يوميات شاعر يبحث عن قصيدة ضيعتها السبل بقلم الشاعر عمر دغرير تونس

يوميات شاعر يبحث عن قصيدة ضيعتها السبل :

يوم الإثنين 21 أوت 2023

هذا اليوم هو يوم21 أغسطس أو 21 آب أو يوم 21 \ 8 (اليوم الحادي والعشرون من الشهر الثامن وهو اليوم الثالث والثلاثون بعد المئتين (233) من السنوات البسيطة، أو اليوم الرابع والثلاثون بعد المئتين (234) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري) . يبقى بعده 132 يوما لانتهاء السنة.

وفي مثل هذا اليوم من سنة 1998 قصفت الولايات المتحدة مصنعًا للأدوية في السودان بحجة أنه مصنع أسلحة كيميائية. وهكذا فعلت في العراق و في سوريا وفي ليبيا أمام صمت عربي رهيب .

وفي مثل هذا اليوم من سنة 2011 وصل الثوار إلى الساحة الخضراء في طرابلس بعد انسحاب كتائب القذافي من أنحاء العاصمة, وفي المساء احتفل الآلاف بسقوط نظام القذافي في الساحة الخضراء وسط طرابلس وفي بنغازي وفي أغلب المدن الليبية. وكلهم تناسوا أنهم أضاعوا ليبيا وسلموا ثرواتها للغريب .

وفي مثل هذا اليوم من سنة 2018 توفي الروائي السوري حنا مينه , وهو على حد تعبير الصحفي محمد بن رجب (…هو مبدع اشتغل على نشر كتابة تساهم في إبداع ثقافة تغير الأذهان وتفتح افاقها ليكون الإنسان السوري والعربي بالنتيجة ثائرا دائما وخلاقا ابدا و مبدعا لا يستقر على حال الا حال العدل .. وما دام لم يكن هناك عدل فلتكن الثورة مستمرة حتى لا يتغلغل الفساد وحتى لا ينشر الفاسدون ثقافتهم السوداء المتخلفة ويغرسونها في الأنفس. .. وحياة حنا مينة هي الكتابة..ولا غير الكتابة ..إذ ترك اليوم وهو يرحل 35 رواية من اجمل ما كتب العرب ..و مئات القصص جاء بعضها في اكثر من عشرين مجموعة ..و نشر آلاف المقالات لو نشرت في مجلدات لكانت قد عمّرت الطريق مجلدات المجلد وراء المجلد من قرية إسكندرون الجبلية الساحلية حيث ولد عام 1924 الى دمشق حيث علا نجمه الادبي في السماء وسطع اسمه الصحفي عربيا وتوسع عالميا مرورا باللاذقية التي أحبها حتى النخاع ..وكتب عنها كما لم يكتب أحد عن مدينة أحبها )… فمن لم يقرأ لهذا الكاتب لم يعرف البحر ولم يعش حياة الفقراء .

وفي مثل هذا اليوم من سنة 2021

كان الوقت قد مرّ …

وأنا لم أفكر ولم أتذكرْ …

فقط كنت أحلم بأنّ الحزن في عينيك

يترشفني

كفنجان شاي كنت تعدينه في المساء بدون سكّرْ…

وهذا الحزن ظل يستفزّني فوق دفاتر وجهك

ويخرج غضبي من عمق العطش والجفاء ؟…

ولا أعرف إن كنت سأفتح قلبي للغرباء …

أوسأرفع عنك لهفتك للبكاء

كما يُرفعُ عادة فوق النار

عن القدر

الغطاءْ …

وحتما سأعود اليك دون كلام

وأتابع صمتي

فيك يا وطني …

يوميات شاعر يبحث عن قصيدة ضيعتها السبل :

يوم الأحد 20 أوت 2023

هذا اليوم هو يوم 20 أغسطس أو 20 آب أو يوم 20 \ 8 (اليوم العشرون من الشهر الثامن وهو اليوم الثاني والثلاثون بعد المئتين (232) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثالث والثلاثون بعد المئتين (233) من السنوات الكبيسة وفقًا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري) . يبقى بعده 133 يوما لانتهاء السنة.

وفي مثل هذا اليوم من سنة 1858 ولد عمر المختار قائد المقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي لليبيا , وهو عُمر بن مُختار بن عُمر المنفي الهلالي ,المُلقب بشيخ الشهداء, وشيخ المُجاهدين, وأسد الصحراء. وهو قائد أدوار السنوسية في ليبيا, وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين. ولحرير العربي من صمتهم الفظيع كم يلزمنا من (عمر المخطار)؟

وفي مثل هذا اليوم من سنة 2011 وقعت معركة طرابلس ضمن معارك ثورة 17 فبراير وذلك لتحرير العاصمة الليبية من قوات العقيد معمر القذافي.و النتيجة بدل التحرر من القذافي و قواته غرقت ليبيا في فوضى و حروب ليبية ليبية يديرها مرتزقة بدعم من الدول العظمى .

وفي مثل هذا اليوم من سنة 2014 يغتال الجيش الإسرائيلي ثلاثة من قادة كتائب عز الدين القسام , وهم رائد العطار, ومحمد أبو شمالة, ومحمد برهوم في إطار حربه على غزة. وفي حضور صمت عربي رهيب .

وفي هذا اليوم بالذات سألت نفسي وربّ السماء :

قد أكون أنا لست أنا؟

وأنا القادم من حزن القصيدة ومن تعب الشعراء

تأخذني عيناك الى دمعة صارخة

تنسكب فوق خدود المساء …

أنا القادم من لا طريق فوق الأرض في كل الأرجاء …

ووحده القمر بوابة للوجع والعناء …

كل الأحلام تتسلل اليه في صمت ودون غناء …

وأنت القادمة من أول الضحكات

تعثرت خطواتكِ على صدر أغنية

نصفها جرح

ونصفها الآخر

دمعة تبحث عن فرح في البكاء …

أيتها الواقفة على نبضي

تدفقت صيحتك َفي شراييني

حتى الإنتشاء …

أيتها المستمرة في الهطول

يعبرك الحزن دفعة واحدة

ويضيع الفؤاد في رقعة الكلمات

والضوء يختفي عنوة

فلا الشمس تحرسك

ولا النجوم تنتعش بالضياء …

أيتها الساكنة في لهفة ريح

تتسلى بانتفاضة الأوراق

فتقتلع الأشجار

ثم تبعثرها في كل الأرجاء …

قد أكون أنا لست أنا …

وقد أجيء اليك ؟

و أتعرى في عينيك ؟

وأتكدس في شفتيك احتماء

من غدر الإخوة الأعداء ,

فيك يا وطني …