قراءتي في رباعية (يقولون صفها)
للشاعر الدكتور Hamed Hajji
————————/—————————-
🌿يقولون: صفها… وشرحُ الهوى في الغرام يطولُ
هي البانُ مَيّاسٓةُ الغصنِ عند هبوبِ النسيم تميلُ
هي المهرُ لما تسيرُ… هي المبتدى والوصولُ
وصفتُ… وصفتُ؛ عجزتُ فما كلّ وصف جميلُ!
———————————————————-
يستفيق الوجدان الإنساني لحظة الحضور في كنف الحبيب حيث الصمت في حرم الحب عبادة
للمحبوب في عين الحبيب تجليات تجذبه للنقاء الذي ينشده وناشده طويلًا لحد العثور عليه صدفة
والحقيقة انها ليست صدفة بل هو ميعاد مضروب
بين روحين منذ ميلاد كل منهما
والحب في نظري هو فلسفة القلوب المتمردة على
الرتابة والصمت
والحب تمتزج فيه كل اصوات القوى الطبيعية
التي لا يكون الانسان غافلا عنها ولكن لا تبلغ سمعه الا اذا كان في حالة حب
وللحب تجليات رهيبة عذبة ونورانية
ونور هذه التجليات يرى به الحبيب المحبوب
فيوغل في وصفه وبكل مبالغة وهو لا يبالغ
والشاعر في هذه الرباعية ما سلك طريق السابقين
من الشعراء في وصف المعشوقة
الشاعر ما وصف الحبيبة بالماكرة كما فعل عمر ابن الي ربيعة حيث تفكر دوما في حيل للقاء الحبيب
حتى بالنظر ووسط الجمع
(إِذا جِئتَ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا/لِكَى يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ)
وما وصفها بالشبقية كما فعل امرئ القيس والبيت مشهور
(أَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِى تَمَائِمَ مُحْـوِلِ/ إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا)
او اللحوحة والكسولة والممتلئة جدا الخ كما فعل بقية الشعراء
فالشاعر وصفها من خلال انعكاساتها في وجدانه
ونفاذها لشغاف قلبه ومن خلال حركتها(التمايل/السير) مع فتح باب التخيل وتصور المشهد على مصراعيه للمتلقي
يقولون: صفها… وشرحُ الهوى في الغرام يطولُ
وكانه يرفعها فوق الوصف كاملة الاوصاف هذه
وكأنه يرد عمّن(يقولون صفها) بقوله انا عاجز عن الوصف
وبتفطن انه شاعر ولا يمكن ان يتحجج بعجزه عن وصفها لان هذا يعد نقيصة في حرم الشعر
فيندفع في الوصف اجمالا فهي غصن بان مشيتها تمايل واغراء وشراك منصوبة للقلوب العطشى صبابة
(هي البانُ مَيّاسٓةُ الغصنِ عند هبوبِ النسيم تميلُ)
مع القد الميّاس يميس قلب العاشق الولهان
ومن الطبيعة قَدَّ ونحت لها الاوصاف
(هي المهر حين تسير) والقصد هنا اصالة وأنفة الخيل وثبات ايقاع الخطى
وتشبيه المراة بالخيل فيه اكبار واجلال ورفعة وجمال
(وهي المبتدى والوصول) اي هي البدايات وهي سدرة المنتهى منها واليها قلب الشاعر يسافر ويرحل انها امراة شامخة اصلها في الارض وفرعها في السماء
وبعد كل هذا الجمال واناقة الوصف يعترف الشاعر في تواضع ملفت للانتباه بانه(عاجز عن وصفها)
(وصفتُ… وصفتُ؛ عجزتُ فما كلّ وصف جميلُ!)
هذا المعنى ذكرني ببيت للصغير اولاد حمد
(وصفت وصفت ولم يبق وصف/نساء بلاد نساء ونصف)
اما حمد حاجي فلسان حاله يقول
وصفت وصفت ولم يبق وصف/جمال حبيبتي جمال ونصف)
قلم عاشق يخوض في فلسفة الحب
دام ابداعك دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post