“مشاكسات شعريّة” عدد 24
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(126)
ومترو الجنوب إذا جاء من نحو بلدتها ونسيمُ
وأدخنة تتكاثف من فوقه وغيومُ
خشيتُ عليها الزحام وتأخذها سِنةٌ وسهومُ
كأنْ قد تمثلتُ:أن ليس تنزل حيث أقيمُ!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
قطار الجنوب يعود بدونكَ ويترككَ في الأحزان تهيمُ …
وياخذها لمكان بعيد فهناك صارتْ تقيمُ …
وتنشدُ المعارف والعلوم في مدينة تهجرها الهمومُ …
فلا تخشى أبدا عليها ,فهناك يحفظها ربّ كريمُ …
(127)
ويحدث ساعة…ساعةَ تخطر بالبال سعدى
وترفل في زي راهبة وتجيءُ
فأتبعها كالصليب إلى ديرها وأضيءُ
ويحدث ساعة…ساعة تأتي أصير مسيحا لسعدى!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وإنْ خطرتْ ببالكَ سعْدى, ترى السماء برقا و رعْدا …
وتظهرُ في الدجى كتنّينٍ يطلق اللهب و يضيءُ …
ويحدثُ أنْ تُحرقَ بلظاها ويُسْكركَ عطرها حين تجيءُ …
ويحدث ساعة تأتي سعدى أن تعقدَ مع موتكَ وعْدا …
(128)
وحبّي لكـِ فوق ما الشُّعَرَا وصفوا
إذا العيدُ جاء ووافى… يُهنيك قلبي ويعترفُ
وأن ليس مثلك طيّ الحشا أحدٌ، لا ولا خلفُ
فنادرةٌ أنتِ يا دُرّةً والنساء كما صدفُ!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وحبكَ للنساء فيهِ الجميعُ ما اخْتلفُوا …
إذا الحسْن فجأة بانَ إلى عيْنيكَ ينْجرفُ …
كمغناطيس لايفلتُ مِنكَ الحديدُ الصلبُ والخزفُ …
ونادرا جدا تراود امرأة إذا صدّتكَ ,تعْترفُ …
(129)
علمني .. سيدي ..علمني
وأَتبَعتُها نَظَراتي فمحفظة في يدين وأنشودة بفَمِ
تسيرُ بين الصفوف معلمّة كالغمامة نارا على علَمِ
وينطق في قسمها كُلَّ ذي خرسٍ كُلَّ ذي صممِ
كأن بمبسمها حكمة وحياة وتجري به الروح في الرمم
كما الأنبياء وتكتب أقدار قوم على اللوح بالقلمِ
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أعْطني حرّيتي سيدي,
ولا تتركْ نظراتكَ تصيبها اللعنات من فمي …
أنا بالفعل أحلّقُ عاليا مثل الغمامة نارا على علمِ …
أعلّمُ الأطفالَ علمَ الحياةِ ونورَها بالقرطاسِ والقلمِ …
وأصْنعُ منْهمْ رجالا ونساء همُ الأوتادُ في مستقبلِ الأممِ
فقطْ أحذفْ منْ ذهنكَ أنّني (عورة) لا أصلحُ إلا للحرمِ …
وضع يدك في يدي فمعا نضيء سما البلاد بالأنجمِ …
(130)
أحبك ياعاشق الروح بالليل والصُبَحِ
أدرْ كأس حبي وصُبَّ الصبابة بالقدحِ
وغنّ، فظلماءُ: دنياي بعدك، يا فرحي
تمسّكْ بأزرار صدري ومُدّ الأنامل للسُّبحِ
فمثلي أمينٌ بسرّ الهوى قطّ لم يبُحِ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أمثلكَ يعشقُ في هذه الدنيا غيرَ الخمْر في القدحِ ؟
تقولُ تحبها ,ومن شفتيها ترتشفُ عصارة الفرَحِ …
فلا تحلمْ كثيرا ,فلنْ تلمسَ أزرارَ صدْركَ الأبْطحِ …
ولنْ تفتحَ عينيها لترى ما ارتسمَ على وجهكَ منْ ترَحِ …
فقطْ بُحْ لها بسرّ هواكَ للصهْباء في الليل والصبُحِ ….







Discussion about this post