في مثل هذا اليوم 19 ديسمبر1919م..
وصول السفينة روزلن إلى ميناء يافا في بداية الموجة الثالثة من هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين.
وصول السفينة “روزلن” في ميناء يافا في 19 كانون الأول / ديسمبر 1919 م رمز لبداية الموجة الثالثة من الهجرة اليهودية إلى فلسطين من أوروبا بين عامي 1919 و 1923 (من نهاية الحرب العالمية الأولى حتى بداية الأزمة الاقتصادية في البلاد).
.
كان القارب يحمل 650 من المهاجرين الجدد وغيرهم من السكان العائدين على متنها. وخلال تلك الفترة حوالي 35000 مهاجر جديد وصل إلى فلسطين معظمهم من بلدان أوروبا الشرقية – حوالي 45 ٪ من هؤلاء المهاجرين وصلوا من روسيا، و 31 ٪ من بولندا، و 5 ٪ من رومانيا وثلاثة في المئة فقط من ليتوانيا. الأبرز في هذه الموجة الهجرة هي عنصر الشباب الذين وصلوا إلى فلسطين بين عامي 1919 حتى عام 1921، وبعد تلك السنوات عددهم أصبح أقل في صفوف المهاجرين.
وقد رافق عمليات الاستيلاء على الأراضي عملية تغيير ديمغرافي، ففي جميع حالات الاستيلاء كانت تجلب أعداداً من اليهود من مختلف أنحاء العالم، ليحلوا مكان السكان العرب الفلسطينيين، فقد تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية، كل موجة منها تتم عقب حدث من الأحداث الدولية والمحلية، أو نتيجة خطة صهيونية موضوعة، فقد حدثت الموجة الأولى ما بين عامي 1882-1903م، إذ هاجر نحو عشرة آلاف يهودي من روسيا في أعقاب حادثة اغتيال قيصر روسيا وما تبعتها من عمليات اضطهاد لليهود هناك نتيجة اشتراكهم في اغتيال قيصر روسيا، كذلك كانت نتيجة لقضية دريفوس التي أدت لموجة من العداء لليهود في فرنسا عام 1894م، حيث قدرت بما يتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف مهاجر يهودي.
.
وفى الفترة من (1905 إلى 1918م) جاءت الموجة الثانية، وكان معظم أفرادها من روسـيا أيضاً، وقد قدر عددهم بما يتراوح بين 35-40 ألف يهودي.
.
انتعشت حركة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين بعد الاحتلال البريطاني لفلسـطين والذي تلاه مباشرة صدور وعد بلفور عام 1917م، فقد أخذت الهجرات اليهودية تتوالى على فلسـطين بتشـجيع ودعم من حكومة الانتداب البريطاني التي أخذت على عاتقها تنفيـذ مخطط التهـويد، ونتيجة لـذلك أخذ عـدد اليهـود يتزايد يوماً بعد يوم.
.
كما ازدادت أملاكهم التي منحتهم إياها بريطانيا في فلسطين وسهلت لهم طرق شرائها، فقد حدثت الموجة الثالثة ما بين عامي 1919-1923م بعد حدوث الثورة البلشفية في روسيا، وبلغ عدد المهاجرين في هذه الموجة نحو 35 ألف مهاجر وتمت الموجة الرابعة ما بين عام 1924-1932م، حيث هاجر نحو 62 ألف مهاجر بسبب قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسن قوانين حدت من الهجرة إليها. أما الموجة الخامسة فكانت بين عامي 1933-1938م، حيث بلغ عدد المهاجرين في هذه المرحلة حوالي “174” ألف مهاجر يهودي، مما رفع عدد السكان إلى 370 ألف يهودي، وأخذت تتدفق إلى البلاد أفواج عديدة من المهاجرين بشكل لم يسبق له مثيل مما أثار شعور الاستياء والغضب لدى الشعب الفلسطيني، وكان هذا أحد الأسـباب الرئيسـية التي فجـرت ثورة 1936م الشـهيرة، وكان هذا مع بداية عهد نازية هتلر وانتشـار اللاسامية في أوروبا.
.
وإلى جانب الموجات السابقة المشار، كانت هناك هجرات سرية قام بها اليهود الشرقيين (السفارديم) من جهات مختلفة من اليمن والحبشة وأفريقيا الشمالية وتركيا وإيران وذلك في فترة الأربعينات، بسبب قيام سلطات الانتداب البريطاني بفرض قيود على الهجرة اليهودية؛ تقرباً للعرب؛ للوقوف بجانبها في الحرب العالمية الثانية، وقد بلغت حصيلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى عام 1948م حوالي 650 ألف مهاجر يهودي، وبعد قيام إسرائيل قامت بتشجيع الهجرة اليهودية وذلك بسن العديد من القوانين مثل قانون العودة عام 1950م، وقانون الجنسية الإسرائيلي عام 1952م، فازداد عدد المهاجرين، حيث بلغ في الفترة من 1948-1967م (12.0075) مهاجراً.
.
كما وشهد الكيان الإسرائيلي عقب إنشائه موجات هجرة واسعة؛ نتيجة زوال قيود الانتداب البريطاني، وتولي الحكومة مسؤولية الإشراف المباشر على تنظيم موجات الهجرة واستيطانها، مما ساهم في تزايد أعداد المهاجرين. كما رافق عمليات الهجرة توسيع الاستيطان المدني والقروي، لاستيعاب هذه الهجرة، وقد بلغ مجموع الهجرة اليهودية بين(1948–1967م) حوالي 1300000 يهودي شكلوا الأساس البشرى للكيان الإسرائيلي في فلسطين، وعموماً، أدت الهجرة اليهودية والاستيطان وترحيل العرب إلى إقامة أكبر غيتو يهودي غاصب وعنصري في العالم، أي قيام كيان غريب ودخيل، استيطاني واستعماري، على الأرض العربية الفلسطينية.!!







Discussion about this post