حوار مع الشاعر عصام سامي ناجي
حوار /هيثم حسن
• دعنا نتعرف علي بداياتك في مجال الكتابة
أولاً موضوع الكتابة بدأ في سن مبكرة ومرحلة البدايات تكون مضنية لأي كاتب
حيث لا علاقات تساعده ولا أشخاصاً يمدون يد العون له ،باختصار في تلك المرحلة بدأت في مراسلة الصحف وكانت كتاباتي تجد صدي جيد لدي محرري الأبواب الأدبية في الصحف حيث كانوا ينشرون لي بانتظام ،
• الشعر هل هو موهبة أم دراسة ؟
لابد من وجود الموهبة أولا ، وعند تواجد الموهبة يقوم الشخص بتنميتها
عن طريق عدة عوامل منها علي سبيل المثال الدراسة الاحتكاك والقراءة الواعية
في تجارب الشعراء السابقين ، وبهذا سيصبح متميزاً جدا ،أم في حالة عدم وجود الموهبة سيكون الأمر أشبه بالحرث في البحر ، ومهما قرأ ودرس الشخص لن يحرز أي تقدم يذكر ، وستكون نصوصه بلا روح حتى ولو كانت منضبطة من حيث الوزن وخلافه من عناصر الشعر
ما هي أهم القضايا التي تتناولها في كتاباتك ؟
أنا أهتم بالقضايا العامة التي تشغل المثقفين في الوطن العربي ، ولا اكتب
شيئاً غير مؤمن به ، لأن موضوع الكتابة بالنسبة لي هو رسالة لا أسعى من وراءها لصنع أمجاد شخصية أو تحقيق ثروة ،ولا أخفيك سراً أن الكتابة ومنذ دخولي عالم الإحتراف علي الهامش في حياتي فانا لا أبذل مجهوداً في الكتابة ولا
في النشر ، وأيضاً هناك فترات أنقطع فيها عن الكتابة نتيجة عوامل متعددة
تكتب مقالات بشكل مستمر .. فأيهما أصعب في الكتابة
النثر أم الشعر؟
المسألة ليس لها علاقة بالصعوبة أو السهولة .. بل لها علاقة بقدرة الشخص علي الإبداع ،فمن يمتلك الموهبة لا يشعر بصعوبة في المجال الموهوب فيه ،
بل سيشعر بحالة من الاستمتاع وهو يبدع في هذا المجال .. وعلي الصعيد الشخصي قد أكون لا أستمتع بالكتابة في معظم الوقت ،ولكني أيضا لا أبذل مجهود ولا أشعر بصعوبة كما أسلفت
في نصوص كثيرة لك يشعر القارئ بحالة من الاغتراب
أنا أشعر بالاغتراب في هذه الحياة فربما تسرب هذا الإحساس إلي القراء من خلال
نصوصي ، ولكن أنا أريد أن أكتب نصوص مبهجة تدفع الجميع نحو الغد
ولكن المشكلة أن الغد مظلم من وجهة نظر معظم أبناء جيلي بل والأجيال التي
سبقتني ، وهذه أشكلية طبعا ، فهل أصدر للقراء الأمل الزائف ، أم أذكر الواقع السيئ الذي نحن فيه
هل يشغلك موضوع الشهرة والانتشار ؟
لا يعنيني هذا الموضوع بشكل كبير ولا يشغل حيز من تفكيري .. فقط أريد أن أستمر في الدفاع عن ما أراه حق ، وأن لا أتحول إلي بوق لأي سلطة ،وذلك حتي أترك أثر طيب بعد رحيلي
عن هذه الدنيا الفانية ، وفي النهاية أنا أدرك أن الشهرة في أوطاننا العربية ليست
من نصيب المتميزين ، بل لها شروط أخرى غير التميز لا داعي لذكرها الآن
هل تراهن علي أبناء جيلك من الكتاب ؟
بكل تأكيد فهناك الكثير من الشباب المتميز للغاية، ولكنهم لا يجدون فرصة لكي
يبرزوا قدراتهم الإبداعية ، وأنا أكون سعيداً للغاية عندما أقرأ نصاً متميزاً وسعادتي
تزداد عندما أعلم أن هذا النص لشاعر من جيلي .
أين أنت من الشعر الرومانسي ؟
أنا أكتب شعراً رومانسياً ولكن لا أنشره وأتركه حبيس الأدراج ، لأن الظروف
العامة لا تسمح لنا بذلك .. فقد وصلنا إلي المرحلة التي أصبحت فيها الرومانسية
رفاهية غير متاحة، أنا شأني شأن أي إنسان لا أحب أن أعيش في توتر وشد عصبي ولكن ربما هو قدري وقدر كل شاعر أن يتحمل الأعباء
من أين تستقى ثقافتك ؟
أنا لا أحب أن أكون أبن المكتبة بقدر ما أحب أن أكون أبن المجتمع ، فالمجتمع ملئ
بالتجارب التي تضيف رصيد معرفي للإنسان ، وهذا الرصيد المعرفي قد لا يكون موجوداً في الكتب ،هذا لا يمنع أن القراءة مهمة جدا في صنع مخزون ثقافي
هل النقد مهم للكاتب ؟
نعم مهم جدا ، ويجب أن يهتم كل كاتب بما يوجه إليه من ملاحظات نقدية ، فالنقد يثرى الإبداع ، ولكن يجب علي النقاد أيضا أن يتسموا بالحياد في معالجة النصوص الأدبية وأن يكون انحيازهم للإبداع الحقيقي ، لان الوسط الأدبي الآن أصبح
متخم بالأدعياء، والمشكلة ليست في وجودهم ولكن المشكلة أن البعض يحاول ترميز
هولاء الأدعياء وجعلهم في صدارة المشهد
أعلم أن بدايتك في عالم الأدب كان من خلال كتابة القصة القصيرة
فهل انصرفت عنها ؟
لم أنصرف عنها بشكل كامل فمن حين لأخر أكتب في هذا المجال ، ولكن المشكلة
في الوقت ، فالعمل يلتهم جزءاً كبيراً من يومي ، وموضوع الكتابة علي هامش
حياتي كما أسلفت
بمن تأثرت في مسيرتك الأدبية؟
لم أتأثر بشكل كامل بأي شاعر ، ولكن هناك الكثير من الشعراء أقرأ لهم وأري
أنهم متميزين ، ومن هولاء الشعراء من لم يأخذ نصيبه من الاهتمام المطلوب
الذي حظي به من هم اقل منه في المستوى ، وهذا الأمر ليس غريبا في الوطن
العربي الذي يتفنن في وأد كل صاحب صوت متميز
لماذا لا تشارك في الأمسيات الشعرية بكثرة؟
في الحقيقة تتم دعوتي لأمسيات شعرية بصفة مستمرة وربما عامل الوقت هو الذي يجعلني
أعتذر عن معظمها ، وربما أيضا رفضي للواقع الأدبي يجعلني أعتزل الوسط بشكل
ما ، ناهيك عن حالة (النفسنه) التي يتصف بها بعض من في الساحة الأدبية الآن
والنرجسية و التعالي وغير ذلك من الصفات السلبية
هل أنت راضي عن ما حققته حتي الآن ؟
هذا السؤال مراوغ ، ولكن أعتقد أنه مازال لدي الكثير لأقدمه ، وأن كنت أسبح
ضد التيار، وأقف علي يسار كل سلطة ولا أتسلح سوى بما أحمل من أفكار
قد لا يرضى البعض عنها
Discussion about this post