في مثل هذا اليوم 3 يناير1899م..
الولايات المتحدة تحتل كوبا.
حرب استقلال كوبا (1895-1898) (بالإنجليزية: Cuban War of Independence) هي حرب دارت بين الثوار الكوبيين ضد الاستعمار الإسباني، أعقبت هذه الحرب حرب العشرة أيام (1868-1878) والحرب الصغيرة (1879-1880) وفي آخر ثلاثة أشهر تدخلت الولايات المتحدة في الحرب وأصبحت حرب أمريكية إسبانية وانتصر بها الكوبيين ونالوا الاستقلال وفي المقابل قامت الولايات المتحدة باستعمار منطقة غوانتانامو جنوب غرب جزيرة باتفاق بين الطرفين.
كانت هناك تغيرات اجتماعية أساسية في المجتمع الكوبي، خلال السنوات 1869 – 1888 والتي عُرفت باسم (هدنة المكافأة)، التي استمرت لمدة 17 سنة منذ نهاية حرب السنوات العشر في سنة 1878. انضم الأحرار إلى فئات المزارعين والطبقة العاملة المتمدنة، مع إلغاء العبودية في أكتوبر 1886. ولم يعد الاقتصاد قادرًا على أن يحقق الاكتفاء الذاتي مع التغيرات والتحولات؛ وبناء على ذلك فقد العديد من الكوبيين الأثرياء ممتلكاتهم، وانضموا إلى الطبقة الوسطى المتمدنة. انخفض عدد مصانع السكر وتزايدت الكفاءة: بقيت فقط الشركات وأصحاب المزارع الأكثر قوة في العمل، تبعهم المجلس المركزي لأصحاب الحرف في عام 1879، وعدد كثير في جميع أنحاء الجزيرة. انتقل خوسيه مارتي إلى الولايات المتحدة في عام 1881 بعد ترحيله الثاني إلى إسبانيا في عام 1878. حشد هناك دعم المجتمع الكوبي المنفي، وخاصة في مدينة يبور (منطقة تامبا) وكي سيتي في ولاية فلوريدا. كان هدفه هو الثورة من أجل تحقيق الاستقلال عن إسبانيا. مارس مارتي ضغوطًا لضم الولايات المتحدة لكوبا، والذي كان أمرًا مرغوبًا من جانب بعض السياسيين في كل من الولايات المتحدة وكوبا.
كان الحزب الثوري الكوبي في حالة من التأهب ومتأثرًا بالخوف المتزايد من أن تحاول حكومة الولايات المتحدة ضم كوبا قبل أن تتمكن الثورة من تحرير الجزيرة من إسبانيا، وذلك بعد مشاورات مع الجمعيات الوطنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وجزر الأنتيل وأمريكا اللاتينية. أعرب وزير الخارجية جيمس جي. بلين، عن اتجاه جديد من النفوذ الأمريكي العدواني، من خلال ضم كل أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية يومًا ما إلى الولايات المتحدة. كتب بلين في 1 ديسمبر 1881 عن (تلك الجزيرة الغنية): ‹‹المفتاح الأساسي لخليج المكسيك هو جزء من النظام التجاري الأمريكي، رغم أنه في أيدي إسبانيا.. إذا توقفت كوبا في أي وقت عن أن تكون إسبانية، فيجب أن تصبح أمريكية بالضرورة ولا تخضع لأي هيمنة أوروبية أخرى››. لم تسمح رؤية بلين بوجودٍ مستقلٍ لكوبا. ولاحظ مارتي بانزعاج، حركة ضم هواوي، والتي يُنظر إليها بوصفها تؤسس نمطًا لكوبا.
السلام
اختارت إسبانيا السلام في 17 يوليو 1898، بعد فقدان الفليبين وبورتو ريكو، والتي غزتها الولايات المتحدة أيضًا، ودون وجود أمل في التمسك بكوبا. وقّعت الولايات المتحدة وإسبانيا بروتوكول سلام في 12 أغسطس، والذي وافقت فيه إسبانيا على التخلي عن جميع دعاوى السيادة على كوبا. ووقّعت الولايات المتحدة وإسبانيا اتفاقية باريس في 10 ديسمبر 1898، والتي طالبت بالاعتراف الرسمي للاستقلال الكوبي عن جانب إسبانيا.
