( نظرة على الإخراج المسرحي بالطائف )
الطائف عاصمة المسرح السعودي، العديد من المسرحيين العرب والمثقفين من خارج الوطن أطلقوا هذا اللقب على الطائف لمعرفتهم الحقه بماذا قدم مسرح الطائف للمسرح المحلي والخليجي والعربي وعلى مختلف الصعد وخصوصاً في إخراج الأعمال المسرحية.
منذ تأسيس ورشة العمل المسرحي بالطائف عام ١٤١٣ هجري والتي تحولت الى فرقة مسرح الطائف وبعد مرور أكثر من ربع قرن على تأسيسها كان لزاماً علينا كأعضاء تحقيق جميع بنود التأسيس والتي اشتملت على بند مهم جداً وهو ان تكون جميع الأعمال المسرحية المنتجة من قبل الفرقة من خلال الفنانين السعوديين وتم العمل خلال هذه السنوات الطويلة على تطبيق هذا البند .
سعت فرقة مسرح الطائف على تنمية الثقافة لدى جميع أعضاء الفرقة من خلال اقتراح البرامج الثقافية المميزة التي ساعدت في تشكيل خط سير الفرقة ومن خلال تبادل الكتب مابين أعضاء الفرقة وتلخيصها ومناقشتها أسبوعياً، مشاهدة كل ماهو جديد على أجهزة الفيديو في المراحل الأولى وتطبيقها، مطالعة كل مايكتب مسرحياً في الصحف الداخلية والخارجية والعالمية وتطبيقها عملياً من خلال الورش اليومية التي تقام على خشبة قاعة فهد رده للفنون بجمعية الثقافة والفنون، خرج من الفرقة العديد من المميزين والموهوبين في كل نواحي المسرح وبدء صقل هذه المواهب من خلال عقد الدورات الاحترافية للأعضاء المنتمين حديثاً للفرقة .
على صعيد الإخراج مثلاً كان للمعلم الملهم الاستاذ احمد الاحمري الدور الريادي لقيادة دفة الإخراج في المملكة لمناطق أكثر رحابه، أستطاع الاحمري أن يتمكن من العديد من المدارس والأشكال الإخراجية مثل المسرح الفقير، مسرح خيال الظل، المسرح الاحتفالي وتطبيقها على أهم المسرحيات للفرقة، كما تميز أحمد الاحمري بسمات إخراجية من أهمها التعامل مع مجاميع الممثلين على خشبة المسرح من خلال توظيفه لجسد الممثل بإستخدام التكوين والتشكيل على الخشبة، الاحمري أحدث نقلة نوعية في العملية الإخراجية على مستوى المسرح في المملكة العربية السعودية حيث يعتبر الاحمري أحد أهم الأسباب التي طورت أساليب الإخراج في المسرح المحلي .
من اهم ما يميز فرقة مسرح الطائف هي انها أنجبت العديد من المخرجين المميزين الذين أصبح لهم بصمة على الصعيد المحلي والعربي من أمثال عبدالعزيز عسيري، سامي الزهراني، مساعد الزهراني، جمعان الذويبي، كما تأثر العديد من المخرجين في السعودية بهم وانتهجوا وطبقوا بعض من الاتجاهات الإخراجية المسرحية التي طبقها مخرجو فرقة مسرح الطائف والفرقة حالياً تستعد من خلال عقد العديد من الدورات والورش لإعداد مخرجين جدد وإعطائهم المساحة الإخراجية الكافية من خلال مشاريع الفرقة وهذا ما حدث فعلاً من خلال تقديم عدد من المخرجين الجدد مثل عبدالاله السحيمي، عبدالرحمن المالكي، مطر السواط .
اما بالنسبة للتجربة الإخراجية الشخصية فقد أعتمدت كثيراً على الإعداد النفسي والبدني للممثل لخوض عدد من التجارب التي أخرجتها من خلال التركيز عليهم في الدورات والورش التي تعقد في جمعية الثقافة والفنون بالطائف وتعميق الأداء التمثيلي لديهم من خلال مدارس التمثيل المختلفة واستطعت من خلال ممارسة عملي كمخرج في الفرقة التركيز على أدوات الممثل لاقتناعي الكبير أن الممثل هو حجر الزاوية في كل عرض مسرحي كما حاولت من خلال تجاربي الإخراجية في الفرقة الاهتمام بعناصر التقنية المختلفة والاستفادة منها في العرض المسرحي .
الإخراج في فرقة مسرح الطائف ساعده عوامل عدة مثل الإعداد الجيد للممثلين، إختيار النص الجيد، وجود قاعة للممارسة العمل المسرحي ( قاعة فهد ردة للفنون ) بجمعية الثقافة والفنون الدعم اللوجستي الكبير للفرقة من خلال الجمعية كل هذه العوامل أثرت بشكل مباشر على الشكل الإخراجي في فرقة مسرح الطائف و أخرجته من التقليدية الى مدارس مختلفة عالمية أدت بشكل مباشر لإنتاج أعمال فنية مميزة لازالت عالقة في ذهن الجمهور السعودي والعربي مثل سفر الهوامش، زبن خلك رجال، بعيداً عن السيطرة، يوشك أن ينفجر، والعديد من الأعمال التي حققت الكثير من الجوائز المسرحية المحلية والخليجية والعربية.
سامي الزهراني – مسرحي سعودي







Discussion about this post