بانوراما الحوار
مع
الكاتب الصحفي
(( حسين الذكر))
سفير الثقافة الرياضية
في العراق
حاوره / ياس الركابي
# انا مطمئن لصرامة خط العقيدة السماوية ..أما الحرباويّون فينقلبون كأنهم يدينون بدين الملك لا دين السماء !!!!!
## بعيدا عن اجندات الجندر والمثلية… فانا اثق تماما بالخالق الحق.. وهدفية الخلق .
###الغزو الانترنيتي …هو سُنن تقنية حياتية ينبغي وعي العولمة وضرورة التكيف معها.
#### مركز افرست رد على واقع متدن… وهو يمثل شراكة وحساً لتعميم ثقافة مضادة .
##### السفارة الثقافية الرياضية وسام وطني ومسؤولية قِيمية انطلقت ولنا شرف باكورتها .
¥¥¥ تقديم
كان سقراط ذلك الكائن المتفرد الذي يعد احد اركان تأسيس الفلسفة الغربية قبل حوالي ٤٠٠ سنة قبل الميلاد.. يرى أن إلإمكانية معدومة أمام أي كائن يدعي بالقدرة على تجسيد الآلهة مهما كانت عظمة هذا الإنسان بكل ما هو عليه من جوارح ومدركات حسية او ما ورائية ..
لقد إنهمك حسين الذكر بقراءة كل مضامير الوجع العراقي من تلك الإيحاءات الفلسفية كغاية إجتهد كثيراً لأجل ان تكون مخرجاته الإبداعية متوافقة مع نبضها الوجداني !! فهو يرى من خلال ما جاءت به الفلسفة بعمومياتها وما بحثت به معياراً إتكأ عليه بكل ما إعتملته من آيات الجمال والإبداع ….. فبحث في الدين والسياسة والفن والاجتماع وحتى الرياضة وقبلها التاريخ.
حسين الذكر الذي تفتحت إولى بواكير وعيه المعرفي بعد سنين قليلة من ولادته في كرخ بغداد عام ١٩٦٥ .. كان قد إختط له مساراً معرفياً عنكبوتياً ….فلم يكتف ببكلوريوس الإعلام بل سعى ونجح بنيل الماجستير في التاريخ على طريق الحصول على الدكتوراه .. وقد تشرفت بمعرفته قبل ما يقترب من ال٢٥ سنة ظل محافظاً على ذات الخصوصية التكوينية لذاته هو… مجتهداً دون كلل ولا ملل لإثراء الذائقة الجمعية من خلال مجساته الصحفية والاعلامية وهو يُحَشّد لبذر المغزى الفلسفي القائل بأن الأيام تتوالى دونما إرادة لمخلوق لكن الشئ الوحيد الذي لا ينقضي معها إنما هو الشر…. ومن دون عناء تلحظ وانت تحدثه بأنك إزاء إنسان مهموم بكل ماله علاقة بخير وصلاح …مدرك لكل معاني الإنسانية بنبلها وبقدسيتها عدا الحطٌ من قيمِ الذات البشرية ولا إلإساءة لها……مثابر مجتهد عنيد بدفاعاته عما يراه بمنطقه الذي يشير اليك وهو يحدثك وكأنه يحاججك بما لم تبح به حتى!!! ووفق مبادئه هذه ترى ان إسقاطاتها يتسامى في الإعلان عنها وبلا هوادة حتى يحيلك إلى ان تنجر لما يؤمن به وكأنه ساحر حتى انه ولشدة تمسكه بفلسفته التي طغت على كل إستفاضاته بحياته اليومية راح يرفع مجسماً لسقراط كقامة دون ان يغفل القامة الرياضة الأسطورية العراقية الممثَلة بالراحل عمو بابا ذلك الذي أسس لمدارات وخرائط طريق للكرة العراقية والذي جاهد ولم تغره المغريات غربية ولا شرقية فأبى إلا أن يظل عنواناً شرفياً في وطنه الجريح رغم وحدانيته حيث العزلة القاتلة احياناً وهو الذي فارق عائلته بعد مغادرتها العراق حالها حال عديد اهل بلاد الرافدين … وهكذا يبدو لك ولمركز افرست الذي علت حيطانه مجسمات صورية للقمتين اعلاه ….هذا المركز الثقافي الذي اطلق عليه إسم مركز إيفرست موظِّفاً قمة ذلك الجبل المهيب في نعت مشروعها التنويري الذي يرى لا بل يراهن حسين الذكر على انه سيكون في قابل الأيام منتجع طوعي لكل ادباء وفناني ورياضيي ومثقفي العراق والقادمين من وراء الحدود ..
