الإبداع في مساحة ضيقة جدا
قراءة بقلم / محمد البنا
لثلاثية * مكابدة *
للأديبة السورية / فوزية الكوراني Fawzieh Al Corany
…………………
النص
#ثلاثيةمُكَابَدَةّ
استحلال
عندما أشرفت على نهاية روايتها وكادت أن تكتب تمت؛
طرق بابها زائر المساء!.
~~~~~
انسياق
أبهرته في لقائهمّا الأول؛
جعلها مُلهِمَته؛ بورتريه جميل في معرضه..
ألوانه القاتمة؛ صَبغَتّ تراتيل النهاية!.
~~~~~~~~
تراجِيديّا
ترنمت مع حروفه، أشعل قصائدها المنسية صَمتٍ…، أوراق الربيع تزدان إصفرارا؛
انتهى اللقاء قبل الحضور!
فوزية الكوراني…سورية في ٣١ مايو ٢٠٢٣
………………………….
القراءة
أبدأ قراءتي لهذه الثلاثية الرائعة بالإشارة إلى هنة في علامات الترفيم أسفت لوجودها في موضعٍ غير مخصص لها، مما أثر سلبا في نفسي المغبطة جدا لجودة التنسيق لاحقًا.
****
– لماذا ( ؛ ) بعد روايتها وقبل وكادت ؟؟
((لا تستقيم الفاصلة المنقوطة بتاتا مع واو العطف )) ****
عنوان رائع ( مكابدة ) لثلاثية متصلة ضمت ثلاثة نصوص بثلاثة عناوين( استحلال/ انسياق / تراجيديا) أكثرهم قوة وتماهيا مع متنه أرى أنه ( انسياق).
النص الاول ..قصة لم تكتمل، ترتبط بالضرورة بما يليها.
النص الثاني ..قصة قصيرة جدا مكتملة البناء واستوفت العناصر..بذاتها مستقلة، بكونها جزء من ثلاثية متصلة في السياق البنائي للثلاثية.
النص الثالث ..ق ق ج مكتملة كسابقتها ويسري عليها ما سرى عليها.
هذا من حيث هندسة البناء للثلاثية في أحد أوجه صياغاتها المتنوعة.
أما بالنسبة للغة فهى استوفت متطلبات الققج..دقة الكلمة الدلالة الايحاء، بسيطة لا مبالغة فيها ولا استعراض.
بنية النص: ارتبطت القصص الثلاث برابط الشخوص والزمكانية، ولعبت المعالجة دورها في التصاعد الدرامي للحدث وبرعت الخاتمة في تحقيق المراد، فبدا لنا الايقاع السردي الحدثي كصعود متتابع للقمة ثم تهب ريح قوية فجأة فتطيح بمتربع القمة ( توهما ) إلى قاع الجبل، كالمهرول إلى هدف منشود وقبيل بلوغه يجد نفسه على شفا جرف هار فانهار فيه..
المعادل الحدثي الملازم للصعود والسقوط للشخصية الأولى تجلى في الشخصية الثانية ..هدوء واتزان واناءة في نصب شبكة صيده
الايقاع الداخلي للثلاثية :
خطان اولهما صاعد هابط ( خط رأسي) وثانيهما خط يمتد أفقيا، لينتهي الحدث بتلاقي الخطين حيث ينعدم الحضور.
وما لأهمية التنسيق من مكانة أهنئ الكاتبة على جودة التنسيق الملفت للنظر بشدة، كونه أحد الأعمدة المهمة لفهم النص.
محمد البنا…القاهرة في ١يونيه ٢٠٢٣
Discussion about this post