القَبّالة اليهودية
(3)
د.علي أحمد جديد
تقول القبّالة إن للكون سبع مراحل تفصل بين بدايته ونهايته ، ويمكن اعتبار هذه المراحل دورات كونية مدة الدورة الواحدة منها سبعة آلاف عاماً ، وتنقسم كل دورة منها إلى وحدات كونية أصغر مدة كل وحدة منها سبع سنوات ، وتقع في نهاية كل وحدة منها السنة السبتية (سابيتاه) ، ويتحكم بكل دورة من الدورات الكونية السبع أحد الكواكب التي أوكلها الربّ بحماية أبناء شعبه ورعايتهم ، وعندما تحين الدورة الكونية السابعة يبدأ الربّ تفكيك الكون وإعادته إلى حالته (الهيولية)التي كان فيها وتنشط (آسياه Asiyah) فتعمُّ الفوضى في كل العالم لتخلق نمطاً كونياً مغايراً .
ولأن القباليين يؤكدون أن الدورات الكونية هي من الظهورات العشر المنبثقة من (Sefirotic) اشعاعات الربّ (يَهْوَه) وقد كانت الدورات الثلاث الأولى كامنةً وخامدةً ولم تتحكمبأي شيء من الكون الذي بدأ بمناظرة التجليات النورانية لشعب الربّ منذ الدورة الكونية الرابعة ليبدأ التاريخ الإنساني ، وحَلَّ اشعاع الفهم القبّالي (بيناه) ليتحكم بالدورات الكونية التالية . وإن العالم اليوم قد وصل إلى حالة القوّة والجبروت (جبوراه) التي ستحقق العدالة الصارمة لكل أرواح (الشعب المختار) منذ بداية الكون ، لأن تفسير هذه الدورات الكونية جاء في (التوراة) الخاصة بالشعب اليهودي والمكتوبة بالنار السوداء على لَوْحَيّ جوهر العهد ، وإن مدلول كلمات أسفار (التوراة) المنقوشة بالنار السوداء سيتيح حلول حالة السكينة (شاخيناه) من حضور الربّ وظهوره ورجوعها
– السكينة – من المنفى والشتات ، وسيكون في العالم ذلك الانتصار اليهودي الكبير على يد المخلِّص (المسيّا) والذي حَلَّ في (الصهيونية) بعد معركة شرسة وفاصلة (هرمجدون) ، فتقوم (مملكة داود) الجديدة على أرض دولة (إسرائيل الكبرى) .. وينتهي التاريخ .
_______________
من كتابي :
(القَبّالة و طوائف اليهود)
قيد الطباعة والنشر
Discussion about this post