“مشاكسات شعريّة” عدد 20
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(106)
وواعدتُها عند بئر قريتنا تملأ الدلو والخدّ أحمرْ
لمحتُ على نحرها شامةً شَبْهَ حبة عنبرْ
تضيء كتمثالِ زنجيةٍ فوق مرمرْ
ولامستُها وتَيَمّمْتُ.. قبلتُها وتثنّيتُ، الله أكبرْ
تقول كفاك سجودا.. طوافا بكعبَتِي الآن واهجرْ
لقد كنتُ أحمي بها الجيد عن عين معيانَ لا شيء أكثرْ!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وحوْلَ البئر تمكّنَ منكَ خمْسةٌ منْ أهلها أوْ أكثرْ …
عليكَ انهالوا ضرْبًا وشتمًا حتى سالَ دمكَ الأحمَرْ …
و فوْقَ الأرض كنتَ مغشيا عليه والكلام عليكَ تعذرْ…
تحاول أنْ تطلبَ العفو منها ولكن قلبها عليك تحجّرْ…
تقول كفاك زحفا خلف خطاي وغيرك لي منكَ أجدرْ…
عليك حالا أن تعتذر للقرية بمن فيها ,وبعدها تهجرْ …
(107)
والهوى باللوح والقلم
وجئتُ لبصارة الحي تسكب لي قهوتي.. كنتُ لا أثقُ!
وقالوا تشقّ الغيوب كما شقّ جيب الدجى شفقُ
وتخرقُ حُجْبًا وتكشفُ سرّا وفي كفها عبقُ
وتمشي على الماء في حيث تتّضِحُ الطرقُ
مسكتُ يديها وقلتُ أيا عمتي انتابني اليأس والأرقُ
فقالت: تحبك جدا وأنت بها كلفٌ عاشق قلقُ
وأهلُ السرائر إن نظروا بفنجانِيَ صدقوا.. صدقوا..
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(والهوى بالفعل ليس بالكلم )
وهلْ صدقتَ بصّارة الحيّ حين قالتْ :جئتَ تسْترزقُ ,
وقدْ تعبتَ كثيرا يا ولدي وأنهكتكَ الأيامُ والطرقُ…
لماذا جئتَ وفي الحيّ عيونٌ تتقدُ وعليكَ لا تشفقُ …
وتلكَ التي عشقها القلبُ لنْ تنجو منْ نارها وحتما ستحْرقُ …
فماذا تنتظرُ منْ حيّة برأسيْن وألوان كثيرة , هي جنّ أزرقُ …
وفنجاني يقول الحقّ ,وإن قالوا كذب المنجمون ولو صدقوا ..
فصدّقْ ما قاله الفنجانُ ,واهربْ بجلدكَ أيّها العاشقُ القلقُ …
(108)
أوتارُ عودٍ
أيا عازف العود أرهفْ لها مسمَعَكْ
فرنّةُ عودِك توشِكُ تكسرُها كلّما.. انثنت أضلُعَك
يُعَذّبُها الشوق، والحزنُ في جوفها روّعكْ
تمهّلْ فطلّ الصبابة مثل الغمامة يهمي معكْ
وفي الضوء يظهرُ كالظل أنّى تُعانِدُه يتبعَك
وهذا الهوى وَجَعٌ في الحشاشة بَانَ وما ودّعكْ
فما أنبل العود يبكي عليها ويبكي معك!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(شظايا النار)
أيا ملهمة النار في قلب الفتى ما أروعكْ …
تثيرين اللظى باسم الهوى حين يحاول اللعبَ معكْ…
وكم عذبه الشوق وهو يستنشقُ عطركِ منْ بعيد و يتبعكْ …
ولا يعرف أن الوصول إليك محالٌ حتى يرضى منْ يحْرسُكْ …
وفي الطريق يضيع الفتى ولن يجد من يدلّهُ أو يعرفكْ …
وقد يكون في البرد وقود الدفء كما الحطب في موقدكْ…
فما أجملَ النار حين تحرقه وتحرق كل من ينوي الشرّ لكْ …
(109)
إذا ما غَمَزتِ.. كأنّكِ آلهةٌ تَعجِنُ الخلقَ عشقا وطينا
وجفنُك ينحَرُ حينا ويُحيي ويُفني ويَصلبُ حينا
كأنّه نسرٌ تخطّف فرخ حمامٍ مهيض الجناح طعينا
ويقتُلُ.. يقتُلُ كُحلُكِ..! يُورِثُني هبلة وجنونا..!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
إذا ما غضبتْ …كأنّها تنين, تُخرجُ النارَمنْ فيها براكينَا …
وصوْتها يقطعُ مثلَ سكّين وكمْ صنعتْ منْ صمتكَ عجينا ,
تحَولهُ إلى كلام في الهوى والغرام ,يتدلى منْ فمكَ عراجينا …
وبالفعل يقتلُ غضبُ الحبيب وقدْ صرت لعشقها قسمًا سجينا …
(110)
وظلّلتُها بمظلّةِ سَعفٍ وقطعتُ بها زحمة الطرقِ
نسير، يداها في يديّ وأنفاسها بالأزقة تسطع في كبدي
ولما وصلنا على شاطئ البحر غنّت على دبكة البلد
(أحبك ما حنّ قلب وماضاق من قلقِ..)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وحين تهادتْ على شاطئ البحر كنتَ هناك على وشكِ الغرقِ …
رأتكَ تطفو معَ الموج ورأسكَ مطليّ برغوة الماء والزبدِ …
تصارع الموتَ وهي قادمة وليسَ لكَ منْ منْقذ إلّاها في البلدِ …
بروحها جادتْ ترجو نجدتكَ وقدْ بانتْ لها النجاةُ في الأفقِ …
Discussion about this post