في مثل هذا اليوم 11 ابريل1986م..
مذنب هالي يدخل لمدار يعد أقرب نقطة إلى الأرض.
عندما عاد هالي عام 1986 كانت المرة الأولى التي نرسلُ فيها مركبةً فضائية لمشاهدته. كان هذا الحدث صدفة جيدة، فقد كان رصده من الأرض مخيبا للأمال، فعندما وصل المذنب إلى أقرب نقطة له من الشمس كان في الجهة الأخرى منها على مسافة 62.4 مليون كيلومتر مما يجعله خافتا وبعيدا. قامت العديد من المركبات الفضائية برحلات ناجحة إلى المذنب، و أحيانا يطلق على هذا الأسطول من المركبات تسمية “هالي أرمادا”. وقد حلّق مسباران مشتركان سوفيتي/فرنسي هما “فيغا 1 و2” قريبا من المذنب، وأحدهما التقط صورًا لقلب أو نواة المذنب للمرة الأولى. واقتربت جيوتو التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية كثيرا من نواة المذنب والتقطت صورا مذهلة وأرسلتها للأرض. أما اليابان فقد أرسلت مسبارين خاصين هما “ساكيجك وسوسي” وقد حصلا على معلومات عن المذنب أيضا. إضافة إلى ذلك التقط مستشكف المذنبات الدولي التابع لناسا “الموجود في المدار منذ عام 1978” صورًا لهالي على بعد 28 مليون كيلومتر. وأشارت ناسا في هذا الحدث “كان لابد من هذا لأنه المذنب الأكثر شهرة، وقد حظي باهتمام غير مسبوق، ولكنّ الحجم الفعلي للجهد فاجأ معظم المشاركين به”. كان من المقرر لرواد الفضاء على متن المكوك تشالنجر في المهمة STS – 51L أن يرصدوا المذنب بالتلسكوب من مدار حول الأرض، ولكن انفجر المكوك للأسف بعد انطلاقه بحوالي دقيقتين بسبب خلل في صواريخ الدفع وكان ذلك في 28 يناير 1986. ستمر عدة عقود قبل أن يعود هالي على مقربة من الأرض مرة أخرى، ولكن من الممكن في هذه الأثناء أن نرى بقاياه في كل عام. تحدث “زخة شهب الجبّاريات” التي تنتجُ من شظايا مذنب هالي، سنويا في أكتوبر، كذلك هناك زخّة في مايو تدعى “إيتا الدلويات”. عندما يندفع هالي بحركته المائلة إلى الأرض عام 2061 سيكون على نفس الجهة من الشمس والأرض؛ وبذلك سيكون أكثر إشراقا مما كان عليه عام 1986. يتوقع أحد الفلكين أن يكون المذنّب لامعاً بقدر -0.3، وهو قدرٌ لامعٌ نسبيًا، لكنّه أقل بكثير من ألمع النجوم في سماء الأرض وهو “الشعرى اليمانية” الذي يقدّر لمعانه الظاهري بـ -1.4 مثلما يُرى من الأرض.!!







Discussion about this post