أنفاس الشعر
===== كَمْ قَليلّ هُوَ الْإِنْسُ بَيْنَ الْبَشَرْ =====
أَيُّـها الـرّائِـعُ الْـمُـشْـتَـهـى الْـمُنْـتَـظَــرْ
هٰـاكَ شَـوْقـي بِمـا قَدْ هَـذَى وَ انْتَـظَــرْ
أَيْنَكَ الْآنَ؟ قُـلْ لي … وَ هَـلْ لي تَـرى؟
كُـلُّ نَبْضي … إِلَيْـكَ الطَّريـقَ اخْتَـصَرْ
قَدْ رَسَـتْ أَدْمُـعٌ … عِنْـدَ جَفْـنِ الْجَـوى
فَـامْتَـلا الْقَلْـبُ دَمْعـاً سَحـا ما انْهَمَـرْ
إِنَّـني مُثْـمِـرُ الْـوَجْـدِ فَاقْـطِـفْ هَـوىً
كُـلُّـنـي يـانِـعٌ ….. أَزْدَهــي بِـالــثَّـمَــرْ
هُـزًَنـي .. ضُمَّـنـي … وَ لْتَـسِلْ دَمْـعَـةٌ
فَرْحَـةً بِـالَّـذي قَـدْ قَـضى لـي الْـوَطَـرْ
فـي دَمـي أُمَّــةٌ … طَـيْـفُـهـا ما بَـقِـي
يَـدَّعـي لَوْعَـةً … في جَـوىً مِنْ حَجَـرْ
مِـنْ أَبـي مَـوْثِــقٌ … فَـاجْـتَـبى أَهْـلَـهُ
قَـدْ رَمـى مَقْـصِـداً … حَيْـثُ رَبِّي أَمَـرْ
فـي ثَبـاتي ….. حـيـاةٌ لَـهــا عــابِـرٌ
كَيْـفَ تَمْـضي كَمِثْـلِ الْجَـوى في حُفَـرْ
عـادَ شِعْـري بَـإِذْنٍ كَـحُـكْـمِ الْـقَـضَـا
عـادَني حيـنَ وَلّـى ، وَ نَـبْـعي انْفَـجَـرْ
حَسْبُـكُمْ مَهْلَـكُـمْ … كَيْ نَـرى بَعْـضَنـا
حَـسْـبُنـا خاضِـعـاً … راكِـعـاً قَـدْ أَمَــرْ
حَسْـبُنـا في انْـدِحـارٍ … بِـنـا صـاعِـدٌ
يَـعْـتَــلـي مُــزْنَــةً … بُـرْهَــةً لا أَثَــرْ
هَلْ أَنـا الْحـاضِـرُ الْغَـائِـبُ الْمُـخْـتَـفي
أَتْـرُكُ الضَّــوْءَ بَيْـنَ الْمَـسـا وَ السَّـحَـرْ
أَيُّـهـا الْعـادِلُ … الُمُـرْتَجى الْمُـنْتَـظَـرْ
في الـرّؤى ما بَدَتْ غَيْرُ بَعْضِ الصُّـوَرْ
مَـنْ رَمـى لِلْـوَرى … وَجْـهَنَـا لَـنْ يَـرى
لَنْ يَـرى … غَــيْرَ صَـدْرٍ كَثيـرِ الضَّجَـرْ
قَـدْ رَأى حَيْـثُـمـا … مَطْـمَـحٌ لِلْـعُــلا
فَـارْتَـمى فَـوْقَ مَـوْجٍ عَـظيـمِ الْخَـطَـرْ
وَ الَّــذي أَدْرَكَ النَّـفْــسَ ذاقَ الْهَـــوى
بِالَّـتي أَقْـبَلَـتْ … كَيْـدُهـا مـا حَـضَـرْ
وَ الَّـتي عَـرِفَـتْ قَـدْرَهـا أَمْـسَـكَـتْ
بِالَّـذي فـي دَمـي … حُـبُّـهُ ما فَتَـرْ
