أنفاس الشعر …
==== إِنِّي أَخافُ بَوارَ وَجْدِكِ في دَمِي ====
يـا قَـلْبُ فـيكَ تَبَـصُّـري وَ تَكَـلُّـمِـي
وَ تَـقَــرُّبـي مِـنْ خـالِـقٍ وَ تَـحَـرُّمِـي
وَ تَـوَدُّدٍ … فِـيـهِ الْـغَــرامُ مُـهَــيَّءُ
لِتَـوَثُّبٍ قَـبْـلَ الــرُّؤى … وَ تَكَـلُّـمِي
وَ خَـلـيـلَـةٍ بِـقُــدومِـهـا تَـحْـتَـلُّـنِـي
هَـلْ فـاحَ عِـطْـرُ لِـقائِـهــا لِتَـنَـسُّـمِي
كَـقَـصيـدَة بِـحُـرُوفِـهـا وَ فُــؤادِهـا
قَـبْلَ الْبُـلُـوغِ إِلَـيَّ تَنْـمُـو في دَمِـي
وَ حَـقيـقَـةٍ … ما عِـشْـتُـها إِلّا غَـداً
إِلّا خَـيـالاً … يَـعْـتَـرِيني كَـمُـرْهَــمِ
وَ غَـدِي يَـراني خَـلْـفَهُ … كَـظِـلالِهِ
وَ أَنـا لِـظِـلِّـي فـاقِـدٌ … وَ تَـرَسُّـمِي
أَيْنَ الْخَـليلَةُ وَ الْـحَنيـنُ وَ لَـوْعَـتي
كُـلُّ الصِّفاتُ أَشـوفُـها فـي مُـعْـدِمِ
كَمْ عـاشِقٍ صَمْتـاً يَجـيءُ بِـوَجْـدِهِ
مِـثْـلَ النَّـسيـمِ مُـلاطِـفـاً لَـمْ يَـلْثُـمِ
كُـلّي شِعـابٌ قَـدْ سَلَـكْتُ طَريقَـهـا
أَخْـشى ضَـياعَ دَلـيلِـهـا فَتَـقَـدَّمِـي
هُــبّـي إِلَــيَّ بِـلَــوْعَـــةٍ وَ بِـقُـــوَّةٍ
عُـودي وَ قَلْبَـكِ بِالصِّفـاتِ لِتَنْعَـمِي
إِنّـي أَراكِ كَـــغَـيْـمَـةٍ وَ سَـحــابَــةٍ
صُـبّي بِهَـطْلِـكِ يا سَمـاءُ وَ غَمِّـمِي
لا تَتْـرُكِيـني لِلْـفَــراغِ وَ وَحْـدَتـي
إِنّي أَخـافُ بَوارَ وَجْدِكِ في دَمِـي
كُـلُِّـي هَـمـا بِـكِ فُــرْقَـةً وَ تَــقَـرُّبـاً
فَـتَـهَـيَّـئي لـي دَوْلَــةً وَ تَحَـكَّـمِي
مِنْ أَيْنَ قَلْبُكِ قَدْ سَفَكْتِ مَشاعِري
كَيْ تَنْعَـمي مِـنْ بَعْدِهـا كَيْ تَـأْثَمِي
وَ أَرَدْتُ رَدَّ الْحُـبِّ بَـعْـدَ ضَـيـاعِـهِ
وَ لَمَحْتُ وَجْدي فيكِ بَيْتَ الْأَرْقَمِ
هَـلْ خـالِـقي نَـذَرَ الصَّـفِيَّ مُـتَيَّـماً
خَـلْفَ الدُّمُـوعِ مَـذاقُُـها كَـالْـعَلْـقَمِ
قَـلْـبي هَـفـا لَـكِ لَـوْعَـةً وَ تَـوَدُّداً
فَتَـوَسَّـعِي في أَرْضِـهِ كَـيْ تَنْعَـمِي
وَ تَـكَـلُّـمٍ عِـنْـدَ الْـوِصـالِ يَــرُدُّنِـي
دَوْمـاً لِحَلْـقي كَالْحِصـانِ الْمُـلْجَمِ
أَطْلِقْ عِنـانَـكَ لِلْـقَصيـدَةِ وَ الْهَـوَى
فَـهَـواكَ فـيـهِ تَبَـصُّـري وَ تَكَـلُّـمِي
هَلْ بـاتَ لَيْـلي في سُهـادِي قـانِتـاً
