قصة قصيرة
بربوگ (*)
غريب أمر هذا الرجل ما إن اشتراني وأجلسني بجانبه حتى أخذ يبصق من نافذة سيارته! يلعن نفسه والنساء ويصرخ في وجه الريح بربوك..
ينظر إلي مليا ثم يكرر ما قاله حتى حفظته.
أودعني في ركن ذي برودةٍ منعشة ولشدة تعبي غفوت جائعا، أصوات الصباح.. المارة.. العصافير.. الأطفال.. كلها أيقظتني لأجد طعامي أمامي وأرى سيدة جميلة تروح وتجيء في بيتها الفخم.
الرجل يخرج وهو شارد الذهن يرمقني بنظرة قلقة ويصفق الباب بقوة
المرأة تهرع إلى هاتفها وتتكلم بغنج ودلال وتقهقه تقول لقد غادر.. تعال فورا… أنا في شوق
تفرد شعرها الطويل الأشقر وتنظر في المرآة تتفقد زينتها ثم ما إن يرن هاتفها حتى تركض إلى الباب تفتحه بحذر ليدخل رجل لم أره من قبل، يتعانقان، لهفة أنفاسهما تتصاعد لتملأ المكان، جربت أن أطربهما بما حفظته وأثبت لهما أنني طائر ذكي فرحت أكرر ما سمعته.
تعال ..تعال .. أنا… شوق .. بربوك بربوك
فزت غاضبة غطتني بعباءة سوداء وقالت: اخرس اخرس سأعود إليك
رحت أستمع إلى فحيحهما وأنفاسهم اللاهثة التي سرعان ما هدأت ، سمعتهم يتهامسون تقول له فضحنا وعاد صوتي صادحا (بربوگ…. بربوگ… فضحنا)
قال لها: تخلصي منه …ألايفضحنا
شيَعَتهُ إلى الباب،و عادت إليّ غاضبة! رفعت العباءة، ويحك ماذا عملت بي لأقتلنك اليوم.. فتحت القفص ولوت منقاري وجناحايّ يضربان يدها حتى تركتني.
ما إن عاد زوجها حتى شعرت بالاطمئنان فهو سيحميني إن تجرأت تلك المتوحشة على ضربي مرة أخرى ولكي ألفت نظره رحت أكرر:
تعال.. تعال.. فضحنا شوق..شوق بربوك..
صراخهما أفزعني، أخذ يضربها إلى أن أسقطها أرضا رحت أتشفى منها تستحق .. يركلها ويصرخ طالق طالق
وأنا أكرر وراءه طالق طالق بربوك.
مهدي الجابري.. العراق..
————————–
(*) بربوگ: كلمة عامية متعارف عليها في المجتمع العراقي و تطلق على المرأة عديمة الأخلاق و الزانية، كذلك يقصد بها قعر اليقطينة اليابسة وهي طافية على الماء.
.
Discussion about this post