في مثل هذا اليوم26 مايو1908م..
اكتشاف البترول بكميات وفيرة في إيران.
في عام 1908، أُعلنت بداية عهد النفط في منطقة الشرق الأوسط مع ظهور أول بئر للنفط في مدينة مسجد سليمان في محافظة عربستان جنوب غرب إيران.
وفي أعقاب اكتشاف هذه الكميات من النفط بنحو عام تقريبًا، تأسست شركة النفط الأنغلو-إيرانية، وهي شركة فرعية لأخرى بريطانية، بدأت إنتاج النفط بحلول عام 1913، وتطورت فيما بعد لتصبح شركة النفط البريطانية “بي بي”.
كان هذا الوضع محطّ غضب الكثيرين في طهران مع حصولها على 16% فقط من صافي الأرباح، قبل أن يصوّت البرلمان الإيراني لصالح تأميم صناعة النفط في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتلقّى قطاع النفط في إيران -وهي عضو مؤسس في أوبك- دفعة قوية في عام 2019، بعد اكتشاف خزّان نامافاران، الذي يحتوي على 22 مليار برميل من الخام، فيما وصفه وزير النفط الإيراني السابق بيجان زنغنه، بأنه ثاني أكبر اكتشاف في البلاد.
ومع الضغوط التي تتعرض لها إيران في السنوات الأخيرة، جراء العقوبات المفروضة على البلاد، عانى إنتاج النفط وصادراته من تراجع قوي، وإن كان القطاع بدأ التعافي نسبيًا في 2021 و2022.
ومع الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد انقطاعها منذ عام 2016، واستمرار المحادثات بشأن الاتفاق النووي، فإن قطاع النفط الإيراني بصدد تلقى المزيد من الدعم يعزز التعافي من تداعيات العقوبات الدولية.
وفي أكبر دليل على انتعاش قطاع النفط الإيراني، ارتفاع صادرات البلاد النفطية إلى أعلى مستوى منذ عام 2018، حينما بدأ سريان العقوبات الأميركية على طهران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015.
وبحسب وزير النفط الإيراني جواد أوجي، ارتفعت صادرات النفط الإيراني خلال العام المالي الحالي (ينتهي في 20 مارس/آذار 2023) بنحو 83 مليون برميل مقارنة بالعام المالي السابق له، وبزيادة 190 مليون برميل، مقارنة بالمستويات قبل عامين، دون الكشف عن أرقام دقيقة تتعلق بإجمالي الصادرات.
ويتماشى ذلك، مع تعافي إنتاج إيران من النفط الخام خلال 2022، إذ تجاوز 2.5 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2022، لأول مرة منذ أبريل/نيسان 2019، وظل فوق هذا المستوى على مدار العام، وأيضًا مع بداية 2023، وفق تقديرات منظمة أوبك.
على صعيد التطوير والاكتشافات الأخيرة، شهد قطاع الطاقة الإيراني تطورات إيجابية في 2022؛ لعل أبرزها توقيع شركة النفط الوطنية الإيرانية مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار مع شركة غازبروم الروسية في يوليو/تموز 2022، لإنجاز أكبر صفقة في تاريخ صناعة النفط الإيرانية.
احتياطيات النفط
تمتلك إيران -البالغ عدد سكانها 83 مليون نسمة- بعض أكبر احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم، كما تُصنَّف من بين الـ10 الكبار في إنتاج النفط عالميًا.
وفي واقع الأمر، تحلّ إيران في المرتبة الثالثة -بعد فنزويلا والسعودية- بين دول أوبك من حيث الأعضاء الأكثر امتلاكًا للاحتياطيات النفطية المؤكدة؛ حيث تستحوذ على حصة قدرها تتجاوز 13%.
وتقع معظم احتياطيات إيران النفطية في البر (تمثّل نحو 71%)، في حين يحتوي حوض خوزستان على نحو 80% من إجمالي الاحتياطيات.
وتشترك طهران في عدد من الحقول البرية والبحرية مع الدول المجاورة، بما في ذلك العراق وقطر والكويت والسعودية.
وتشير تقديرات أويل آند غاز جورنال إلى أن احتياطيات النفط الإيرانية بلغت 208.6 مليار برميل في 2022، دون تغيير عن العام السابق له.
فيما توضح بيانات شركة بي بي البريطانية، أن إجمالي احتياطيات النفط الخام لدى إيران -التي تحتلّ المرتبة رقم 17 عالميًا من حيث المساحة البالغة 1.648 مليون كيلومتر مربع- كانت تبلغ 157.8 مليار برميل حتى نهاية عام 2020.
أتي إنتاج النفط الإيراني وسط ضغوط العقوبات المفروضة على البلاد؛ بسبب برنامج طهران النووي والدعم الإيراني للمنظمات التي تعدّها الولايات المتحدة إرهابية.
