في مثل هذا اليوم24 يونيو1963م..
زنجبار تنال الحكم الذاتي تحت الوصاية الإنجليزية.
زنجبار اسم يطلق على مجموعة جزر واقعة بالمحيط الهندي تابعة لتنزانيا في شرق أفريقيا وتبتعد عن الساحل المسمى تنجانيقا 35 كلم (25 ميلاً)، و 118 ميلاً عن جنوب مومباسا (كينيا)، و 29 ميلاً عن شمالي دار السلام، و 750 ميلاً عن مدغشقر، و 500 ميلاً عن جزر القمر، وتتمتع بسلطة ذاتية واسعة، الجزر الرئيسية التي تشكل أرخبيل زنجبار هي أنغوجا وجزيرة بمبا وتومباتو وجزيرة مافيا (جزيرة مافيا ليست تابعة لأرخبيل زنجبار ولكنها واحدة من جزر البهار التنزانية التي تشمل أيضاً جزيرتي أرخبيل زنجبار أنغوجا وبمبا) من بين 52 جزيرة من الجزر، منها 27 جزيرة صغيرة تتوزع حول بمبا.
تتميز جزيرة زنجبار بأرضها الحجرية التي تصلح لزراعة الأرز والطلح والمهوغو والجزر والحبوب، وفيها حوالي مليون شجرة قرنفل، ويقطعها نهر كبير يسمى مويرا، وهو أكبر أنهارها. ويستمد أهل هذه الجزيرة الماء من عين نضاجة تفور في شمال المدينة، ويقال إن أصل هذه العين ينبع من البر العذب الأفريقي ثم يجري ماؤها تحت البحر إلى أن يظهر في شمال الجزيرة.
أما الجزيرة الثانية فيه جزيرة بمبا، وتسمى (الجزيرة الخضراء) ويبلغ طولها قرابة 78 كلم وعرضها 23 كلم أرضها خصبة جدا وتشتهر بزراعة القرنفل والنارجيل. وهي أكثر أمطارا من زنجبار وألين هواء. وقرنفلها غاية في الجودة وفيها حوالي ثلاثة ملايين شجرة قرنفل. وأرضها رملية وليست حجرية مثل أنغوجا. أما الجزر الأخرى فتقع شمال جزيرة بمبا مثل: قوتها أنغوما ومونغوه ويكاتي وإمبالا وأنجيا أوزي وأوسوبي وأنجاو، وأفينجة وفونزي وفقتوني ويدميبتي ومونغو وكجامبامبانو ومكوش وكسوامهرج.
ستون تاون
مدينة ستون تاون «المدينة الصخرية» تقع على الساحل الغربي لجزيرة أنغوجا وهي عاصمة المنطقة، اكتسبت المدينة اسمها من العديد من المباني الصخرية والتي تقع في الجزء القديم من المدينة والتي دارت حولها العديد من القصص والحكايات، وقد بنيت في الواقع من المرجان والملاط وليس من الصخور. يوجد حاليًا ما يقارب 1700 مبنى من هذه المباني في جزء المدينة الصخرية من مدينة زنجبار، وقد صنفت 1100 مبنىً منها على أنها ذات دلالات معمارية. تحتوي هذه المنطقة الصغيرة والتي هي في الأصل شبه جزيرة وغالبًا ما تصبح جزيرة في معظم الأحيان وتبلغ مساحتها 83 كيلو متر مربع على 23 مجمعًا تجاريًا وكاتدرائيتان وأكثر من 50 مسجدًا و 157 برندا أو جلسة استراحة وأكثر من 200 بابًا منحوتًا. تم تصنيف المدينة الصخرية في مدينة زنجبار على أنها «إرث عالمي» من قبل الأمم المتحدة.
دخلت زنجبار في الإسلام عن طريق الهجرات الإسلامية إلى شرق القارة الأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية. وذلك أن قام الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية وكان يحكم عمان آنذاك الإخوان سليمان وسعيد ابنا الجلندي وقد امتنعا عن الحجاج فأرسل إلى عُمان جيشا كبيرا لا حول لهما به فآثرا السلامة وخرجا بمن تبعهما من قومها إلى بر الزنج شرق أفريقيا. وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقة التاريخية على أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام لأن رحيل حاكما عُمان إليها بعددهم وعتادهما لا بد أن يستند على وجود سابق له يأمنان فيه على حياتهما وأموالهما وذويهما وقبل ذلك على دينهما.
