ليلة القبض على فاطمة
بقلم .. ايمان يوسف
( ليلة القبض على فاطمة)، (البراري والحامول)
تعددت مسميات القصة والشخصية الرئيسية واحدة.
رأيت( فاطمة) في المسلسل الاذاعي الأول هي ذاتها ( زاهية) في الثاني من حيث لهجتها وطبيعتها النفسية وطريقة تفكيرها وصفاتها وقوة ثباتها على المبدأ الذي تربت عليها في البيئة الريفية وعدم انجرافها لتيارات الرشاوي والإغواءات المادية .
هي القروية الطيبة المضحية بعمرها وحبها وزهرة شبابها لأجل مستقبل (أخيها) المستغل الوصولي في المسلسل الاذاعي الأول، و(زوجها الناكر للمعروف والعشرة ) في الثاني،
في كلتا القصتين تنازلت البطلة كثيرا حتئ تم التنازل عنها فاستردت نفسها وحقها المسلوب دون أن يرف لها رمش التردد على مصير أعز ناسها ممن تنكروا لجميل صنيعها لهم .
كانت ( في كلتا الشخصيتين) واضحة شفافة طيبة ، وعنيدة، حازمة، ماضية في رد مظلمتها وحقوق الناس .
وفي كلا المسلسلين تم كشف الستار عن الفساد الإداري والانحرافات الوظيفية المتمثلة في شخصية جلال(صلاح قابيل) وجماعته الانتهازية في القصة الأولى و استبداد الطبقات العليا في المجتمعات على الدنيا المتمثل في شخصية عبد الرازق(يوسف شعبان) في الثانية.
ولنضف إليهم شخصية نعمت في (كفر نعمت)الجزء الثاني المتمم لقصة أفواه وارانب التي تعرضت وبكثافة اكبر لنفس الفكرة، فكرة الفارق الطبقي و الفجوة الاجتماعية الشاسعة بين المجتمعات المدنية المتحضرة( شكليا) والريفية ورغم تكرار فاتن لنفسها في شخصية نعمت التي رسمها الكاتب سمير عبد العظيم على وتيرة بطلة مسلسله البراري والحامول( زاهية) بنفس المعاني و ذات الملامح النفسية مع اختلافات طفيفة تقتضيها اختلاف القصة وتباين الخط الدرامي الا ان براعة فاتن في الاداء وسحرها التمثيلي وذروة اندماجها في شخصية الفلاحة( كمن تشربت من تلك البيئة طفلة) وحسها وتعبيرها العالي عن طبيعة المرأة الريفية وترجمتها الصادقة من خلال تلك الشخصيات لمعاني الطيبة والكفاح لأجل الخير وولاءها للارض مضافة لجمال القصة وقوة الحبكة شفع لها تلك الخيارات المتشابهة في السبعينات(وحبذا هكذا تكرار إن كانت بتلك المتعة والمضامين الشيقة، حد تعلق المشاهد بتلك الأجواء الريفية في مرحلة السبعينات (مرحلة كمالها الفني وتمام نضجها السينمائي وتطورها وذكائها في الاختيارات فيما بعد وتبنيها لقضايا هامة منها إجتماعية تخص المرأة في (اريد حلا)و(لاعزاء للسيدات) وتربوية في( ضمير الأبلة حكمت) .
ومع ذلك فمسالة تتويجها لنجمة القرن لايمكننا الإقرار به (وهناك شادية وسعاد) ولم نعلم المعايير التي استندوا عليها النقاد من حيث اختياراتهم (وإن كنت شخصيا لااقتنع بمسالة الالقاب فلكل ممثلة أحببناها لونها وتميزها وبصمتها الخاصة ) فعندما كانت فاتن بذكائها الفني تحيك ثوبا فنيا مناسبا على مقاساتها الفنية كانت مقاسات سعاد (ومعها شادية) متراكبة تماما مع كل الثياب الفنية والألوان السينمائية الجاهزة المقدمة لها تتخير منها ماشاءت لبسها لمرونة روحها الفنية.
فكلنا نعلم إمكانيات فاتن التمثيلية المحدودة قياسا الئ شادية وسعاد اللتان حلقتا بخفة الفراشات في سماء الفن وعبرتا موشوره ليتحلل بياض الروح الفني فيهما لأطيافه السبعة من استعراض وغناء وتراجيديا وكوميديا (كوميديا الموقف) وتناول الشخصيات المضطربة التي عانت من عقد نفسية ثم اللون الجاد والواقعية.
والحديث يطول في التعرض لروائعمها.
فيديو إذاعي قصير توضح أن المشاكل التي حصلت واحدثت شرخا وجفاء في علاقة نعمت ومحمود كانت من نتائج مؤامرات أقرباء محمود (المتمثلة في شخصية راضية وكاميليا ونجوئ) قاموا بأدوارها على التوالي الممثلات (ماجدة خطيب، نبيلة عبيد وهدئ رمزي) المتحضرات شكليا اللائي شكلن أثآرا سلبية على علاقتهما ولم يكن التباين الطبقي واختلاف النشأة وطبيعة البيئة الاجتماعية السبب في هدم بنيان الحب بينهما كما جاءت في صفحات المهتمة في الشأن الفني.
خليق بها أن تتحرئ المصداقية وتقصي الحقيقة قبل النشر لاسيما انها صفحة عامة مكرسة للكلاسيكيات الفنية حصرا .







Discussion about this post