هذا هو حسين الذكر قد نثر شذراته فلسفته ومعارفه أمامكم …فأقرؤوها.
– تشعبت محاور ابداعكم بين الصحافة والأدب والسياسة وهناك العديد من مهتمين بالحركة الثقافية عامة يرون بأن الصحافة مفسدة للادب وانت ماذا ترى؟
• بصراحة …فقد تداخلت الملفات واصبح الجميع له حق الكتابة بمختلف الاجناس ما دام الكاتب قادراً ومعبراً بصورة ما ، وهناك من يقرا له ويستسيغ رسالاته .. في بداية مشواري كنت اعتقد ان الادباء افسدوا الصحافة بعد ان حولوها الى نصوص ولغة أدبية وحاولوا تقنينها وتصويبها ورسمها … كما هي عليه مهنتهم الأدبية .. وفي ذلك …تجنٍ كبير.. بل تدخل بصلب مهنة الصحافة التي تختلف جذريا عما هو عليه الادب ، فالصحافة مهمة وهدف يجب ان يتحقق بعيدا عن الشكل وحسب ما يخطط ويريد راس المؤسسة وصاحب راس المال وليس كما يرغب ويعتقد المصحح .. صحيح ان الادب أضاف لها الكثير من المزايا الجمالية واسهم بثقافة متعددة واغنى الصحافة بالكثير من المواد … الا انه عرقل مسيرتها من ناحية تحقيق الهدف الذي أسست من اجله الصحيفة .. فالادباء والمصححون يعتقدون انها وسيلة لتثقيف العامة ، لذا أرادوا ان يحيلوها كما تنسجم وتدور بفلك هذه الأهداف .. فيما هي وسيلة لتحقيق اهداف رؤوس الأموال وما الادب والثقافة والرياصة … وغير ذلك من اخبار خفيفة الظل الا تغطية لتمرير الهدف الأساس .. فالصحافة شيء والادب شيء اخر .. وان إلتقيا معاً عند هذا المحور او ذاك .. اما الصحفي كناقل للخبر ومقتضياته واجناسه المختلفة .. فهو ليس اديباً بالمعنى المتعارف .. لكن يمكن ان يكون كذلك اذا ما امتلك تلك القدرة الأدبية المعبرة بالرمز والصورة المكتوبة فضلا عن اللغة التعبيرية .
– مثل الاستاذ حسين الذكر هل يرى بان تاثيرات العولمة كان لها وقعٌ على العمل الصحفي علاوة على ما للأنترنيت كذلك؟
• العولمة باعتبارها اختصار الزمان والمكان … والانفتاح والتواصل وتحويل كل الابعاد في العالم الى ما هو تحت السيطرة والتصرف ولو بصورة افتراضية .. الا ان إنعكاساتها واسعة وعميقة على جميع ملفات الحياة سيما التغلغل باعماق الاواصر الاسرية والعلاقات الاجتماعية لمحاولة فك شفرها وتغيير مساراتها سيما الثابتة نسبيا و بما يتماشى وينسجم مع ثقافة المصدر والمتصدر تحت عناوين الحرية والاستقلالية الشخصية التي اتاحت بقدر ما لم يتوفر من قبل للأشخاص للتحكم بعلاقاتهم وتسيير شؤونهم … العاطفية والوجدانية منها… بل والفكرية .. وهذا بحد ذاته له انعكاس جذري على مجمل العمل الصحفي والإعلامي ….صحافة كلمة مقروءة ومسموعة … حتى المرئية بوسائلها القديمة…. تلفاز وفيديو وسينما ومسرح .. اما الصحافة الورقية والكتب المطبوعة فقد تاثرت كثيرا حد موت بعضها سريرا بانحسار المستخدمين بصورة ونسب مهولة غير مسبوقة منذ ولادتها الإولى وإنتشارها فضلا عن تغيير نمط العمل الصحفي والإعلامي وتاثيراته على العاملين ببعض المتطلبات التي يجب ان يتحلى ويعمل بها . لذا فان العولمة لها جانبان حالها حال بقية شؤون الحياة احدهما سلبي مظلم والأخر مضيء إيجابي ينبغي علينا ان نتحرى علميا ذلك ونعمل على الأخذ بنصائح وتوصيات الخبراء والمطلعين الثقاة .. بما فيه فائدة وطنية .. وان نتمحور ونتكيف مع الأوضاع الجديدة بما يضمن حماية المجتمع والفرد والوطن والحرية والابداع الإنساني قبل كل شيء .
