قراءتي في قصة الأستاذ المحامي
/محمد حسن /
قصة قصيرة جدا”
نهاية
عندما مر على تلك البلدة التائهة مع العتمة؛ وهو في طريقه إلى الضفة الأخرى، كان البدر مكتملا” ؛ والنجوم تغازل بعضها؛ والنسائم تلامس أغصان الشجر؛ والعصافير سكنت أعشاشها؛ وهؤلاء النسوة لم يفرغن بعد من تغسيل ميتهن .. وتعلمن كيف يكفنه؛ ويحملنه؛ ويلحدنه؛ ويضمدن جراحه بلا دمع ..
عبر مسرعا” إلى وجهته يحمل على كفه خيباته ويضع في جعبته حياءه متعثرا” وهو ما زال يلتفت .
بقلمي
المحامي محمد حسن
سوريه. حلب
……………………………….
القراءة..
………..
قدْ تكون البلدة التائهة مع العتمة هي كوكب الارض
رجلٌ في العتمة مرَّ في طريقه الى الضفة الأخرى .
الحياة نهر يجري مسرعاً ،
الضفة الأخرى للحياة هي الموت.
كانت الحياة جميلة ً ،كان البدر مكتملاً والنجوم بأبهى حلَّةٍ
إلا أن النسوة لم ينتهين بعد
/منذ مدة طويلة وهنَّ يُكَفِّنَّ أمواتهَُنَّ ويُلْحِدنَهم .
وقفتُ عند جملة : يُضَمِّدنَ جراحه بلا دَمعٍ ..
إذن هو جريحٌ ماتَ في حربٍ ما
دمه هو ما قد يأخذه إلى الجنة حيث السلام..
حين قال : بلا دَمعٍ، تساءلت: هل جفَّ ماء العين من كثرة الحزن ،أم من التحدي والرغبة بالانتقام ؟
يقول : عبر مسرعاً إلى وجهته
يحمل على كفه خيباته .
هو ذاهب الى الضفة الأخرى للحياة أي (الموت) وهي وجهة الجميع.
يحمل على كفه خيباته لأنه لم يحقق ماكان يصبو إليه
قضى عمره في حروب مختلفة صغيرة وكبيرة
والحروب لاتحصد سوى الهزائم والخسائر
لذلك
طبيعي أن يحمل خيباته على كفه ،فهو غير راضٍ عن القيمة التي وهبها لحياته
ها قد ذهب إلى الموت دون أن يقوم بما يرضيه أو يسعده تجاه نفسه وتجاه الحياة.
يضع في جعبته حياءه متعثراً
يشعر بالخجل من نفسه
وهو مازال يلتفت إلى جمال القمر والنجوم والنساء الحزينات الصامتات وأهمية كل هذا كفرصة ونعمة.
أتوقع أن الهموم والحروب هي التي تكفن المرء وتدفنه وتجيد لحده لكنها لا تضمد الجراح أبداً .
………………………………
لكم التحيه .
Discussion about this post