العرسُ المُزلزِلُ
حدّثَني الرّبيعُ فجراً،…وقبّلَني،.. فعطّرَني؛…شيّكني، ليَخيطَ لي مناسبةً؛ تُقلُّني إلى الجانِبِ الآخَرِ المجهولِ… من شطِّ الحياةِ؛… كمْ كانَ جميلاً وهو يمتطي حُسنَه الشَّفيفَ!!!.. رافقتْني زهورُه.. وأعطارُهُ،… وشيّكَتْ قدَميَّ بكعبيَ العالي الأبيضِ.. وثوبيَ الّليلكيَّ،.. الّذي أعشقُهُ،… وكم لنسائمِه الرّبيعيّةِ منَ انتِماءٍ إلى رووووحي!!؟.. حينما يهمسُ بلهفاتِهِ إلى شخوصِه فتُلبسني قوسَ قزح؛. لأُجلبِبَها بحبّي؛..
وصلْتُ روضَهُ،… فحضرتْني الشّخوصُ، تصوغُ لقاءً وجمالاً، لم أرَهما مذ حضرتْني الحياةُ وليدةً،.. وبدأتْ موسيقى لحونِها ترتقي، وأسرحُ، ليتراقصَ الكنارُ والفراشةُ تحومُ، فأطيرَ بالّليلكيِّ وبرقصةٍ رسمتْها أحاسيسي، المُختلِفةُ المتأججة ،… التَقَتْ نظراتي بجنديٍّ يافِعٍ وجميلتِهِ،.. تلفُّهما أيكةُ الّلوزِ المُزهِرةُ،.. ليبدوَا أميرَيْنِ في ليلةِ عشقٍ،.. لأتذكَّرَ وطني الجريحَ،.. وأحلمَ بقامةِ سنديانٍ،.. أجالسُها وأسكنُها.. من الضّبّاطِ المقاوِميِنَ،.. ولكن-َّ الفرسَ الأبيضَ وكأنّه سرقَ لهفتي- حضرَ،.. وأحضَرَ لي فارسَهُ ببذَّتِهِ العسكريّةِ ومُهنّدِهِ الماضي ،..
توقّفَتْ رجلايَ وتأرجَحَ الكعبُ العالي؛ ليتورّدَ الّليلكيُّ، عندما أرسلَ لي سهمَينِ؛ أصابَا صمّامَ قلبي المملوءَ بسيلِ الحِسِّ،.. ليحتلَّهُ بعينَيهِ السّوداوَيْنِ.. ونظرتِهِ المُتمايلَةِ نحوَ وجهي وشعري المًرسَلِ، لتتناولَني سهامُ عينَيهِ سَكرى على مقعَدي،
ولتجمدَ الشّخوصُ إلّا الكنار الّذي زفَّ الصّورةَ،.. ليُسجِّلَها وتَراً، يُغدقُ ألحانَهُ؛ ليترجّلَ الفارِسُ عن مُهرِهِ؛ ويقتنصَ بهيافتِهِ ورجولتِه.. ليقتنصَ كلَّ أوتارِ قلبي العازِفِ؛ اقتربَ .. بكيتُ،.. أغدَقَ خطواتِه نحوي،.. أمسكَ الّليلكيَّ. .. قبّلَهُ ،.. ليتناولَ سبابتي المشلولةَ،.. فيحرِّكها دفْقُه، الّذي ضعضعَ ورودي، لأ نتظرَ بشووقٍ هديّتَهُ..، وليصبَّها بزخمٍ؛ فتُغرِقَني، وأرتويَ؛ وحوارً الحركاتِ همسَتْ بأوّلِ بنتِ شفته في مولودته الجديدةِ،
ليصبَّ الزّيتَ على النّارِ..قائلاً: اجتحتِني، فأهديتُكِ شراييني؛ فهل من قَبول هديّتي؟… تناولَني بكاءٌ وهطْلُ دموع الحب من أول نظرةٍ، ليضمَّني ويمسحَ بشالِهِ العسكريِّ دمعي، ويقبّلَه، ولتُجابهَني كلماتُه: ماأجملَكِ!!.. وما أضعفَني!!!.. هل ْ أراكِ تدلّلينَ قلبي داخلَ صدرِكِ؟ أو تحجمين عن سعاداتي؟ لم أحظَ نعم ..لم أحظَ
بكلماتي الّتي احتلّها حبُّه، بل جمدَتْ في عصارةِ التِحامي، لأوُمئَ بالرّأسِ المُرتجِفِ بالقبولِ، ليرقصَ مع مُهرِهِ، ويستعرضَ الحلَبَةَ الرّبيعيّةَ سعادةً، وهو يردّدُ:، اليومَ أخوضُ المعركةَ لأعودَ مُنتصِراً،.. ليمدَّ يدَه ويهديَني خاتمَه الفضيَّ بحجرِهِ الأزرقِ، ليحميَني؛ وأسكنَه؛..
امتطى حصانَه ،لتستلمَه الرِّيحُ فرَحاً، وليلحقَ المعركةَ، وبهديَني النّصرَ؛ لم يسكتِ الهاتِفُ ، وهو يردِّدُ ،مع صورِهِ: آهِ كم أنا قويٌّ ياااوطني ووسعييدٌ!!
