في مثل هذا اليوم 19 اغسطس1973م..
فرنسا تفجر قنبلتها الذرية الثالثة على بعد سبعمائة وخمسين كيلو مترًا من جزيرة تاهيتي بالمحيط الهادي.
أصدرت فرنسافي جريدتها الرسمية يوم 10 مايو/أيار 1957 مرسوما حول تخصيص مساحة 108 ألف كيلومتر مربع على بُعد 40 كلم من مدينة رقان لإنشاء مركز عسكري صحراوي. ضمَّ هذا المركز 10 آلاف شخص من المدنيين والعسكريين، 6500 منهم من العلماء والمهندسين والجنود الفرنسيين، و3500 منهم من العمال الجزائريين وبعض السجناء الذين استعانت بهم.
وبحلول يونيو/حزيران 1958، أكَّد الجنرال ديغول نفسه انطلاق عمليات تجربة السلاح النووي الفرنسي. لم تكن المهمة سهلة طبعا، فلكي ترى القنبلة النووية الفرنسية النور، كان يجب في البداية تجاوز الخلافات في وجهات النظر بين العسكريين وبين العلماء الذين يعملون على تطوير هذا المشروع، كما كانت الدبلوماسية الفرنسية أمام مهمة صعبة لإقناع هيئة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، دون نسيان أن بدء عمليات تجريب السلاح النووي الفرنسي كان في أوج الكفاح الجزائري ضد القوة الاستعمارية الفرنسية.
انطلقت التجارب النووية الفعلية في 13 فبراير/شباط 1960، حينها فجَّر الجيش الفرنسي أول قنبلة نووية تفوق قوتها بنحو 4 مرات القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية على مدينة هيروشيما اليابانية. جنَّدت فرنسا كُتَّابا ومصورين سينمائيين من أجل إعلان ذلك الخبر المهم: البلاد تلتحق رسميا بكلٍّ من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا بوصفها رابع قوة نووية على الأرض. ولكن رغم تأكيد المسؤولين في باريس أن الأمور جرت كما خُطِّط لها، وأن التوقعات التقنية جاءت مطابقة للتنفيذ على أرض الواقع كما أفاد بيير ميسمير، وزير الدفاع الفرنسي حينها الذي قال إنه ليس هنالك خطر على المدن القريبة ولا البعيدة، لكن الحقيقة كانت مختلفة للغاية، فقد كشف “إيف روكار”، وهو عالم فيزياء كان يعمل على مشروع القنبلة النووية، أن الكثير من إجراءات الإطلاق فشلت “لأن جزءا حساسا من العملية أُسند إلى مجموعة من الشباب المبتدئين قليلي الخبرة”.!!
Discussion about this post