الفايسبوك تيار انفسنا
بقلم منعم صالح تونس
اغلب مواد الفايسبوك والاعلام الرقمي باتت تمثل شلالات من الاموال للتزييف، او كمحاولات عمياء ، اراها تسعى لدفع الحقائق التي باتت يطلبها الوجود حثيثا، او لمهادنتها في يأس مشفوع بالخيبات المتتالية ، او لمحاولة طمسها .. هذا ان استطاعت..
جبال من الاموال تبذل يوميا على الفايسبوك لتضليلك او للفت انتباهك وتشويش ذهنك وتغذية ما وضع فيك من جنون،او لسحر عينيك عن الوجود المجرد و حقائق الحياة وما يجري من حولك من سهل جعلوه او جعلته عنك ممتنع.
كل ما يدار من حولك صار وهما مضللا تصنعه الات وقودها المال. لا لشيئ ، فقط لاستفزازك عن الارض واصابتك بالجنون ، ،الحياة في الدنيا مثل ما هي. مكوناتها لم تنتهك مهما حاولوا، الماء هو الماء بطعمه وروحه والخبز لم تتغير لذته ..والبركة لم تبخل يوما ولم تنقطع..
هؤلاء في قمة جنونهم يريدون ان يجعلو ارتواءك يكون بالمال بدلا عن الماء، كل يوم تتدفق شلالات من المال لطمس حقيقة واحدة، كانت ليرتوي منها ضمئك الى ما لا نهاية.
لكن ما يلبث سعيهم الا ان يبوء بالخسران ، بمجرد ان ننظر الى السماء فنراها لم يتغير لونها، ولم تتحرك عن مكانها رغم سحبها العابرة كل يوم وكل حين .
ترى كيف يشعرون وهم يبذلون في كل يوم كل اموالهم لتزييف الحقيقة ، انهم لم يملكوا يوما حقيقة واحدة يواجهون بها باطلا. يدفعون عن الباطل بالمال وشراء ذمم مخدوعة ، زادتهم تضليلا وضنا انهم على طريقة متبعة، كمن يسكب على الارض ماء ، فاتسعت من حوله حبات تربة، فكان حفرة بحجم اصبع ، فرائ نفسه يضرب في الارض بنجاح، وهو يسكب ماءه هدرا.كذلك يهدرون اموالهم في الارض وبتوهمون ان تنتج شيئا.
لعمري يذكرونني بسحرة فرعون ، يتوهمون ان الحبال تسعى. انما الضرب في الارض بالحقيقة والحق . ان كثرة الناس المتبعين لهم ،كم هم في تيار جرف بقية عوالق في الارض …وفي التيار الجارف انواع وفئات، منهم من من جرفه فضوله وشكه بالحقائق ، فربما أسعفه التيار في منتصف الطريق الى اليابسة ، او اسعفته قشة في لحظة ادارك، ومنهم من كان التيار جزاءه و شاكلته
لم يبقى في البركة الا حجارتها الاصل ، وبعض الحصيات التي صدقت ….
لارجع واقول اننا اليوم امام تيار جارف ، وهو الفايسبوك والاعلام الرقمي بجميع انواعه،، اراه يجرف الملايين يمينا وشمالا ، وكلما توهمت انه قدر ظالم،، والقدر لا يظلم وانما يسوي قضايا ضلت عالقة في صفحات الزمن ،،، رأيت الحجارة في البركة لم تتزحزح وبعض الحصيات من حولها تتراقص بفعل التيار ،الذي يحاول هزها والعبث بها، في غير جدوى.
Discussion about this post