بالرغم من مشاركة الكوبيين في أعمال أو مجهودات التحرير، فقد منعت الولايات المتحدة كوبا من المشاركة في محادثات السلام في باريس وتوقيع الاتفاقية. لم تضع الاتفاقية فترة زمنية محددة لاحتلال الولايات المتحدة، واستُبعدت جزيرة باينس من كوبا. منحت الاتفاقية بشكل رسمي، الاستقلالَ الكوبي، لكن الجنرال الأمريكي وليام ر. شافتر رفض السماح للجنرال الكوبي كاليكستو غارسيا وقواته المتمردة في أن تشارك في مراسم الاستسلام في سانتياغو دي كوبا.
تحليل
يُحاجج معظم المؤرخين الإسبانيين، بأن التمرد لم يكن من الممكن أن ينجح من تلقاء نفسه. يؤكد المؤرخين الكوبيين على أن الكوبيين كانوا على وشك الفوز في عام 1898 ولم يحتاجوا إلى مساعدة من الخارج.
تقع كوبا في منطقة الكاريبى في مدخل خليج المكسيك،وعاصمتها هافانا، ونظام الحكم فيها جمهورى يخضع لنظام الحزب الواحد أما عن تطور تاريخها فقبل وصول الإسبان، سكن الجزيرة شعوب أمريكا الأصليون المعروفون باسم «تاينو وسيبونى»الذين هاجرأجدادهم من شمال ووسط وجنوب الأمريكتين إلى كوبا قديمًا، وقد وصل كريستوفر كولمبوس إلى كوبا في الثانى عشر من أكتوبر 1492، وطالب بضم الجزيرة للمملكة الإسبانية وسماها جزيرة خوانا تيمناً،وخلال قرن من الزمان، انقرض السكان الأصليون بسبب عوامل متعددة، من بينها الأمراض المعدية، وظلت كوبا في يد الإسبان على مدى 400 سنة انتهت في 1898 إلى أن تم الاستقلال عن إسبانيا،ثم وقعت حرب السنوات العشر 1868.
ورفضت الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة الجديدة في كوبا، على الرغم من اعتراف العديد من الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية بها، وفى 1878 أنهت معاهدة زانخون الصراع، عندما وعدت إسبانيا بالمزيد من الحكم الذاتى لكوبا وفى 1880 حاول المناضل الكوبى «كاليكستو جارسيا» بدء حرب أخرى عُرفت بـاسم الحرب الصغيرة لكنه لم يحظ بالدعم، ثم اندلعت ثورة 1868 الإسبانية، التي نشأت عنها زيادة الهجرة الإسبانية إلى كوبا، وخلال تسعينيات القرن التاسع عشر، تجددت الدعوات التي تنادى بالاستقلال، وفى 1892، أسس المنشق «خوسيه مارتى» الحزب الثورى الكوبى في منفاه في نيويورك، بهدف تحقيق الاستقلال الكوبى، وفى 1895 بدأ القتال ضد الجيش الإسبانى في كوبا يوم 24 فبراير1895 لكن مارتى لم يتمكن من الوصول إلى كوبا، وقُتل في 19مايو 1895 في معركة دوس ريوس، وبدأ الإسبان حملة من القمع، وأقاموا معسكرات اعتقال فيها مئات الآلاف واحتجت أمريكا وأوروبا على السياسة الإسبانية في الجزيرة،ووصلت البارجة الأمريكية «مين» إلى هافانا في 25 يناير 1898 لتوفير الحماية للأمريكيين هناك، ورأى الإسبان في ذلك تهديدًا لهم، وتم تفجير البارجة وأعلنت أمريكا الحرب، وبعد الحرب وقعت أمريكا وإسبانيا معاهدة باريس في 1898.
وتخلت إسبانيا عن سيادتها الكاملة على كوبا، وقام الرئيس الأمريكى روزفلت في 1901 بإلغاء المعاهدة، ومنح كوبا الاستقلال رسمياً عن الولايات المتحدة فى20 مايو 1902 تحت اسم جمهورية كوبا، واستأجرت أمريكا قاعدة خليج جوانتانامو البحرية في كوبا وانتخب «توماس استرادا بالما» كأول رئيس لكوبا في عام 1906.!!
Discussion about this post