أتُحبُّني؟.. بالصّوتِ والصّورةِ سألتُه، فضحِكَ مُقهقِهاً..، سؤالٌ وضييييع،.. بل أعشقُكِ، وأعشقُ الّليلكيَّ، وسيكونُ فستانَ فرحِك هذا، لأنَه طوّقَ لقائي الثّريَّ، أسرعتُ بجسميَ المحطَّمِ من آلةِ العشقِ، لألتحقَ بسريري؛ وأُحدّثَه عن ربيعي… وحبيبي المنتصِرِ، ولتشربَ وسادتي دموعَ فرحي، ولتتقدّسَ بلهفاتيَ المُتكرّرةِ بسببِ قلبه السّاكِنِ داخلي، ويأتيني اتّصالُه ثانيةً… رووحي: لأُجيبَه حبيبي.. حياتي، كانت عيناهُ تلمعانِ، وبكائي لا ينصُبُ، وهوَ يردّدُ: طلِّقي دموعَكِ، لِمَ هذا الزّخمُ؟! فنحنُ عاشِقانِ، ولسنا مُفارِقَيْنِ، خبّئي دمعَكِ لفرحٍ قريبٍ، وراحَ يصرِفُ بطولاتِه، بأنّه أعادَ مكاناً مهمّاً، متوجِّهاً نحوي…. بفضلِكِ ياحبيبتي، وستعودُ سوريّتي شامِخةً،.بالتحامنا وأخوتي المحاربين… ثمّّ حدثّني وهامستُه،… وغفَوتُ، ليًراودَني حلُمُ هدَّ أملي،.. بأنّ حبيبي مُتعَبٌ وحزينٌ، ويريدُني قربَه، أقلّني الحلُمُ لاستيقاظٍ أجلسَني، لتتناولَني دموعي؛ لأمسكَ الخلويَّ، وأهتفَه، حياتي:.. ليُجيبَ ب… روحي.. أنا تعِبٌ، وأريدُكِ جنبي، لن أتحمّلَ غيابَكِ، وحضوري إليك مستحيلٌ لضراوةِ المعركة، وأفرحَني ولكن بسعادةٍ مُكلّلَةٍ بحزنٍ غريبٍ، لا أفهمُه،.. قائلاً بشوقٍ: لو تكونينَ عروسي بعرسٍ قريبٍ، .. وتأتينني بالّليليكيِّ،.. وتُزَفِّينَ هنا،… لأسعدَ بقربِكِ، وتهديني شرفَ البطولةِ والنّصرِ، لكونِك حافِزاً لقوَّةٍ مُزلزِلةٍ،.. فابتسمتُ راضيةً ورحتً أُرتِّبُ فستاني وأشيائيَ،.. الَّتي يعشقُها،.. وسرّحتُ شعريَ الطّويلَ،.. وأسدلتُه، .. لألبسَ ثوبي، وأتزيّنَ كعروسٍ في يومٍ ساحِرٍ مزلزِلٍ ،.. وبكاني أحبّتي لاقتِضابِ فرحي،؛.. ولكنّي فنَنْتُ،.. ونمَوتُ، لأتحوَّلَ روضاً وربيعاً،.. ولكنَّ جرحاً،.. لا أعرفُ كنههُ،.. هزّني، لألحقَ بسيّارةِ زفافي والفرحةُ تجتاحُني مموَهةٌ بحزنٍ يحتويني، لأصلَ مفرَشي، وأجدَ غرفتَه المُرَتَّبةَ، وأسطوَ على عطرِه ليُنعِشَني، ويحوطُني أصدقاؤُه ومحِبّوهُ مُثنينَ عليَّ وعلى صبايَ، وليرقصوا ويُلبِسوا المحفلَ حسناً، لم أرَهُ،..
نعم دقَّ قلبي من هاتفي الصّارِخِ كالمجنونِ،.. لتتناولَه أصابعي المُزَيّنةُ بالآحمرِ، ليقابلَني صوتٌ ما عهدتُ ضعضعتَه؛… أنتِ منى؟.. نعم .. تجهّزي،.. سيصلُ العريسُ بعد لحظاتٍ؛…
بكيتُ والزّغاريدُ تُحيطُ قلبيَ العاشِقَ الولهانَ…آهِ ياقلبي !؟ كيف سأقابلُه.. وكيفَ سيراني .. ويطيرُ بي؟!.. ويتناولُ فستاني ويهدهدُ شعري، كيفَ وكيفَ؟.
نعم وصلتْني الزغاريدُ
زّغاريدُ من ضبّاطٍ كبارٍ، والعلَمُ يرافقُهم،.. لأهبطَ السّلّمَ،.. وأفتحَ ذراعيَّ،.. ولتُخاضَ معركةُ دموعٍ من عامّةِ المَفرحِ . هذا العريسُ،… فلْيُزَفَّ يارفاقُ،. واحتوتني الأرضُ، لأُشَلَّ ؛.. وتموتَ أحلامي؛. وأتكوّمَ على جسدهِ الطّاهِرِ كفراشةٍ ميتة.. لأستيقظَ وأرى العينَينِ الجميلتَين؛ فأبلّلَ الّليلكيَّ بدمه الطّاهِرِ، وأتناولَه بقبلةٍ ودمعة،.. ولأمسكَ بمهنّده،.. وأجسّه
Discussion about this post