… هبوط اضطراري
يا مُؤنسي في الليالي ما الذي حَدَثا
هَلِ اتَّخَذْتَ خليلاً بعدَنا حَدَثا
ألقيتَ سِحرَكَ في عيني فَأرَّقَها
واجْتاحَ صَوتُكَ سَمعي فَاستوى وَجَثا
الحُبُّ ّكالوَهْجِ في الجَمْراتِ مُنكَمِشٌ
تحتَ الرَّمادِ فإنْ قَلَّبْتَها انْبَعَثا
وما سألْتُكَ عن نَفعٍ تُؤَمِلُهُ
أكنتَ مُتَّجِراً أم راجياً عَبَثا
أتَيْتني وفؤادي للهوى سَكَنٌ
والآنَ صارَ فؤادي للهوى جَدَثا
قَتلْتَ فيهِ أحاسيساً بلا دِيَةٍ
وما لهُ مِن تَليدٍ في الهوى وُرِثا
أغَرَّكَ الحُبُّ أم أغراكَ باذِلُهُ
حتّى تركْتَ شعوري تائهاً شَعِثا
ما بالُ طَيْفِكَ في بالي غدا شَبَحاً
لا مُستَثيراً ولا مُستَأْنِساً لِنَثا
إنّي حَسَدْتُ نجومَ الليلِ في قَمَرٍ
لم يَقْضِ مِن دُونها مع غيرِها تَفَثا
تبكي البواكي على آثارِ مَن رحلوا
يومَ الوداعِ وتَرثي فيهُمُ الرَّوَثا
كَدَأْبِ حِندجَ في أسمى مَطالعِهِ
ومَن على نَهجِهِ للرَّاحِلينَ رَثا
يُصَوِّرونَ على دِمْناتِهم صـنَماً
يطوفُ مِن حولِهِ مَن يعشقُ الجُثَثا
هَيَّئْتُ قَلبِيَ مِحراباً لمُعتَكِفٍ
فَقامَ فيهِ غَوِيٌّ يبتغي الرَّفَثا
أحالَ فيهٍ فُروضَ الحًبِّ نافلةً
هلْ يَنفعُ النَّفلُ مَن بالفرضِ ما اكْتَرَثا
فَكيفَ أرجو هَوىً شالَت نَعامَتُهُ
كالسَّيْلِ خـلَّفَ مِن بعدَ العُبورِ غُثا
ما لي بِوَصلٍ تَولَّى الهَجرُ صُحبَتَهُ
فاحمِلْ مَتاعَكَ عنِّي وانصَرِفْ دَمِثا
واجعلْ لِقلبِكَ سُوراً فَوقَهُ حَرَسٌ
واقْتُلْ رسولي مِنَ الأشواقِ إنْ بُعِثا
غَداً أُرَمِّمُ ما هَدَّمْتَ من أملٍ
إنَّ الزمانَ يُزيلُ الجُرحَ والخَبَثا
شاعر النيرب مجد ابوراس
Discussion about this post