في مثل هذا اليوم22 اكتوبر1962م..
الرئيس الأمريكي جون كينيدي يعلن في خطاب متلفز فرض حصار بحري وجوي على كوبا وذلك بعد أن نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية فيها وهو ما عرف بأزمة الصواريخ الكوبية.
جون فيتزجيرالد «جاك» كينيدي (بالإنجليزية: John F. Kennedy) (29 مايو 1917 – 22 نوفمبر 1963)، ويشار إليه عادة بأحرفه الأولى JFK، هو سياسي أمريكي تولّى منصب الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة من 20 يناير 1961 حتى اغتياله في 22 نوفمبر 1963. خدم كينيدي كرئيس في ذروة الحرب الباردة، وركز في جُلِّ فترة رئاسته على إدارة العلاقات مع الاتحاد السوفيتي. كينيدي هو عضو في الحزب الديمقراطي، ومثَّل ولاية ماساتشوستس في مجلس النواب ومجلس الشيوخ قبل أن يصبح رئيسًا.
ولد كينيدي في بروكلين، بماساتشوستس وهو ابن جوزيف كينيدي الأب وروز كينيدي. وهو سليل عائلة كينيدي التي هاجرت من مقاطعة وكسفورد في أيرلندا، التحق بجامعة هارفارد قبل انضمامه إلى قوات الاحتياط في بحرية الولايات المتحدة عام 1941. قاد كينيدي سلسلة من (قوارب بي تي) في جبهة المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية، وحصل على ميدالية سلاح البحرية ومشاة البحرية عن خدمته. بعد الحرب، مثل كينيدي منطقة الكونغرس الحادية عشرة في ماساتشوستس في مجلس النواب في الولايات المتحدة من 1947 إلى 1953. وانتخب بعد ذلك في مجلس الشيوخ الأمريكي وعمل كسيناتور من ماساتشوستس من 1953 حتى 1960. نشر خلال هذه الفترة كتابه «ملامح في الشجاعة»، والذي فاز بجائزة بوليتزر عن فئة السيرة الذاتية. ترشح كينيدي في الانتخابات الرئاسية عام 1960، وانتصر بفارق ضئيل على نائب الرئيس وقتها ونظيره الجمهوري ريتشارد نيكسون.
اتسمت فترة كينيدي بالتوترات مع الدول الشيوعية في الحرب الباردة. حيث زاد عدد المستشارين العسكريين الأمريكيين في فيتنام الجنوبية. في أبريل 1961، فشل الجيش الأمريكي عندما حاول الإطاحة بالحكومة الكوبية والرئيس فيدل كاسترو في عملية غزو خليج الخنازير. ورفض بعد ذلك خطط رؤساء الأركان المشتركة لتنظيم هجمات كاذبة على الأرض الأمريكية لنيل موافقة الشعب على شن حرب على كوبا. وفي أكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية وجود قواعد صواريخ سوفياتية في كوبا؛ تبع هذا فترة من التوتر عرفت باسم أزمة الصواريخ الكوبية، وكادت تقود العالم إلى حرب نووية. عمل كينيدي في الصعيد المحلي على إنشاء فرق السلام ودعم حركة الحقوق المدنية، لكنه لم ينجح في إقرار سياساته الحدودية الجديدة. يحظى كينيدي بمرتبة متقدمة في استطلاعات المؤرخين وعامة الناس حول الرؤساء الأميركيين. متوسط الاستطلاعات الإيجابية له على مؤشرات غالوب هو 70% وهو الأعلى بين جميع الرؤساء في تاريخ مؤسسة الاستطلاعات.
اغتيل كينيدي في مدينة دالاس في 22 نوفمبر 1963. وأدى نائب الرئيس ليندون جونسون اليمين رئيسًا في وقت لاحق من ذلك اليوم. وخلص تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي وتقرير وارن رسميًا إلى أن لي هارفي أوزوالد كان القاتل الوحيد، ولكن ترى مجموعات مختلفة أن كينيدي كان ضحية مؤامرة. بعد وفاة كينيدي، تم إصدار قوانين بالعديد من مقترحاته، بما في ذلك قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون الإيرادات لعام 1964.
أزمة الصواريخ الكوبية (تسمى في روسيا أزمة الكاريبي، (بالروسية: Карибский кризис) أو Karibskiy krizis، وتعرف في كوبا بـأزمة أكتوبر) هي مواجهة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي المتحالف مع كوبا في أكتوبر 1962 ضمن أحداث الحرب الباردة. وتقارن أزمة الصواريخ الكوبي بـحصار برلين كواحدة من أشد المواجهات خلال الحرب الباردة، وتعتبر هذه الأزمة أقرب أزمة كادت أن تؤدي لقيام الحرب النووية.
في أغسطس 1962 وفي أعقاب عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة لإسقاط النظام الكوبي (غزو خليج الخنازير وعملية النمس) شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفيتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى (MRBMs وIRBMs) في كوبا، والتي تعطي الإمكانية من ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة. بدأ هذا العمل بعد نشر صواريخ ثور IRBM في بريطانيا ضمن مشروع إميلي سنة 1958 ونشر صواريخ جوبيتر IRBM في إيطاليا وتركيا سنة 1961، حيث أصبح بهذا لدى أمريكا المقدرة على ضرب موسكو بأكثر من 100 صاروخ ذي رأس نووي.