وبعد هذه الهجرة التي قام بها حاكما عمان بدأ الوجود العماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر حتى أصبح ولاة زنجبار وجزرها تابعين لحكم أئمة عمان إلى أن جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد البوسعيدي الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما أولاها من اهتمام غير مسبوق. فعمل على تعزيز الصلات الحضارية وتوحيدها مع ساحل شرقي أفريقيا فأصبحت الدولة العمانية في عهد السيد سعيد بن سلطان (1804-1856 م) دولة ملاحية كبيرة يمتد نفوذها من سواحل عمان إلى جزيرة بمبا (الجزيرة الخضراء) وزنجبار على الساحل الشرقي لأفريقيا.
زنجبار في عهد السلطان سعيد
الأميرة العمانية اميلي رويتي
وفي عام 1828 ميلادية قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى الجزيرة، وعندما وصل إليها استهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً بهجير عمان، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكة يحكم منها عُمان وساحل إفريقيا، وأصبحت زنجبار منذ ذلك التاريخ عاصمة لمملكة عُمان. وسرعان ما تعاظمت وتكثّفت هجرات العُمانيين إلى الجزيرة ملتحقين بسلطانهم،
كان استقرار السلطان سعيد بن سلطان في زنجبار متوافقًا مع بدء إحساس الغرب بأهمية موقع زنجبار الاستراتيجي في ظل قواعده البحرية التقليدية، من حيث كونها موقع مواجهة مع ساحل أفريقيا الشرقي القريب من الهند ومن ساحل الخليج العربي. وكانت الكشوف الجغرافية من قبل ولفنجستون وستانلي وغيرها في أفريقيا سببًا كافيًا لكي يلتهب خيال أوروبا بالطمع في أفريقيا بعامة وزنجبار بوجه خاص.
انتهاء الحكم العماني لزنجبار
انتهى الحكم العماني لزنجبار يوم 12 يناير 1964 حين أطاحت الثورة بآخر حاكم عماني لها وهو السلطان جمشيد بن سعيد أحد أبناء السلطان
سعيد.
وقد نجحت القوات الاستعمارية البريطانية آنذاك في تفرقة اللحمة الوطنية بين العرب والهنود والأفارقة، وقاموا بمساعدة حزب أفروشيرازي الذي ساهم في تجريد العرب من الهيمنة على الجزيرة خلال ثورة زنجبار سنة 1964.
سوق أروشا الشعبي في زنجبار
حسب آخر إحصاء يبلغ عدد سكان زنجبار حوالي مليون شخص أغلبهم من المسلمين (98%) وبقية سكان زنجبار مسيحيون وهندوس وسيخ.
وأصول المسلمين بالإضافة إلى الأصل الأفريقي تعود إلى عُمان وفارس والهند وباكستان.
كان السكان يتحدثون العربية كلغة رسمية في العهد العُماني كما كانت كذلك أغلب الدول المسلمة غير العربية والآن أصبحت لغة زنجبار هي السواحلية رسميا بجانب اللغة الإنجليزية التي خلّفها الاحتلال البريطاني.
ويعاني المسلمون في البلاد حاليا من الفقر والتخلف رغم ارتفاع نسبتهم وكثرة كنوز أراضيهم.
سنة 1964 قام انقلاب عسكري في زنجبار ضد حكم العرب الذين يمثلون 21% من سكان تانزانيا وقتها، وشاركت المخابرات الإسرائيلية في الانقلاب كما يقول الكاتب يوسي ميلمان بجريدة هأرتس في مقال له بتاريخ 7/8/2009 وذكر حتى أسماء عدد من ضباط المخابرات الإسرائيلية المشاركين في الانقلاب ومنهم (دافيد كيمحي ورؤوفين مرحاف وناحوم أدموني)..
وتولى جون أوكيلو عملية الانقلاب. يوم الانقلاب دخل مرتزقة أوغنديين تابعين لجون أوكيلو وركّزوا على قتل العرب وبدأت المذبحة بقتل 5 آلاف وإحراق جثثهم، ثم نقلهم للمقابر الجماعية والتليفزيون الإيطالي لديه تسجيل نادر للأحداث.
دخلت تنجانيقا مع زنجبار في اتحاد فيدرالي ليُشكّلا جمهورية تانزانيا الاتحادية أو (تانزانيا) (بأخذ الحرفين الأولين من كل منهما) في 12 يناير 1964!!.







Discussion about this post