نَحْـنُ هَـرْجٌ وَ مَـرْجٌ … وَ شَـأْنٌ هَـوى
إِنْ رَآنـا الزَّمـانُ … اسْتَـحى وَ اعْتَـذَرْ
نَحْـنُ مَـشْيٌ وَ سَـعْيٌ خِـلافَ الْـوَرى
لَـوْ تَـقُـومُ الْـقِـيــامَـةُ … لَـسْــنا نَــذَرْ
رَغْـبَــةً فـي دُنـــا … فَــرَّقَـتْ بَيْـنَـنـا
شَـرَّقَـتْ مَـغْـرِبــاً وَ انْتَـهَـتْ فـي وَزَرْ
يَعْـجَـبُ النّـاظِـرُ الْيَـوْمَ مِـنْ فاشِـلٍ
إِذْ يَــرى أُمَّــةً تَـصْـعَـــدُ الْمُـنْـحَــدَرْ
كَـمْ كَـثـيـرٌ هُـوَ الْــهَـبُّ كَـمْ يُـؤْذِنــا
كَـمْ قَـليـلٌ هُـوَ الْإِنْـسُ بَيْـنَ الْبَـشَـرْ
مـا انْحَـنى بَيْـنَـنا غَيْـرُ مِـلْءِ الْجَـوى
فَاشْتَـكى وَ ابْتَكى وَ ارْتَـقى فَـانْهَمَـرْ
رَبُّــنـا أَوْصَـنـا … بِـالْعُــرى وَ التُّـقـى
دَعْ لِـدُنْيـاكَ لَيْـسَتْ سِـوى مُـخْـتَبَـرْ
مـا رَأَتْ مـا بِنــا غَـيْـرُ مَـنْ لَـمْ يَـزَلْ
نَـظْـرُهـا واصِـلاً ما اغْتَـوى بِـالصُّـوَرْ
مـا رَأى لَـيْلُـكُـمْ صُبْــحَ مَـنْ يَهْتَـدي
لَـنْ يَـراكُــمْ صَـبــاحٌ … أَوْ سَـحَــرْ
قَـدْ عَـثـا أَحْـمَـقٌ فـي دِيـارِ الْـهَــوى
سَعْيُـهُ ما انْتَـهى عَنْ هُـرا مـانْـزَجَـرْ
غَرِّبـوا مَـشْـرِقـاً … عَـظِّـمُـوا تـافِـها
وَ اتْبَـعُـوا تُبّــعـاً … لِلَّذي قَـدْ فَـجَـرْ
فَاجْمَعوا فُرْقَـكُمْ … وَحِّدوا صَفَّكُـمْ
وَ انْظُـرُوا لِلَّذي ، إِذْ رَأى مـا انْبَـهَــرْ
جَــدِّدُوا كِـذْبَـكُـمْ … إِنَّـهُ قَـدْ بـلـى
وَ انْتَـهى مُخْزِياً فَـارْتَـشى وَ اهْتَـبَرْ
عَـدِّدوا نِعْـمَـةَ اللّٰـهِ … هَيّـا ابْــدَأُوا
كَيْ تَـرَوْا جاحٍداً قَدْ طَـغى وَ اغْتـرَرْ
أَيُّـهـا الـطّـالِــعُ … الْآفِــلُ الْمُـنْتَـهي
أَيُّهـا الْمُجْـتَـبَى لِـلْأَذى مـا انْـتَـظَـرْ
كَـمْ قَـلِيــلٌ هُــوَ الضَّـوْءُ فـي دَرْبِـنـا
كَـمْ قَـليـلٌ هُــوَ النَّـجْـدُ بَيْـنَ الـزُّمَــرْ
كَـمْ كَثـيــرٌ هُـوَ الْـجَـهْـلُ كَـمْ يُـؤْذِنـا
كَـمْ قَـلـيـلٌ هُـوَ الْإِنْــسُ بَيْـنَ الْبَـشَـرْ
شعر : عبد الصمد الصغير







Discussion about this post