“مشاكسات شعريّة” عدد 25
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(131)
ومرّ زمان وكنا افترقنا وتهنا طويلا… زمانا
وزار مشيبٌ وراح شبابٌ وبانا
وحين التقينا فلا النار كانت ولا النوح كان
تبسمتُ؛ فابتسمتْ وأجالت على شفتيّ اللسانَ
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أراكَ ارتحلتَ بعيدا بعيدا ,هجرتَ الهوى والمكانَ…
وتهتَ كثيرا وراء النساء وفي الرأس شيبكَ بانَ…
ولمّا رجعْتَ وكانَ اللقاءُ مع منْ سلبتْ منكَ الحنانَ …
بكيتَ طويلا , فقالتْ لك : بالبكاءْ لنْ تعيدَ الزمانَ …
(132)
رقية ومرقاة
أيا سَائِلي عن زبيدة ؛كيف إليّ تجي هبلا
مشيتُ على الماء…سرتُ… سلكت لها سبلا
تنَسّكتُ ليلا نهارا بمحرابها وبقلبي الهوى اشتعلَ
كتبت اسمها في الفراغ وبالكف حتى لها ابتهلَ
ولما تجلت على جبل الشوق وانتعلت شعلا
سفحتُ على وجنتيها الهوى والمدامع والقبلا
كأني إلاهٌ وقطّرتُ ريقي على صدرها عسلا !
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
رُقية عكس التيار
أتنكرُ أنّ زبيدة حينَ غابتْ ,صرتَ مريضا أهبلا …
وبالفعل عشت على الجمر وعبرت خلفها الوحلَ …
وكمْ رجوتَ من الله أن يعيدها ويعيد لقلبك الأملَ …
وكم على الرمل رسمت إسمها ورسمك بالماء ما اكتملَ …
وتسأل عنها موج البحر ,علّ الموج يعيد منْ في أمسكَ ارتحلَ…
إليها تكتب الأشعار فوق الماء عائمة , وتبعث لها القبلَ …
وتنسى أنّ زبيدة في الهناك سعيدة تحضن رجلا …
(133)
وحبك يركض في ملعب القلب كالنمل حينا وحينا كما القَدَرِ
يسير حثيثا إذا ما فرحنا ويبطئ في زحمة العُمُرِ
ويغلي بريئا كقهوة أمي على قدَرِ
فلاشيء كالحب، شيء كما لستُ أدري
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وحبكَ ,خلف سحاب كثيف ,يختفي كالشمس وكالقمرِ …
ووسط الهموم يضيع فؤادكَ ويزهر الحزن في روضة العمرِ …
تحبّها فعلا , وتهوى عبيرها كقهوة أمك الفيحاء على قدرِ …
تحبّ الحنان الذي راح منك تود اللحاق به و لمْ تقدرِ …
(134)
ولما التقينا على الجسر ظلّلتُها بشفيف الغمام
ووشوشتُ في أذنيها لطائف صفو الكلام
وقلت لها: ما أجلّ بهاءك.. يا رب صلّ ع خير الأنام!
وأطلقتُها حرّة مع أسراب طير الحمام!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكنتَ التقيتَ بعشاقها في سكون الظلامْ …
وخطّطتَ كيفَ ستُغرونها بجميل الكلامْ …
وكيفَ ستقتصّ منْها ,ومَنْ حولها مِنْ لئامْ …
وتنسى كما دائمًا , فاللقاءْ حدثَ في المنامْ …
(135)
وأنقش اسمك في معصمي وأقولُ
أحبك ما سال دمعٌ وما رنّ عودُ!
أُدَوزِنُ اسمك حاء وباء فعولن فعولُ
وأبقى أحبك ما ابتلّ غصن وقرّحَ عودُ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أتضربُ رأسكَ في الجدار, ولا تقولُ :
لماذا أحبتْ غيركَ وهي لكَ الودودُ ؟
تردّدُ إسمها,وصداه تحبسه الحقولُ …
فلا تسمعُ عنكَ شيئا ,ولا تصلها الوعودُ …
Discussion about this post