فى مثل هذا اليوم10يوليو 1940م..
الجمعية الوطنية الفرنسية تعلن نهاية الجمهورية الفرنسية الثالثة وقيام حكومة فيشي بقيادة المارشال فيليب بيتان والتي قبلت بالاستسلام أمام الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
الجمهورية الفرنسية الثالثة (بالفرنسية: La Troisième République، وتُكتب: La IIIe République) هي نظام الحكم الذي تبنته فرنسا منذ عام 1870 عندما انهارت الإمبراطورية الفرنسية الثانية خلال الحرب الفرنسية البروسية، حتى العاشر من يوليو عام 1940 بعد هزيمة فرنسا على يد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، والتي أدت إلى تشكيل حكومة فيشي في فرنسا.
اتسمت الفترة الأولى للجمهورية الثالثة بالاضطرابات السياسية الناتجة عن الحرب الفرنسية البروسية بين عام 1870 وعام 1871، والتي استمرت الجمهورية في إشعالها حتى بعد سقوط الإمبراطور نابليون الثالث في عام 1870. فرضت شروط تعويض جائرة من قبل البروسيين بعد انتهاء الحرب بخسارة كل من مقاطعتي الألزاس (مع الإبقاء على إقليم البلفور)، واللورين (الجزء الشمالي الشرقي، أي إقليم موزيل حاليًا)، تزامن ذلك مع الهياج الشعبي وإنشاء كومونة باريس الثورية. أخذت الحكومات الأولى للجمهورية الفرنسية فكرة إعادة الحكم الملكي بعين الاعتبار، لكن الخلافات على طبيعة النظام الملكي والشخص الذي يستحق الجلوس على العرش حالت دون تحقيق هذا الهدف. بناء على ذلك أصبحت الجمهورية الثالثة -التي تخيلها الجميع كحكومة مؤقتة في بادئ الأمر- بدلًا عن ذلك شكل الحكم الدائم في فرنسا.
عرفت القوانين الدستورية الفرنسية لعام 1875 تركيب الجمهورية الثالثة. تكونت من مجلس نواب ومجلس شيوخ مشكلين الذراع التشريعية للحكم ورئيس جمهورية يمثل رأس السلطة. تعالت الأصوات المنادية بإعادة النظام الملكي بشكل خاص في عهد الرئيسين الأولين للجمهورية أدولف تيير، وباتريس دو مكماهون، لكن الدعم المتنامي للشكل الجمهوري من الحكم ضمن الشارع الفرنسي وتعاقب سلسلة الرؤساء الجمهوريين الشعبيين في ثمانينيات القرن التاسع عشر أديا بشكل تدريجي إلى القضاء على الدعوات الملكية. بلمقداد أسست الجمهورية الفرنسية الثالثة الكثير من الممتلكات الاستعمارية الفرنسية، ومن ضمنها الهند الصينية الفرنسية ومدغشقر الفرنسية وبولينزيا الفرنسية ومساحات شاسعة في غرب أفريقيا خلال فترة التدافع على أفريقيا، جميعها اكتُسبت خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر. أما السنوات الأولى من القرن العشرين فقد سيطر عليها التحالف الجمهوري الديمقراطي، الذي تأسس في البداية كتحالف سياسي وسطي يساري، ولكن مع مرور الوقت أصبح الحزب الوسطي اليميني الأساسي. تميزت الفترة ما بين بداية الحرب العالمية الأولى حتى ثلاثينيات القرن العشرين بنشاط سياسي متطرف بشدة، بين التحالف الجمهوري الديمقراطي والراديكاليين. سقطت الحكومة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية بأقل من سنة، عندما احتلت القوات الألمانية معظم فرنسا، واستبدلت بحكومتين متعارضتين هما حكومة فرنسا الحرة برئاسة شارل ديغول من جهة، وحكومة فيشي برئاسة فيليب بيتان من جهة أخرى.
وصف أدولف تيير شكل الحكم الجمهوري في سبعينيات القرن التاسع عشر بأنه «أقل أشكال الحكم تقسيمًا لفرنسا»، مع ذلك كانت السياسة الفرنسية منقسمة بحدة في ظل الجمهورية الفرنسية الثالثة، على اليسار من الطيف السياسي وقفت فرنسا الإصلاحية خليفة الثورة الفرنسية. بينما على اليمين السياسي وقفت فرنسا المحافظة ذات الجذور المتأصلة في النظام الإقطاعي الفلاحي، والكنسية الرومية الكاثوليكية، والجيش. على الرغم من الانقسام الكبير في الوسط السياسي ومحاولات الإسقاط العديدة، صمدت الجمهورية الثالثة لمدة 70 سنة ما يجعلها (وفقًا لعام 2019) ثاني أطول أنظمة الحكم استمرارًا في فرنسا منذ انهيار النظام الأرستقراطي القديم نتيجة اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789.!!!!!!!
Discussion about this post