قراءتي في قصيد
(ولاعبتها لعِب الريح بالسّعٓفِ )
للشاعر الدكتور Hamed Hajji
.
.____________
وقالت أحب المصيف وألعبَ بالرمل والصدفِ..
وأعشق في الماء تكسرني رجّة البحر في كتفِي
فوا لهفي كلما أتقي موجة أتداعى لأخرى على مهل..
وقالت: أحبك ما ماج بحر وما عاد بالرمل في عَجلِ
——————-
وواعدتها وقطعتُ بها زحمة السائحين على الطرقِ
نسير، يدي في يديها وأنفاسها بالأزقة تسطع في كبدي
ولما وصلنا إلى شاطئ البحر غنّت على دبكة البلد
تقول: (أحبك ما حنّ قلب وماضاق من قلقِ..)
————————
تخيرتُ ركنا بعيدا وآويتُها لمظلّةِ صيف من السَعفٍ
وحوّطتُها باللحاف وأغمضتُ حين تعرّت من الطرفِ
وتخرج مثل فراش بشرنقة والمحاسنُ في القول والخُلُقِ
أحبك يا نورسي ما تنفس صبح وما ساح نور على الأفقِ
——————————-
وتغطس حينا وتبرز حينا وتنفض أرياشها كالحمائم والحجل
أبالملح كحلت الجسم أم صبغ البحر ما حولها بالسواد والكَحَلِ
وألحقها بالطّشاش أمدّ لها الافق من طول بسط يدي
أقول أحبك جدا… ونعلق بالموج… روحين في جسدِ!..
———————————-
ماذا فعل الشاعر؟
باختصار شديد
نثر عبارات الحب على امواج البحر
جمعتها أمواج العشق باقات باقات
والبحر كان ومازال قبلة العشاق
حتى اننا لو تفرسنا في شاطئه لرأينا آثار أقدام العشاق فوق رماله الذهبية
والبحر مصدر الهام للشعراء يمنحهم عبارات ساحرة مغرية ومتجددة تتغلغل في الاعماق وتلامس الوجدان مبلغة بوح الشاعر بامانة
أما البحر والمرأة
فهما متلازمة عشق وإغراء
ومنذ ان انبعثت افروديت من أحضان الماء
والمراة تعشق البحر والبحر حافظ على نظرات العاشق الولهان لها كحورية نازلة من السماء
أو كعروس بحر نابعة من الماء
والموجة تداعب جسدها وتهمس لها لحنا حزينا ولكن فيه حياة وحب كبير
العنوان إيذان بهبوب عاصفة في عرض بحر الهوى
(ولاعبتها لعب الريح بالسعف)
ذكرني بالمثل الشعبي(دروتها كالخاتم بين اصابعي)
والمعنى هي امراة سهلة الانقياد
ولكن الرباعية الاولى تبرز عكس ما اوحى به العنوان
حيث هي التي تبادر وتفتح باب الحوار وترسل طلسمها ليفك الحبيب شفراتها
وهي التي عرضت على حبيبها فكرة الذهاب الى البحر مع ذكر أسباب حبها للبحر
لان دغدغة موجه تسعدها وتسافر بها لبرزخ العشاق وهناك تحبه ما ماج البحر وما عانقت رغوته شفاه الرمل
قالت :أحب المصيف وألعبَ بالرمل والصدفِ
وأعشق في الماء تكسرني رجّة البحر في كتفِي
فوا لهفي كلما أتقي موجة أتداعى لأخرى على مهل..
وقالت: أحبك ما ماج بحر وما عاد بالرمل في عَجلِ
وكم هي طفلة هذه العاشقة يستهويها اللعب بالرمل
هي دعته الى البحر وابتهلت الى الله ودعته بخشوع العاشقات ان تلتقي حبيبها والحبيب أمّن على الدعاء بظهر الغيب وقال ؛آمين…
—وفي الرباعية الثانية
كأننا امام رائعة نزار قباني وعنوانها
هل تجيئين معي إلى البحر ؟
وواعدتها وقطعتُ بها زحمة السائحين على
الطرقِ
نسير، يدي في يديها وأنفاسها بالأزقة تسطع في كبدي
ولما وصلنا إلى شاطئ البحر غنّت على دبكة البلد
تقول: (أحبك ما حنّ قلب وماضاق من قلقِ..)