فاقت تلك الأزمة مع أزمة حصار برلين كلاً من أزمة السويس وحرب 67 اللتين تعتبران إحدى أكبر المواجهات في الحرب الباردة إلا أن تلك الأزمتين اقتربتا جدًا من المواجهة النووية. وهي أيضا أول واقعة موثّقة لخطر تدمير متبادل مؤكد (MAD) جري مناقشتها باعتبارها عاملاً حاسماً في الاتفاقيات الكبرى للتسليح الدولي. بدأت الأزمة في 8 أكتوبر 1962، ووصلت ذروتها في 14 أكتوبر عندما أظهرت صور استطلاع التقطت من طائرة التجسس الأمريكية لوكهيد يو-2 عن وجود قواعد صواريخ سوفيتية نووية تحت الإنشاء في كوبا.
فكّرت الولايات المتحدة في مهاجمة كوبا عن طريق الجو والبحر، ثم استقر الرأي بعمل حظر عسكري عليها. فأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تسمح بتسليم أسلحة هجومية لكوبا، وطالبت السوفيت تفكيك أي قواعد صواريخ مبنية أو تحت الإنشاء في كوبا وإزالة جميع الأسلحة الهجومية. ولم تكن إدارة كينيدي تتوقع أن يستجيب الكرملين لمطالبهم، وتوقعت حدوث مواجهة عسكرية بين الدولتين. أما على الجانب السوفيتي فقد كتب الزعيم نيكيتا خروتشوف في رسالة إلى كنيدي بأن “حظر الملاحة في المياه الدولية أو المجال الجوي” يشكل “عملاً من أعمال العدوان تدفع البشرية إلى هاوية حرب صواريخ نووية عالمية”.
رفض السوفيت علناً جميع المطالب الأمريكية، ولكن عبر قنوات سرية من الاتصالات بدأت اقتراحات لحل الأزمة.
انتهت الأزمة في 28 أكتوبر 1962، عندما توصل كلّ من الرئيس الأمريكي جون كينيدي وأمين عام الأمم المتحدة يو ثانت إلى اتفاق مع السوفيت لإزالة قواعد الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا وأن تقوم بالتخلص بشكل سري من الصواريخ البالستية المسماة بجوبيتر (PGM-19 Jupiter) وثور (PGM-17 Thor).
أزال السوفييت بعد أسبوعين من الاتفاق جميع أنظمة الصواريخ ومعدات الدعم، وتم تحميلها على ثماني سفن تابعة لهم في الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر. وبعدها بشهر أي في 5 و6 ديسمبر حملت القاذفة السوفيتية اليوشن-28 على ثلاث سفن شحن إلى روسيا. وانتهى رسمياً الحظر على كوبا يوم 20 نوفمبر 1962 في الساعة 6:45 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة. بعد أحد عشر شهراً من الإتفاق وفي سبتمبر 1963 تم إبطال مفعول جميع الأسلحة الأمريكية في تركيا. ثم حدث كنتيجة لمفاوضات إضافية إنشاء الخط الساخن بين موسكو وواشنطن.
وفي أول خطاب له عن تلك الأزمة، أطلق كينيدي في 22 أكتوبر 1962 إنذاره الرئيسي:
«ستكون سياسة هذه الأمة إزاء أي صواريخ نووية تنطلق من كوبا ضد أي دولة في النصف الغربي هجوما على الولايات المتحدة، وستكون ردة الفعل الانتقامية كاملة على الاتحاد السوفيتي»
وقد شمل هذا الخطاب على خطوط سياسية رئيسية أخرى، بدأت بـ:
«لوقف هذا الحشد العدواني سنحجر وبصرامة على جميع المعدات العسكرية العدائية التي يجري شحنها إلى كوبا. جميع السفن المتجهة إلى موانئ كوبا والقادمة من أي جهة كانت إذا وجد أنها تحتوي على شحنات من أسلحة عدوانية فسنعيدها. هذا الحَجْر سوف يتم توسعته إذا اقتضت الضرورة ليشمل أنواعاً أخرى من البضائع والمنقولات. نحن لا نريد أن نمنع أي ضرورات إنسانية وفي هذا الوقت بالذات كما حاول السوفيت فعله عندما حاصروا برلين عام 1948.»
أمر بتكثيف الرقابة، وأشاد بالتعاون من وزراء خارجية منظمة البلدان الأمريكية. وقال:”أمرنا الجيش للتحضير لجميع الاحتمالات، وإنا على ثقة من أن مصلحة كل من الشعب الكوبي والفنيين السوفييت في تلك المواقع، أن يعرفوا الأخطار التي ستصيب جميع الأطراف إذا استمر التهديد.” وقد قدم طلب لاجتماع عاجل في منظمة البلدان الأمريكية ومجلس الأمن للنظر في هذا الموضوع.!!
Discussion about this post