“مشاكسات شعريّة” عدد 33
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(147)
سحاب وبردٌ… تعاليْ أخبئك عن أدمُعِ المطرِ
وأدفِئْك بالوٓزْرَتَيْنِ أُغَطِّك بالصوفِ والوبرِ
تعاليْ أُشَغِلْ لك الاسطوانات شيئا على قدرِ
وأسمِعْكِ بعض المواويل من نغمة البدو والحضَرِ
تعالي أهيئ لك البنّ في رَكوَةٍ فاح بالعطر والزّهَرِ
وذوقي على الريق قهوة أمي وهيّا إلى السّهَرِ
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وخبأتها بالفعل عن أعين الناس وليس فقط عن المطرِ …
وكمْ تخشى عليها منْ بريق النجوم وشعلة القمرِ …
تريدها مثل الخفافيش تحبّ الظلام ويشعرها النور بالخطرِ …
وقدْ تشعرها بالأمان حين تغطيها بأنفاسك تحت الصوف والوبرِ …
وتسهر معها على قهوة كانتْ كما أمّكَ عطّرتها بالزهرِ …
(148)
تقول ألا ليتني وردةٌ رَقدَت في سرير كتابكْ
ويا ليتني منك ساعَةُ جَيبٍ تدلّت مُعَطَّرةً بثيابكْ
وقدّاحةٌ تُشعل التبغ حين يطول زمان احتجابكْ
أقول لها ليتني عتباتٍ… وخَدًّا… ببابك !
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وقالتْ لك الوردة : كمْ تُرى في رصيد حسابكْ ؟…
وهلْ تملكُ مطعمًا فاخرًا يضْمنُ أكلكَ وشرابكْ …
ومزرعة قرْبَ نهرٍ بها خيمة ملتقي لصِحابكْ …
وقلتَ لها :أملكُ كتبًا , وقلبًا ينامُ فقطْ على بابكْ …
(149)
أريدك كالطير يغدو ويأتي فيدفأ عشُّ
أريدك كالنمل سائرة لك طي الضلوع دبيبٌ ونقشُ
فما أروع الحب… بالحبّ يَسمعُ صمٌّ ويفهمُ طرشُ
إذا المرء خانه قلبه أولى بحبه قبر ونعشُ
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وإنْ هي كالطقس بردٌ وحرّ وأزهارٌ ورشّ…
ففي البيت تريدها صنمًا إذْ يزينه النحت والنقشُ …
وتفتخرُ أمام الجميع بأنّ بها يكتمل الحبّ والعشّ …
وفي الحقيقة, بدل السعادة ,أنتَ للمرأة نعشُ …
(150)
سددتُ عليها الطريق وغازلتُها وهي تمشي
فقالت: أأختك زينبُ..؟ مِن أشرَفِ الناسِ أنتم وعرشِ!
بقيت ألوم جنوني وضبعي وبطشي
كما الأفعوان يطلّ على البيض في جوف عشّ
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تبرأتْ منكَ زينبُ حين قالتْ :لستَ أخي و لستَ منْ عرشي …
وكمْ نبّهتكَ منْ مغازلة النساء , وما كنتَ حرّا لتفهمَ بالرمْشِ …
وما لمتَ يومًا جنونكَ ,ووحده الطير ينقرُ عينَ الأخ في العشّ …
وبين الأهل ستظل غبيا ,لا فرق عندك بين النعجة والكبشِ …
Discussion about this post