“مشاكسات شعريّة” عدد 8
من كتاب ( معاراضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(36)
(…تدقُّ الظلام بخلخالها فتخرُّ عروشه في مدحها لهجا
فلحنٌ بديعٌ يردّد ما قَرَّ بالقلب وامتزجَ
وبالأغنيات يجيء الصباحُ كأنْ بالصبابة قد بلجَ
أحبك ما حام طيرٌ…وغرّد وابتهجَ…)
“”””””””””””””””””””””””””””””
ومِنْ خلْخالها في الظلامِ زاغتْ عيناكَ ولسانكَ لجْلجَ …
وبتّ تردّدُ كلامًا ثقيلا كأنّه عندَ سماعهِ بالنشاز تبزّجَ …
وكمْ تورّطتَ في حبّ غانيّة .تريد الهروب ولمْ تجدْ مخرجَا …
وتبكي بحرقة على حظك المنكودِ , ومن الله ترْجو الفرجَ …
(37)
(… وحين لمستُ نضارةَ حَنّائِها بالأكفِّ وبالقدمِ
كأنّه، أعيا عليّ الكلامُ الكثير ولَجْلَجتُ في الألمِ
وددتُ… يُقبّلُها من أناملها شفتي وفمي
ويسرُبُ بين كواعبها خافقي ودمي!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””
كأني بكَ مذْ رأيتني معها بلعْتَ لسانكَ وصرْتَ كالصّنمِ …
تريدُ الكلام ولكنْ أناملُها بالحنّاء خنقتكَ ولمْ تتكلّمِ …
وكمْ في الليالي حلمتَ وكم لازمتكَ الكوابيسُ في الحلمِ …
وإنْ بُستَ يومًا شذى قدميْها فلنْ تقدرَ على قُبلاتِ الفمِ …
(38)
(…على حبها سوف أبقى إلى أن أموتَ
وأسكر من ريقها وأكرع من ناهديها الحياة
سنرقص بين نوادي الثقافة، سوف نغيّر ذاتا
وإن متّ سوف تكلّلني وترشرش ماءً فُراتا…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””
على حبّها ستُجنّ وتكْرهُ في هواها الحياةَ …
ويكرهكَ الأهل لأنكَ بدون رضاهمْ عشقتَ فتاةَ
تعلّمتْ كيف تسْخرُ منْ رجالٍ تراهُمْ حفاة عراةَ …
وهُمْ مثلكَ منْ شباكِ الهوى يرْفضونَ النجاةَ …
(39)
(…وجاءت كما النور من جنة الرب قد مَرَقا
ملاكا تجلّى فسبحان ربي الذي خلقا
تُفتّقُ أجبَال قلبي ووحدي هوى صعقا
لها خاضعا ومنيبا كما الظبي قَد مَدَّ للذابح العنقا…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكنتَ كما الحزنُ في الوجْهِ إذا التصَقَ …
تذوّبُ السحْرَ وتمْتصّ منَ الضياءِ ما علِقَ …
وتطْلبُ منْها أنْ تسْبح في دجاكَ وتغرقَ …
وتنسى أنّها كلماتٌ تعْشقُ دونكَ الورقَ …
(40)
(…وجاءت لمقهى المدينة يهتك إيقاعها الحجبَ
كأن الضياء بطرف أصابعها سَحّ وانسكبا
تشاركني قهوتي فيخرّ لها خافقي وأرى عجبا
كأنّ الذي حولنا صنمٌ، حيثما نظرت ألقتِ الصمت والشهبَ…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””
وفي مقهى المدينة كنتَ تكتبُ الشعر وتقرأ الكتبَ …
وكانتْ معي في الركْن تشربُ الشايَ وتنتشي طربَا …
تُشاركني في الغناء ,وفي الفنجانِ ,وكلّنا يسكر بما شربَ …
وتبقى كالصنم تتابع صوتها ,والعسل مِنْ فِيهَا فاضَ وانسكبَ …
Discussion about this post