“مشاكسات شعريّة” عدد 18
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(96)
(… وباسقةٍ كوصيفةِ فرعونَ في باحة الحب ترتَقِبِ
وحين حللتُ ضفائرها واستوت قمرا غيرَ مُحْتَجبِ
وكان -بفيها فمي- شَبهَ عنقودِ داليَةَ العِنبِ
وتلهج باسمي وتحلِفُ بي وبرأسي.. وبالله والكُتبِ
تقول: أحبك جدا وأسكرُ منك..وحَقّ النبي!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وباسقة كما نخلة في الجنوب ملأى بالرطبِ …
وحين اقتربتَ منْ جذعها صاحتْ وأمطرتكَ بالغضبِ…
يُخيلُ إليكَ أنكَ حللتَ ضفائرها وأنتَ تمسكُ بالحطبِ …
وأنها تلهجُ باسمكَ ,وتحبكَ جدا ,وأنتَ معروف بالكذب
ودوما من عينيها تتلقف الحجر ويكتسي جسمكَ بالندبِ …
(97)
(… إذا نَظرَتْ صوب مرآتها.. وتخايل بالذهبِ المعصمُ
وراحت هناك.. هنا.. وأتت زينةً مثلما تَفعلُ المُغرَمُ
ترى جسدا مرمريّا يَرِفّ كما بالندى البُرعُمُ
فيا ويلتا.. إن عصَرتَهُ راح عن الدُّنيَا ما يؤلمُ!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وأنت تحلمُ بالجسد المرمري كمْ كنت ترمْرِمُ …
فإن نظرت صوب شباكها ورأتك وأنت لاتعلمُ …
ومنْ جوّالها خاطبتْ بعْلها وهو خطيرٌ مجرمُ …
فيا ويلكَ ..إنْ أتاكَ فجأة وأمامها يُريكَ ما يؤلمُ …
(98)
(… سكرتُ.. وباكرتها وعيون الفوانيس شاحبةً شاخصه
وعجتُ على بيتها وكانت على منكب جالسه
فقامت وصَرّت ملابسها وحلّت ستائر غرفتها ناعسه
كأن النهار تولّى عن البيت واختَفَتِ الأنجمُ الحارسه
وبست على نحرها شامتين : (أحبك جدا) ونمت إلى ساعة بائسة …)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
سكرتَ ,وتسلقت سور حديقتها كما لصّ ضلّل الحارسَ…
ومنْ فتحة القفل لمحتْ طيفكَ ,وظنتكَ جائعا بائسَا ,
أتيتَ لغرفتها تطلبُ شربة ماء أوْكسرة يابسَه …
ولمّا رأتْ ملامحكَ صاحتْ وأظهرتْ وجْهها العابسَ …
وما بُستَ غير قدميها وهي على عرشها جالسَه …
(99)
حالة عشق
ضعفتُ.. تضاءلتُ..لما سرى طيف من قد هويتُ وهيّمني
ببحر الغرام كما يتَلاَعَبُ ريحٌ وموجٌ بأشرعة السّفنِ
وما عدت أسمع غير رنين هواتفها.. قد أصمّ الهوى أذني
إذا ما سمعتُ اسمها أتهاوى.. كأنْ نَزْعَةُ الروح من البدنِ
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
ولمّا سمعتَ بأنها رفضتْ ودّكَ ,دُخْتَ وجاءكَ الأهل بالكفنِ…
وتهتَ كثيرا , وأنت تلاحق طيفها ,في الأرياف وفي المدنِ …
كأن الأرض ابتلعتها ,ومنْ يوم فقدتها ذاع رفضها في العلنِ …
وصرْتَ كمجنون الهوى ,وقدْ خطف العشق روحكَ منَ البدنِ …
(100)
كأنّ مفاصلها الخيزران، تراقصني وتقول: تعال.. وخذ بيدي
لخِلخالِها رنّةٌ كلّما ضَرَبَتْ أحرَقَت في الحشا كَبِدي
وتفْرِكُ كالطير جناحيْنِ تُوشِكُ تَنزعُ روحي من الجَسدِ
ولم يبق في خاطري غير أغنيةٍ تَنفُثُ السّحرَ في العُقَدِ
(أحبك حُبّ غريبَيْن تاها عن الناسِ والبلدِ…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكنت تراقص دمية منفوخة مفاصلها قدتْ من القطن والوتد …
خِدبْجة لها مخالب في المعصمين لامثيل لها في غير رِجْلِ الأسدِ …
تحاول أن تداعبها بلطف وتنسى ما تتركه المخالب في الجسدِ …
وحتى تطيل رقصاتها معك ,تقول لك : زدني يا أغلى من كبدي …
وكمْ تشكو الأرض من وزنها وأنتَ تسْعدُ حين تنامُ على الزند …
Discussion about this post