يَحْـتَـلُّني عِنْـدَ الـتُّـقى وَ تَـحَـرُّمِي
جَمْـراً هَـوَتْ عَيْنـاكِ فَوْقَ صَبـابَتِي
فَـتَـلَـقَّـفي مِنْ لَـوْعَـتي وَ جَـهَنَّـمِي
كُـوني أَمـامِـي حَيْـثُمـا بـانَ الْهَـوَى
كَـحَقيـقَـةٍ إِنْ عِـشْتِـهـا لَـنْ تَنْـدَمِـي
عُمْري يُعاني فَانْظُـري كَيْفَ اكْتَـوَى
حُبّـاً سَـيُـرْسِـلُ لِلْـمَـقـابِـرِ أَعْـظُـمِـي
مـا بُحْـتُ سِـرِّي فـي لِقـاكِ وَ لا رَأَتْ
عَيْـني إِلى حُـبٍّ لِـغَـيْـرِكِ فَـاعْـلَمِي
مُــدِّي بِـســاطـاً مِـنْ هَــواكِ فَـإِنَّـهُ
أَزِفَ الْـحَـيــاةَ بِـفُــرْقَـةٍ وَ تَـشَـرْذُمِ
وَ تَمَـلَّكَـتْـني الْأُمْـنِـيـاتُ وَ لَـمْ أَبُــحْ
وَجدَ الْحَبيـبِ وَ فِيهِ قَـلْبي يَحْتَـمِي
فِيـنا الْـحَبيـبةُ وَ الْحَبيـبُ وَ قِصَّـةٌ
تُـرْوَى عَـلى صَـحْـبٍ سَـليـبٍ أَكْـثَـمِ
وَصَـلَ الـنِّــداءُ لِـغَـيْـرِهـا فـي بَــثِّـهِ
يُـلْـقـي بَـيـانَ فُــؤادِيَ الْـمُـتَـظَـلِّـمِ
وَ رَأَيْـتُني سَيْـرَ الـرَّبيـعِ إِلـى الـرُّبَى
وَقْتَ الْخَريفِ كَما الْمَصيفُ بِمَنْسَمي
مـا كُـنْـتِ عــائِـدَةً إِلَــيَّ … وَ إِنَّـمـا
بُـعْـدٌ رَمـاكِ أَراهُ يَـغْـلِي في دَمِـي
صِرْتِ الْقَصيدَةَ فَارْقُصي يا حُلْوَتي
وَ مِـنَ الْقَـصيـدِ وَ مُـلْـقِهِ فَـتَنَـعَّـمِي
شِـعْـري يَـطيـرُ إِلَيْـكِ رِحْـلَـةَ طـائِرٍ
يَرْجو الْحَقيـقَةَ مِنْ سَمـاً لَمْ تُـعْـدَمِ
سَـأَبُثُّ في أَمَـلي الضِّـياءَ لِـتَهْـدَئي
وَقْـتاً يَعـودُ إِلى الْـحَيـاةِ لِتُـرْحَـمِي
لَوْ تَسْمَـعي نَبْضي لَكُـنْتِ قَصيدَتي
وَ لَـدُمْـتِ خـالِـدَةً بِـشِعْري تُعْـلَمي
تِـلْكَ الطَّـريـقُ مَعـابِري في عـاشِقٍ
تَـعِـباً بِصَـدْري وَ الـضَّميـرِ الْمُـبْهَـمِ
عَـبَثَـتْ بِقِـصَّـتِنا الظُّنونُ وَ فُـرْقَـةٌ
يَسْتَقْوِها حَسِـدٌ يَـشي في مَغْـرَمِي
رُوحـي إِذا لَـبَّتْ خِـداعَـكِ مـا رَأَتْ
أَنْ قَـدْ تَمَـسَّكَـتِ الْـحَـيـاةَ بِـمَرْهَـمِ
مَنْ ذا الَّذي سَلَبَ الْعُيونَ رُمُـوشَها
حَـتّى الْـوِثاقُ خُيـوطُهُ لَـمْ تَـسْلَـمِ
وَ تَبِـعْتُ أَوْرِدَتِـي وَصَلْتُ بِهـا إِلى
قَلْبِي ، وَشِعْرٍ قَدْ سَمِعْتِ ، فَسَلِّمِي
شعر : عبد الصمد الصغير
Discussion about this post