الربيع القاتل
أيُّ ربيع كان ذاك ؟!
ربيع وليد ذلك المطر الأسود ؛ الذي أزهر وروداً سوداء ، في روضة موحشة ؛ يبست أشجارها ، وماتت عصافيرها ، وتلبدت سماؤها بغيوم رمادية ، نسماتها عواصف وأعاصير .
سيطر عليها ” شايلوك الشرق ” ” بؤرة الشر ”
الذي لم يزل يشبع من ثمارها ؛ بعد أن أيقظ شياطين الجن والأنس فيها، جاءت ملثمة لتقتلع أشجار السنديان ، ولتخطف الأرواح ، وتقتل الآمال والأمنيات والحياة .
بات الموت يحدها من جميع الجهات وتغلغل
فيها حتى العظم .
أمّا أناسها ،منهم من بات العراء بيتاًله؛
سقفه السماء ،ومنهم من قتلهم آكلي لحوم البشر.
ومنهم من كان صاحباً لتلك النفوس الدنيئة الحقيرة ، تسلقوا لجمع الثروة من لحوم وأجساد الفقراء البائسين ، ومنهم من ابتلعتهم البحار وباتوا طعاما لأسماكه .
آه على تلك الفراشات التي أحرقت ولم تزل تتعلم التحليق .
آه على تلك الأمنيات التي باتت أسيرة لتلك القضبان الحديدية
والليالي السرمدية
خنساؤنا ما انفكت تقدّم الأضاحي قرباناً لتلك الأرض السقيمة
والسماء الحزينة
ففراشة تحترق
وصقر يحتضر
ولبوة تندب
ذهبوا ذهاب الريح
أيتها الليالي الحمراء
أيتها الوحوش
أيها الشر
ألا ارحلوا عنا إلى الجحيم
هل تسمعون ؟
نعم سترحلون
فنحن باقون
أيها المارّون
بقلم ” أمل السودي ” سورية “







Discussion about this post