“مشاكسات شعريّة” عدد 9
من كتاب ( معاراضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(41)
(… وتمسكني كالكمنجة تحنو عليّ هبوب رياح
وتسأل من أين جاءت لقلبك تلك الجراح؟
تفيض بأنغامها مثلما فاض نور الصباح
وتعجب كيف أطوّع هذا المجاز.. وأطلقُ هذا النواح!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وتمْسكها مثل وحشٍ ,وكنتَ تصيح ولنْ ينفع معها كلّ الصياحْ …
وتعرفُ أنها مدججة بالسلاح , وعطرها القاتل أقوى سلاحْ …
ولكنْ ,كمنْ لا يرى ,لا يشمّ ولا يسمعُ, غريبا أراك في هذا الصباحْ …
تريد المزيد من دمع النساء , ولا تكتفي بالأذى والجراحْ …
(42)
(…وأمسكتُها من يدَيها لنرقصَ تحت المطرْ
فصدري على صدرها وضلوعي على باقيات العمر
أوقّعُ خطاي على نبضها وأخاف السفر
كأني كمان حزين وأقفاص قلبي بقايا وتر…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أراكَ أمْسكْتها لا مِنْ يديْها وإنّما منْ ضفيرة الشَعرْ …
وكمْ حاولتَ اسْقاطها على الأرض لكنّها صلْبة مثل الحجرْ…
ولوْ لمْ تحْترمكَ ,وقدّرتْ فيكَ نحافة جسْمكَ والكِبرْ …
لكانتْ بركْلةٍ أوقعتكَ وأرتكَ في الظهيرة النجم والقمَرْ …
(43)
(… ومرت تُجانب بيتي وقد خلتها سكنت كبدي
فقلت قفي لي قليلا لأرقيك بالنفث في العقدِ
نسيم يجيء بها فتلامس مطرفها بيدِ
فيا ليتني اليد تلهو أو الريح أعبث بالجسدِ!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””
أراكَ تريدُ اصطيادَ الحبيبة ,كما النفاثاتِ في العقدِ …
وتطلبُ منها الوقوفَ قليلا لتطردَ الجنّ منَ الجسدِ …
وقدْ لا تبالي بما في الرقيّة منْ كيد ومنْ نكدِ …
وتهرب منكَ ومنْ كيدك ,لتحضن الأوفياء في البلدِ …
(44)
(… وجئتِ كأنّ الكواكب مطفأة وضياؤك هلاّ
وعطرك في العاشقين سراج دنا فتدلى
يوسّع قلبي وروحي وعمري لك فسحة ومصلى
فحال مريدين في صخب كل تسبيحهم: يا هلا بك للاّ!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””
وحين تجيء يكونُ لسانكَ منْ فمكَ انسلّ …
وغادر المكان مُخلّفا وجْهًا بالخجلِ ابتلّ …
وكمْ ستهْزأ مِنكَ حينَ تعرفُ أنّ قلبكَ كلّ
مِنَ الإنتظارِ, وفي عينيكَ الحزنَ قدْ حلّ ….
(45)
(… وتدخل بي في حدائق جنتها وتقول سلاما
كأن على خدها وردة والبنفسج أضحى وشاما
وتروي جداولها أضلعي لوعة وسقاما
وما مثل فيها بثغريَ إلا غمامٌ ويهمي غراما…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””
فقطْ في الحلْم دخلتَ جنّتها ,وكمْ بتّ تخْتلقُ الأحْلامَ …
ترى الورْدَ فتذكرُ خدّها ,وتنْسى لسَانها وقدْ صار حُسامَا …
سيقْطعُ فوْرًا ضُلوعكَ والعظامَ ويسْلبُ صوْتكَ والكلامَ …
وحتْمًا ستبُوسُ الأرضَ التي تقفُ عليْها ثمّ تقبّلُ الأقدامَ …







Discussion about this post