– هناك مَن يسوّقون افكارا تشي بان الصحفي ما هو إلا اداة لنقل الخبر… وانت الكاتب الصحفي الحر…. فهل ترى ضرورة ان لا يخترق مجال الصحافة إولئك الذين لا يحملون فكراً ؟
• ينبغي ان لا نعطي بعداّ اكثر مما يستحق ، ولا نجعل من العمل الصحفي بعبعا !!! مخيفا لا يدنو منه الا العمالقة والخارقون .. فهناك كثير من مشتركات شؤون العمل الصحفي والإعلامي بين مصور ومنتج ومخبر ومحرر وكاتب وموظفين اداريين … وغير ذلك الكثير… وقطعا فان الكاتب المفكر جزء منهم وكل له دور في ظهور الوسيلة التي بحتاجها الجميع…. ان الصحافة ليست مدرسة فكرية خاصة بل هي محطة راحة تستلزم طرح كل ما يمكن نقله او ما عُدّ ثقافة ونافذة ناعمة شفافة للمتلقي سيما في ظل انتفاء إمكانية الخبر العاجل التي ماتت بظهور الانترنيت اذ اصبح عصياّ على الصحافة والتلفاز ان تعطيه افضلية بعدما هيمنت مواقع التواصل على حيازة الخبر العاجل ..
– المتابع لطروحاتكم يلحظ بأنك قد روجت لمفهوم العقل الإعلامي …. لماذا؟
• المقصود بذلك هو محاولة التفريق بين الموظف العامل بالاعلام الذي يعد فيه موظفا يؤدي واجبات محددة مقابل راتب شهري معين والتي تكاد تكون واجباته واضحة تتعلق بنشر الاخبار والتقاط الصور وبث الفيدوهات والمونتاج وإصدار البيانات وتلقي وطاعة ولي الامر المؤسساتي … وربما تحري الاخبار الخاصة بالمؤسسة سلبا وايجابا والتعاطي معها وفقا للسياقات المعمول بها … بصورة عامة اغلبها تعد واجبات واضحة محددة ومعدة سلفا وروتينية يؤديها أي اعلامي وصحفي وبعضها لا يحتاج الى خبرات وتخصص .. اما العقل الإعلامي فهو شيء اخر يكون شريكاّ بقيادة المؤسسة وعقلاّ يدير كل مقتضياتها الإعلامية والتسويقية والاعلانية والدعائية … ولا يمكن الاستغناء عنه لانه عقل مدبر وفي أحيان كثيرة يحضر اهم اجتماعات المؤسسة ويكون بمثابة مستشار عام ويسهم بصناعة القرارات سيما المهمة منها وليس بالضرورة أن يكون اسمه معلنا ولا وظيفته صريحة .. لكنه يُمثل العقل المحرك للمؤسسة كلها وذلك لا يتاتى اعتباطا… او لأهمية الشخص القائم بالواجب والوظيفة المنوه عنها…. ولكن أهمية الاعلام تكمن في المنصب والدور والمهام ومدى قدرة الشخص الذي يؤديه والفهم الذي ينبغي ان تدركه قيادة المؤسسة لبلوغ اعلى الدرجات وافضل النتائج بمختلف المجالات .