ودفعت العقوبات الدولية، التي استهدفت صادرات النفط الإيرانية، إنتاج الخام للاستقرار، حتى الانخفاض، خلال المدّة بين عامي 2012 و2016.
وفي نهاية عام 2011، فرضت الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي عقوبات على طهران نتيجة للأنشطة النووية الإيرانية، التي دخلت حيز التنفيذ منتصف عام 2012.
ووفقًا لمنظمة أوبك؛ فإن إنتاج إيران بلغ 3.628 مليون برميل يوميًا خلال عام 2011، قبل أن يتراجع إلى 2.977 مليون برميل يوميًا في العام التالي، كما واصل الهبوط في عام 2013 إلى 2.673 مليون برميل يوميًا.
واستهدفت هذه العقوبات قطاع الطاقة الإيراني، كما أعاقت قدرة إيران على تصدير النفط؛ ما أدى إلى هبوط صادرات الخام والمكثفات خلال عام 2012 مقارنة بالعام السابق له.
وبعد رفع العقوبات المفروضة على قطاعي النفط والمصارف في إيران، على النحو المبيّن في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) خلال يناير/كانون الثاني عام 2016؛ ارتفع إنتاج وصادرات النفط الخام والمكثفات في إيران لمستويات ما قبل عام 2012.
وفي عام 2016، وصل إنتاج إيران من الخام إلى مستوى 3.515 مليون برميل يوميًا، كما صعد إلى 3.813 مليون برميل يوميًا في عام 2017.
وبلغت إيرادات إيران من النفط والغاز الطبيعي 33.6 مليار دولار في العام المالي (2015-2016)، بحسب صندوق النقد الدولي، بعد أن انخفضت بنحو 40% تقريبًا من 55.4 مليار دولار في العام المالي (2014-2015).
وكان هذا الانخفاض المفاجئ نتيجة استمرار تراجع حجم الصادرات وانخفاض أسعار النفط الخام؛ ما تسبّب في هبوط إجمالي عوائد الصادرات.
وتجدر الإشارة إلى أن اقتصاد إيران توسّع بنحو 12.5% في عام 2016، ثم نما بنحو 3.7% في عام 2017، لكن في أعقاب إعلان الولايات المتحدة خلال مايو/أيار عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، تراجعت صادرات طهران مرة أخرى، وكذلك الإنتاج.
ومنذ عام 2018، اتّبع إنتاج إيران النفطي منحنى هبوطيًا، حيث بلغ 3.553 مليون برميل في ذلك العام، قبل أن يسجل 2.356 مليون برميل يوميًا في عام 2019، ويتراجع أكثر في عام 2020 إلى مستوى 1.991 مليون برميل يوميًا.
وعاد إنتاج الخام الإيراني للصعود خلال عام 2021؛ حيث وصل إلى 2.392 مليون برميل يوميًا في المتوسط، قبل أن يرتفع إلى 2.554 مليون برميل يوميًا في العام الماضي (2022).
وفي يناير/كانون الثاني 2023، مستوى 2.554 مليون برميل يوميًا، واستمر في الصعود خلال فبراير/شباط 2023، ليصل إلى 2.571 مليون برميل يوميًا، حسب بيانات أوبك.
أمّا إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في البلاد، فقد ارتفع إلى 3.58 مليون برميل يوميًا في 2022، بزيادة 4% على أساس سنوي، وفق أرقام أويل آند غاز جورنال.
فيما تشير أحدث بيانات بي بي إلى أن إنتاج الخام والمكثفات والسوائل الغازية بلغ 3.62 مليون برميل يوميًا في 2021، مقابل 3.08 مليون برميل يوميًا في 2020
على الرغم من العقوبات الغربية وتداعياتها على تراجع استثمارات الحقول النفطية، تخطط البلاد إلى زيادة إنتاج النفط إلى 5.7 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2028.
واتفقت شركة النفط الوطنية الإيرانية مع شركة غازبروم الروسية على إنجاز أكبر صفقة في تاريخ صناعة النفط الإيرانية، تشمل تطوير حقول غاز كيش وشمال بارس، بالإضافة إلى تطوير 6 حقول نفطية بقيمة 15 مليار دولار واستكمال مشروعات الغاز المسال.
تتفاوض شركة النفط الإيرانية مع سينوبك الصينية لتطوير المرحلة الثانية من حقل يادفاران في صفقة تُقدر بنحو 3 مليارات دولار، من أجل تعزيز إنتاج النفط في البلاد.
ومن جهة أخرى، بلغ استهلاك النفط في إيران 1.690 مليون برميل يوميًا بنهاية عام 2021، مقابل 1.673 مليونًا، وفقًا لبيانات شركة بي بي، وهي أحدث بيانات متوفرة.!!
Discussion about this post