في مثل هذا اليوم13 مايو1809م..
الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت يستولون على العاصمة النمساوية فيينا.
استولى نابليون على السلطة في العام 1799، وأسس نظامًا دكتاتوريًا عسكريًا. تتعدد الآراء بخصوص التاريخ الذي يُمكن تحديده كبداية رسمية للحروب النابليونية؛ في الغالب يُستخدم تاريخ 18 مايو 1803، عندما أنهت بريطانيا وفرنسا فترة السلام الوحيدة والقصيرة الممتدة بين الأعوام 1792 و1814. بدأت الحروب النابليونية مع حرب التحالف الثالث، والتي كانت أول حروب التحالف ضد الجمهورية الفرنسية الأولى بعد تسلّم نابليون مقاليد السلطة زعيمًا لفرنسا.
خرجت بريطانيا من معاهدة أميان وأعلنت الحرب على فرنسا في مايو من العام 1803. من الأسباب المؤدية لذلك تُذكر التغييرات التي أدخلها نابليون في النظام الدولي في أوروبا الغربية، لا سيما في سويسرا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا. يقول المؤرخ فريدريك كاغان إن بريطانيا استاءت بشكل خاص من تأكيد نابليون السيطرة على سويسرا. بالإضافة إلى ما تقدم، شعر البريطانيون بالإهانة عندما صرح نابليون أن بلادهم لا تستحق أي وزنٍ في الشؤون الأوروبية، بالرغم من عضوية الملك جورج الثالث في المجمع الانتخابي للإمبراطورية الرومانية المقدسة. من جهتها أدركت روسيا أن تدخل نابليون في سويسرا يشير إلى عدم رغبته في التوصل لحل سلمي لخلافاته مع القوى الأوروبية الأخرى.
ضربَ البريطانيون من فورهم حصارًا بحريًا على فرنسا لحرمانها من مواردها. رد نابليون بفرض حظر اقتصادي على بريطانيا، وسعى إلى القضاء على حلفاء بريطانيا في القارة الأوروبية بغية كسْر التحالفات المجيّشة ضده. شكّل ما يُعرف باسم النظام القاري عصبة الحياد المسلح بهدف تعطيل الحصار وإنفاذ حركة التجارة الحرة مع فرنسا. رد البريطانيون بالاستيلاء على الأسطول الدنماركي، ما يعني تفكّك العصبة، ولاحقًا أمّنت هيمنتها على البحار، وهو ما مكّنها من مواصلة استراتيجيتها بحُريّة. لكن نابليون انتصر في حرب التحالف الثالث في معركة أوسترليتز، مما أجبر الإمبراطورية النمساوية على الانسحاب من الحرب وحلّ الإمبراطورية الرومانية المقدسة رسميًا. خلال عدة أشهر، أعلنت بروسيا الحرب، وهو ما أفضى إلى نشوب حرب التحالف الرابع. انتهت هذه الحرب بنتيجة كارثية على بروسيا، إذ مُنيت بالهزيمة وتعرّضت للاحتلال في غضون 19 يومًا من بداية الحملة. ثم هزَم نابليون روسيا في معركة فريدلند، وأنشأ دولًا عميلة قوية في أوروبا الشرقية، واضعًا بذلك نهاية التحالف الرابع.
بالتزامن مع ذلك، أدى رفض البرتغال الالتزام بالحصار القاري، وفشل إسبانيا في المحافظة عليه، أدى إلى حرب الاستقلال الإسبانية ونشوب حرب التحالف الخامس. احتل الفرنسيون إسبانيا وأسسوا مملكةً إسبانية عميلة، وهكذا انتهى فعليًا التحالف بين الدولتين. سرعان ما تبع ذلك انخراط بريطاني كبير في شبه الجزيرة الأيبيرية، في حين فشلت الحملة البريطانية للاستيلاء على أنتويرب. أشرف نابليون على الوضع في شبه جزيرة أيبيريا، وهزم الإسبان، وطرد البريطانيين من شبه الجزيرة. سعيًا منها لاسترداد أراضيها التي خسرتها في حرب التحالف الثالث، غزت النمسا الدول العميلة لفرنسا في أوروبا الشرقية. ولكن نابليون هزم التحالف الخامس في معركة فاغرام.
دفع الانزعاج من الأعمال البحرية البريطانية الولاياتِ المتحدة إلى إعلان الحرب على بريطانيا في حرب 1812، لكنها لم تتحالف مع فرنسا. أدّى التذمّر من السيطرة على بولندا، وانسحاب روسيا من الحصار القاري إلى غزو نابليون لروسيا في يونيو 1812. لم يكن الغزو سوى كارثة محققة لنابليون. أجبرت سياسة الأرض المحروقة، وهجران المدن، والإخفاقات الاستراتيجية الفرنسية، وبداية الشتاء الروسي أجبرت نابليون على التراجع وتكبُّد خسائر فادحة. لحقت نكساتٌ أخرى بنابليون؛ فقد انهارت سلطة فرنسا في شبه الجزيرة الأيبيرية جرّاء معركة فيتوريا في الصيف اللاحق، وشنّ تحالفٌ جديد حرب التحالف السادس.!!
Discussion about this post