– هل لكم ان توجز لنا تأثير الثقافة والفكر والرياضة وإنعكاسها على الحياة العراقية ومدى تأثر تلكم المحاور الثلاثة بالحياة العراقية؟
• لو القينا نظرة سريعة مع قليل من التمعن المدرك لما بين الملفات … سنجد ان الملفات الثلاثة المشار لها .. اصبحت اهم أدوات الحرب الناعمة في العصر العولمي !! وما ينبغي ان يدرك معناه وابعاده وتاثيراته من قبل القيادة والعمل بموجبه .. فحينما تقيم بطولة كروية على سبيل المثال… فالفوز فيها ..فنيا .. ربما يصنف بدرجات ثانوية مقابل ما تحققه على صعيد الحرب الناعمة من اجل مصالح البلد العليا وهذا عين ما تعمل عليه الدول المتحضرة حاليا .. وكذلك في الثقافة عند صناعة وإنتاج فلم سينمائي او عمل درامي او مسرحي كوميدي او جاد .. وحتى اغنية ما او غير ذلك من بعض الفنون وكذا ما يتعلق منها بالفكر الإنتاجي….. نجد ان المسألة بالنسبة للمنتجين الحقيقين – وليس إولئك المدونة اسماؤهم في الإعلان – تكون بمثابة اهداف أخرى اكبر واخطر مما يتصور من خلال ( الضحك على مشهد قرقوزي ) ! او فنان راقص او نص فكري مثير او رواية أدبية يعمل ويخطط لها على ان تغزو الافاق وتنشر كسيل الاعصار وهيجان النار…. لذا ينبغي ان يكون الصحفي والعامل بمجال الإعلام معداً اعدادا فنيا دقيقا جدا ومتخصصاً ليعرف ماهي ادواره وما مطلوب منه وكيف يختار النص والكلمة والدور … ومدى تاثير ذلك على بلاده ومصلحته العليا .. فبعض الفنانين والعاملين يقرا النص ويعجبه بما فيه من كوميديا وما يتماشى مع رغبته وقدراته ويحقق له شهرة معينة مع توفير … بالإضافة الى جني الاموال وتحقيق الذات والحصول على الجاه مع بعض الفواصل والنصوص التي تبدو وطنية او قومية… فيسارع على قبوله للعمل .. مع انه قد لا يدرك ما خطط واستبطن له من تفجر في فحوى وعقل وتخطيط المنتج الحقيقي .. وهذا موضوع شائك وخطير يجب ان يعمل عليه بعناية فائقة .
– إخترقتم العمل الصحفي ثم رابطة المدربين ثم قضيتم ثمان سنين منهمكين بتقديم برنامج(جلسة رياضية )على قناة فضائية كان له صداه ماذا اضافت هذه المحطات لوعيكم؟
• ( رحم الله الجلسة الرياضية وذكرت بخير ) .. لقد ولى زمانها وكان لها في وقتها وقعها سيما من قبل الجماهير التي تبحث عن الموضوعية والحقيقة والحوار الفني المتخصص والهاديء دون شوشرة وتسقيط وعشوائية وقد عملنا مع مجموعة خيرة من قبل ادارة قناة المسار الأولى حينها وكذلك مجموعة العمل من مصورين ومخرج وغير ذلك وحققنا صدى كبيراً في جميع المحافظات العراقية لأننا جعلنا من العراق الموحد هدفا ومنعنا التسقيط والابتزاز … واخترنا ضيوفنا بعناية مركزة قدر الإمكان وحققنا بفضل الله نجاحا واسعا برغم الإمكانات المادية المتواضعة التي جعلت من عملنا وكانه في سبيل ( الوطن والوسط فعلا ) .. وقد كتب الله لنا التوفيق فيه .. لكن القناة حزبية وقد أغلقت كبقية القنوات التي اختفت عن الساحة بعد سنوات من العمل .. وربما بعد تحقيق اهداف المؤسسين .. اليوم اصبح العمل جدا صعب في إمكانية خلق هوية وكيان اعلامي مهني خالص في ظل الكم الإعلامي والبرامجي المستقتل