ليكن…
أنا لم أعد مرئيّا
لم أعد مواطنا صالحا لهذا العصر
و لا صديقا وفيّا للمدارس
ولا منادى عليه في الدّفاتر
لم أعد شيئا على هذه الأرض
كلّما مررت بالسّاحات رأيت العدم
رأيتكم تصفّقون و تضحكون
لمعتوه..أو لمن تناول مخدّر…
أبكي طويلا
أحدّق في تفاصيل هذا الوطن
أقول قد يبصرونني و يخشون
تجاعيد جبيني
قد يراني فيلسوف ما زال
لم يؤثّر فيه حليب خنزيرة بريّة
ليصرخ باليقين
فيشقّ الأرض كما يشقّ آذان الفجر
ظلام المدن
فتظهر ملامح هذا المعلّم
وجسمه المعطّر برائحة الحروف
و ظلّه الذي يكبر و يكبر
ليمنع لهيب ذلك المنجل
المطرّز بالذهب و ماء العيون
و طني ينادي باسمي الذي أخفوه
من العالم قهرا
تمرّ الذّئاب التي روّضتها
منذ سنين في المرتفعات
و بين الصخور
تعوي…ترمي بمخالبها الصّدئة
كرامتي الشاهقة في مرتفعات دروسي
حين يبهرهم قصر معرفتي
سيدخلون بعذوبة انغام الوجود
فيدركون أني اكاد أن أكون رسولا
على جناح غيمة أعرج
في كل وقت و حين
لأمطر في كل الفصول …
فتحي بوصيدة/تو…نس







Discussion about this post