العاشق لب دعوتها وتواعدا ووسط الزحام وفي موكب عشق وهالة سعادة سلكا طريق البحر
ويده في يدها علامة الانجذاب والانسجام
وعلى شاطئ بحر الهوى أرسى مركب العاشقين
وغنت له طربا وانتشاء ويحق لها ذلك
أليست تقف على الشاطئ الفاصل بين العذب الفرات اي الحبيب والملح الأجاج اي البحر
—-محظوظة انثى البحر هذه…
وتسافر بنا الرباعية الثالثة الى لوحة أعمق
حيث ترسم طقوس تجرد المراة من الثياب العادية وارتداء ثوب السباحة والحبيب يحوطها باللحاف ويتعفف باغماض عينيه حتى لا يسبب لها الاحراج وحتى إن فعل فليس على العاشق حرج
والمعنى الاجمالي ذكرني بعنترة بن شداد
الذي مع اختلاف الإطار يقول :
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
إني إمرؤ سمح الخليقة ماجد
لا أتبع النفس اللجوج هواها
تخيرتُ ركنا بعيدا وآويتُها لمظلّةِ صيف من السَعفٍ
وحوّطتُها باللحاف وأغمضتُ حين تعرّت من الطرفِ
وتخرج مثل فراش بشرنقة والمحاسنُ في القول والخُلُقِ
أحبك يا نورسي ما تنفس صبح وما ساح نور على الأفقِ
فنسمع الحبيبة تهمس لحبيبها(احبك يا نورسي)
—-جريئة هذه الانثى تصرح بحبها دون عقد
في الرباعية الرابعة
ينزل العاشقين البحر ويلتحفان رداءه الأزرق ويتلاشى الزمن وتطوى المسافات وتلتحم الارواح وترتفع درجة حمى اللقاء لتبلغ الغليان
وأخيرا يعزف الحبيب على اوتار قيثارة الهوى لحن الحب (أحبك جدا)
هذا الحب الذي بات البحر عرّابه لانه عُمٌِد بـمائه
وباركته أمواجه
وتغطس حينا وتبرز حينا وتنفض أرياشها
كالحمائم والحجل
أبالملح كحلت الجسم أم صبغ البحر ما حولها بالسواد والكَحَلِ
وألحقها بالطّشاش أمدّ لها الافق من طول بسط يدي
أقول أحبك جداجدا… ونعلق بالموج… روحين في جسدِ!..
الشاعر جمع المرأة والبحر والحب(اي الحبيب)
في أربع لوحات بلون طفولة عشق بريء والبحر اي(الماء) يردد(وجعلنا من الحب كل قلب حي)
فالشاعر لوّن البحر بلون الحب حيث جاء مع الحب وسبح بحثا عن خلود الحب
والبحر عنده عاشق قديم معتق المشاعر يحضن كل العشاق ولكنه يرتاح لضمّ المرأة أكثر
وفي خيال الشاعر حمد حاجي الخصب تعددت اللوحات والمكان واحد حتى خلت الحبيب بنى للحبيبة
قصرا من الطحالب في هذا البحر وسكناه معا
ليستمر سحر الحبيبة ويمتد في الزمكان ويكون في طريق الخلود ….
شاعر جعل من البحر فاتن العذارى وساحر العشاق
وبحر الهوى داخله مولود والخارج منه مفقود
والقصيدة( ولاعبتها) عبارة عن دعوة مفتوحةلكل العشاق للسباحة في بحر الهوى والرقص على الماء قبل رحيل الصيف
والصيف ضيف …..
دام ابداعك دكتور حمد الشاعر وانت بحر القصيد المتجدد..
فائزه بنمسعود
Discussion about this post