للاستحواذ على الساحة و( الشو) .. تحت تاثير كل الوسائل وربما لتحقيق اهداف غير رياضية ولا إعلامية .. وقد طرحت علي بعض العروض لاعادة الجلسة في أماكن أخرى وقد رفضت لانها لم تحقق الشروط المطلوبة للنجاح والتطور على صعيد الوطن وخارجه فقد كانت الجلسة تشاهد خارج العراق باستمرار ولكل الباحثين عن الحقيقة والتزود المعرفي والاستمتاع والمتابعة علاوة على ان العمل الصحفي والإعلامي عٍبر المؤسسات الرياضية يكاد يكون متكاملا ومتسقا مع بعضه…. وفعلا كانت رابطة المدربين حينها تضم اشهر أسماء مدربي العراق من الاحياء حفظهم الله ومَن انتقل الى رحمة ربه ورضوانه وادينا دورا كبيرا .. لكن للأسف بعض المؤسسات التي تتضارب مصالحها مع أي صحيح على الأرض مدت يدها لتعطيل ذلك الكيان الرسمي والرياضي والوطني المؤثر والضروري فعلا …… كل المحطات التي عملت بها اضافت لي كثيرا وبحمد الله.. فالوعي لا يمكن ان يتكون من خلال يوم وليلة ومحطة وعمل احادي الجانب ولا ادعي الكمال والتكامل التام لكني اتشرف بتوفيق الله واحساسي بالعمل على رضاه وخدمة الوطن وراحة الضمير وصحوة العقل والاستمتاع بثماره .
– منذ اكثر من عام أسستَ لخطاب جماهيري من خلال مركز إيفرست كنافذة لوعي رياضي والذي اخذ صداه يتعالى خلال الأشهر الماضية إلا ان اللافت بان خارطة طريق هذا المركز إكتظت بمحاور الثقافة والادب والرياضة والفن…لماذا؟
• بعد سنوات من هيمنة ثقافة ( الشو ) وصناعة المحتوى الهابط بكل صوره سيما في بعض البرامج الرياضية فضلا عن غياب مراكز الفكر والثقافة وندرتها في العراق مع أجواء الحرية القائمة وعدم مركزية الدولة وصعوبة إيقاع العقوبة والردع .. الا اننا لم نشهد ما يمكن أن يشكّل ردة فعل على ما يعرض من اعلام هابط ممن اتخذ من بعض البرامج وسيلة للارتزاق على حساب المضمون والمسؤولية الأخلاقية والمهنية والوطنية .. ذلك جعلنا واخرين … نفكر باطلاق مركز افرست ليشكل ردة فعل طبيعية على المعروض وقد اتخذنا من الاسم : ( مركز افرست للاعلام ) وسيلة لمحاولة بلوغ القمة او السعي لذلك عبر ما يطرح من مختلف شؤون الفكر والاعلام والرياضة والفن والادب … واي من صنوف الثقافة العامة وبرغم قصر المدة والظروف الصعبة وكذا شحة الإمكانات فاننا نعتقد وبشهادة اخرين قد حققنا خطوات في ذلك واسسنا للنهوض بأسلوب اعلامي جديد يمكن ان يسهم بخلق حالة ثقافية قد تشاع خلال سنوات قادمة بتشجيع الدولة وبعض الجهات المعنية للنهوض بتطوير أساليب العرض الثقافي العام ومحاولة تعميمه من اجل سد النقص الحاصل ومساهمة منا في تأسيس ذلك والعمل بروح الجماعة لاجل وطن امعنت التفرقة به فعلها فضلا عما شاع من فساد وطغى من ماديات ضحلة في الشارع والوسط سيما في الاستقتال على المناصب والتسلق الفردي على حساب المجموع واردنا بذلك مصلحة الوطن ورضا الله وراحة الضمير وتنشيط الفكر……… نعتقد اننا اسسنا خطوتنا وسنستمر في ذلك برعاية الله وبفضل بعض الجنود المجهولين من المتحلين بالروح الوطنية والحرص العام ممن يرفدوننا بمساعدات تمكننا لتحمل تكاليف الايجار وصرفيات أخرى .
