الوقت تنسى.
إلي أن استقرت الطائرة وإذا بالمضيفة الأنيقة سالي تطمئن الجميع وتساعدهم وتشرح لهم طرق الإنقاذ كداعٍ من دواعي السفر والجميع ينظر إليها في اهتمام وهي تشرح وترمق بنظرها الجميع إلي أن استقر نظرها على نهاية الطائرة حيث الطفلين وحيدين ومسافرين لوالدهما وهما يحملان الحزن بداخلهما لفراق الأم بزواجها من رجل آخر.
ذهبت المضيفة إليهما ورحبت بهما وإذا بالجميع ينظرون إليهما ويلهون معهما ويضحكون.
ويسود السكوت لبعض الوقت ويتخيل اغلب المسافرين المستقبل والمقبلين عليه ومنهم من تتصارع أفكاره ويحاول السيطرة عليها ومنهم من يرتسم الحزن علي وجهه بانقباضة ومنهم من يرتسم علي وجهه وشفاه الابتسامة الجميله .وعيونهم تنظر إلي السحاب تحتهم وهم يدعون الله ويتمنون الحظ الطيب ويحلمون بمستقبل أفضل فقد بدأت اولى أحلامهم وطموحاتهم تنفد علي أرض الواقع، الجميع يتخيلون ويتمنون
الي أن أفاقوا علي الصوت العالي: علي الجميع ربط الأحزمة للهبوط.
كانت معكم من طائرة الأحلام /فريدة الحسيني
Discussion about this post