في مثل هذا اليوم31 اغسطس1955م..
وليام كوب من جنرال موتورز يقدم أول مركبة تسير بالطاقة الشمسية في شيكاغو.
في 31 أغسطس 1955، قدّم موظف شركة جنرال موتورز “ويليام جي. كوب” فكرة الـ “صن موبيل” أمام جمهور حاشد في معرض جنرال موتورز باوراما للسيارات في شيكاغو، كأول سيارة طاقة شمسية في العالم
قُدِّمت فكرة قابلة للتطبيق لـ سيارات الطاقة الشمسية لأول مرة في مدينة شيكاغو الأميركية قبل ما يقارب 70 عامًا. بدأت هذه المركبات بحجم صغير للغاية، ولكنها تطورت بجانب تقنية الطاقة المستدامة إلى درجة أن السيارات ذات الطاقة الشمسية أصبحت أقرب للتطوير من أي وقت مضى، لكن لا يزال هناك مجال واسع للابتكار.
عن طريق استغلال الطاقة المجانية والوفيرة من الشمس، نحن قادرون بالفعل على تشغيل المنازل والشركات ومحطات الشحن التي تعيد شحن سياراتنا يوميًا، ولكن ماذا عن سيارة تعمل بالطاقة الشمسية مباشرةً؟
في السنوات الأخيرة، شهدنا منافسة كبيرة في قطاع السيارات الكهربائية، وظهور شركات ناشئة عدّة تعمل على إدخال تكنولوجيا الألواح الشمسية لتطوير الاستدامة.
ومن بينها شركات مثل Aptera Motors و Lightyear، والأخيرة تمتلك بالفعل سيارات إنتاجية ورغم ذلك فشلت في حجز مكان حقيقي بالسوق، لكنها نجحت في البقاء بفضل التمويل من المستثمرين الذين يؤمنون بإمكانية تلك التكنولوجيا. وعلى الرغم من أننا لا نزال ننتظر رؤية سيارات تعمل بالطاقة الشمسية تسير على الطرقات، إلا أنه من المثير للاهتمام أن تلك الشركات الحديثة ليست بالضرورة الأولى التي تجرب ذلك، إذ كان هناك رواد آخرون حاولوا ذلك قبل عقود عديدة.
في 31 أغسطس 1955، قدّم موظف شركة جنرال موتورز “ويليام جي. كوب” فكرة الـ “صن موبيل” أمام جمهور حاشد في معرض جنرال موتورز باوراما للسيارات في شيكاغو، كأول سيارة طاقة شمسية في العالم.
كان الزوار للحدث الذي استمر شهرًا غير قادرين على قيادة أول سيارة طاقة شمسية في العالم، لكنهم أعجبوا بالفكرة. والأهم من ذلك، أدخلت السيارة الابتكارية على العالم فكرة علوم “الفوتوفولتائيات؛ وهي العملية العلمية الأساسية لتحويل أشعة الشمس إلى كهرباء. عندما يتعرض الضوء الشمسي للخلايا الشمسية السيلينيومية الفوتوكهربائية (12 خلية) على سيارة “صن موبيل” يتولد تيار كهربائي خالٍ من الانبعاثات يشغل محركًا صغيرًا. هذه الفكرة ألهمت العديد من المبتكرين الذين جاءوا بعده، مما أدى إلى ظهور أول سيارة طاقة شمسية كبيرة بما يكفي لنقل الركاب بعد أقل من عقد.
بعد ثلاث سنوات من ظهور صن موبيل، عملت شركة “إنترناشيونال ريكتيفاير” على تحويل سيارة كهربائية عتيقة من طراز بيكر 1912، باستخدام لوحة كهروضوئية على سطح السيارة والتي تحتوي على حوالي 10,640 خلية شمسية.
لم تظهر سيارة بيكر التي تعمل بالطاقة الشمسية حتى عام 1962، لكنها أظهرت أنه يمكن لسيارات الركاب أن تعمل بالكامل على طاقة الشمس. وبعد خمسة عشر عامًا من ذلك، كانت هناك نماذج أولية تجريبية كاملة تظهر نفس الفكرة، ولكنها تعتمد على التقدم في التكنولوجيا. واستمرت هذه الابتكارات على مدار الثمانينات، حيث حصلت سيارات الطاقة الشمسية على أرقام قياسية في كتاب غينيس للأرقام القياسية لرحلاتها الطويلة، بما في ذلك السيارة ““صن رايسر” لشركة جنرال موتورز في عام 1987.
ومع ذلك، كانت هذه السيارات مخصصة للمنافسات ولم تكن مصممة للاستخدام الشخصي. وفي الوقت الحالي، أصبحت سيارات الطاقة الشمسية أكثر أناقة وكفاءة بفضل التحسينات في تقنية الخلايا الشمسية والديناميكا الهوائية، ولكن العالم لا يزال بعيدًا عن مستقبل يستطيع فيه الأفراد التنقل باستخدام طاقة الشمس بشكل كامل.
فلا تزال البطاريات تلعب دورًا كبيرًا في السفر بدون انبعاثات كجزء من نظام تخزين الطاقة المتنقلة (ESS). ومع ذلك، فإن دمج تكنولوجيا الطاقة الشمسية في السيارات الكهربائية الحالية يبدو أكثر ملاءمة، ولكنه لا يزال يعاني من صعوبات في التطبيق.
قامت شركات مثل “وينيباغو” بتطبيق اللوحات الشمسية على أسطح المركبات الترفيهية، ولكنها تولد طاقة كافية فقط لتشغيل الأجهزة الإلكترونية داخل المركبة وليس لدفع السيارة نفسها.
وقد قامت شركات أخرى مثل “Lightyear” و “Aptera” بإنتاج تقنية طاقة شمسية أكثر كفاءة بكثير، ولكن لا يزال هذا النوع من السيارات الكهربائية الشمسية يتطلب العديد من الساعات – إن لم يكن الأيام – من التواجد في أشعة الشمس لإعادة شحن ما يكفي من الطاقة.
وعلاوة على ذلك، فإن التمويل اللازم لتوسيع وإنتاج السيارات الكهربائية بتقنية الطاقة الشمسية كبير جدًا، ولكن العديد من هذه الشركات الناشئة لم تقدم بعد سيارات إنتاجية.
فكرة إنتاج سيارة ركاب تعمل بالطاقة الشمسية بنسبة 100% قد تكون فكرة مستقبلية للغاية، ولكن نظرًا للتحسن المستمر في تكنولوجيا الخلايا الشمسية، فمن المؤكد أننا سنرى على الأقل تطبيق لتقنية شحن بطاريات المركبات الكهربائية بالطاقة الشمسية.
إنه تطور مثير في مجال المواصلات النظيفة، ومن المتوقع أن تتحسن هذه التقنية كثيرًا خلال السنوات القادمة مع تحوّل العالم بالكامل نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة.!!
Discussion about this post