– هل تعتقد ان الصحافة الورقية قد ماتت وما هو البديل….وإن امست كذلك فنا البديل الذي ترونه؟
• هكذا تسير سنن الحياة… فلكل زمان دولة ورجال… والدولة تعني وسائل وتقنيات وأساليب وأفكار وكذا رجال ومهام ومخرجات جديدة .. فكل يوم حدث واختراع علمي يمكن له ان يسد حاجة مجتمعية ملحة وبعد بلوغ عدد نفوس العالم حوالي ثمانية مليارات .. ومدى حاجتهم للتواصل في ظل نمو بشري وفكري ومادي بحت … كلها ساهمت بعملية الصنع الضروري بل الحتمي لتتوازى وتنسجم مع متطلبات المرحلة .. لذا فان الانترنيت اثر بشكل كبير على الصحافة الورقية حتى ان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وتسأل عن الجريدة بشيء ، اذ ان اخبار النت اسرع واجمل وتتناول بطرق متيسرة ورخيصة وتصل عبر وسائل وقنوات متنوعة كما ان المتلقي اصبح بامكانه ان يكون ناشراً وناقدا وجزءّا من الخبر وهي عملية مسلية ممتعة وتحقق الذات ، لذا فان الورق قد مات فعلا .. وما تبقى منه مجرد جرعات علاجية وجهود شخصية ليس الا .. لا يمكن لها ان تعرقل مسيرة ومنطق التاريخ .. لكن الصحافة كالقلم والفكر والثقافة لا تموت … ولكن وستبقى الحاجة ملحة وضرورية ومهمة لسد شاغلات الصحف الالكترونية والأندية والمراكز … وغير ذلك مما يمكن للصحفي المتمرس ان يعمل بها بعد استقرار الوضع الأمني والمهني والسياسي وتطور العمل باليات جديدة بمعنى ان الوسيلة القديمة أصبحت بالية لا تلبي متطلبات الأجيال وان الأقلام والوسائل والعاملين عليهم ان يتماشوا مع الركب ويتطوروا مع الأدوات ليكونوا جزءّا من عالم الانترنيت والمواقع المهمة والمسيطرة على الواقع .
– وان بدا إستفهامنا هذا بعيداً عن محور حديثنا لكننا نرى بانه له علاقة لصيقة بالمجتمع .. فهل تعتقد ان ( الله والدين ) سيبقيان على شكلها القائم ام ان الانترنيت سيؤثر بقيم وعقائد الناس أيضا …ماهي قراءاتكم للمجهول هذا؟؟
• ما اعتقده راسخا وبلا تبدل ولا يخضع للسنن الوضعية القائمة… هو ان الله سبحانه وتعالى خالق الخلق وباقي في كل حال وهو الباقي بعد فناء الأشياء كلها وان المخلوقات تسير بهدى الله وعملية الخلق لا يمكن ان تكون عبثية ولا يمكن ان تخرج عن إرادة الخالق…. لذا فاني مطمئن جدا على الواقع ومهما كانت التحديات ((((( مثلية او جندرية او اباحية ))))) … فسوف لن تؤثر على جوهر العقيدة ولا اقصد هنا كل الشعائر لان الكثير منها للأسف يعبر عنها بصورة قد لا تمت صلة الى جوهر الشريعة والشعيرة المقدسة .. ونعتقد بقناعة راسخة بان ( للبيت رب يحميه ) والله بالغ امره .. لذا فاني مطمئن على صرامة العقيدة الحقة بوجه الانحطاط .. اما المتلونين فهولاء موجودون بكل الملفات وليس في الدين والعقيدة فحسب … بل في السياسة والامن … ولطالما ظهرت وكشفت الانقلابات والتغيرات السياسية والأمنية وكذا الكوارث الطبيعية وجوه الكثير من الحرباويين حسب الوقت والظرف وكانهم يدينون بدين الملك وليس دين الله .. هؤلاء مهما كان عددهم فانهم غير مؤثرين على الغالبية المؤمنة التي تسير بحفظ الله مهما انتشرت الفتن واندلعت الحروب واضرمت النيران .. فالرسالات ستبقى خالدة بوجه المحن ومسيرة الإنسانية مكللة بالإتجاه نحو الله تكاملا عقليا روحيا فكريا بعيدا عن متطلبات الجسد الفاني .. ولن يبقى غير وجه ربك ذو الجلال والاكرام .
– بعد الإعلان عن تشرفكم بحمل لقب سفير الثقافة الرياضية لعام 2023 ما هي المسؤولية التي تراها قد أنيطت بكم ولابد من تحديد مساراتها بعد هذا الاختيار الذي يعد واجهة للراي العالم الرياضي العراقي ؟
• اليوم في عصر العولمة والقرية العالمية والفضاء المفتوح أصبحت القرارات الرسمية الحكومية في الصف الثاني مقارنة بقفز المؤسسات المجتمعية الاهلية نحو سلم الواجهة .. والاختيار لم يات اعتباطا بل هو نتيجة مشاركات وفاعليات وتاثير بالوسط من خلال كتابتي لآلاف الاعمدة الصحفية المتنوعة للصحف والمؤسسات المحلية العراقية وكذا العربية والدولية : ( رياضة وفكراً واجتماع وسياسة وامناً وفلسفة وادبا .. ) فضلا عن تاليف اكثر من عشرين كتاباً بمختلف التوجهات والصنوف بالإضافة الى حضوري في الميدان الرياضي والاجتماعي والاعلامي والصحافي والثقافي .. مع بقية الزملاء في الوسط الرياضي بمختلف مسمياته لنصنع الحدث الرياضي العراقي وقد تشرفت بالزملاء اللذين اختاروني لهذا المنصب الشرفي الذي برغم شرفيته ورمزيته الا انه رمى بظلاله ومسؤولياته على كاهلي باعتباره مسؤولية أخلاقية وقيمية ومهنية .. يجب ان اتحلى وانهض بها مع بقية زملائي لإعلاء شان الصحافة والاعلام والوسط الرياضي .. وتعميمها كثقافة مجتمعية عصرية يمكن لها ان تزاحم بقية الثقافات بالتاثير الإيجابي على شرائح مهمة من الشباب فضلا عن المهنة والوسط وهي مهمة ليست سهلة .. صحيح ان كثيراً من الزملاء اغتاظ من هذا التشريف لكني اعتقد انه بوابة صحيحة ستفتح الباب لاختيار احد مبدعينا كل سنة وتقديمه كعلَمٍ من اعلامنا الصحفية … التي كان لها حضور ودور وتاثير بما تستحق ان تكون عليه كقدوة صالحة للشباب .. هنا تكمن أهمية اللقب وحمله والعمل بمسؤوليته واتشرف اني كنت باكورة تاسيسه وانطلاقته .
حسين الذكر
سيرة ومسيرة
تولد بغداد الكرخ – مدينة الحرية 1965
درست في مدارس المحمدية والمصطفى الابتدائية ثم انتقلت الى متوسطة ابي ذر الغفاري ثم اعدادية التاميم ثم في ثانوية الشروق .. بعدها تخرجت في كلية الاعلام جامعة بغداد ثم حصلت على الماجستير في فلسفة التاريخ الحديث .. عملت بالصحافة والاعلام.. كتبت آلاف الاعمدة الصحفية بمختلف شؤون الحياة في داخل العراق وخارجه وما زلت وألّفت اكثر من عشرين كتاباً بمختلف الشؤون الحياتية : ادب ورياضة وتاريخ وفلسفة واجتماع وصحافة واعلام وفن .. عملت في رابطة المدربين العراقيين المحترفين لكرة القدم مدة عشر سنوات كناطق رسمي لهم وكذا مستشارا لبعض المؤسسات والشركات والأشخاص .. شاركت وما زالت باغلب النشاطات الميدانية الرياضة والاجتماعية .. وما يتعلق بحقوق الانسان عامة والرياضيين خاصة .. عملت مقدما ومعدا للبرامج التلفزيونية لعدد من القنوات ظهرت كضيف اعلامي لمئات الحلقات وفي عشرات القنوات العربية والمحلية .. أسست مركز افرست للاعلام الذي ما زالت اديره مع بقية اخوة وزملاء اخرين . وفي الطريق بقية كلها بعين الله ورعايته وفضله .. ونحمده على كل حال وأتمنى ان أكون على بينة من امري وان ينتفي الألم كاغلى امنيات حياتي .. واشكر الله دوما اذ لا معبود سواه !
Discussion about this post